قال المحلل السياسي والأمين العام للمبادرة والطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، إن التصعيد التي تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من مسيرات العودة في الصفة والقطاع هو أمرعظيم، مؤكدا أنه "تحوّل فلسطيني" نحو تبني الاعتماد على النفس وتحدي الاحتلال من خلال المقاومة الشعبية. وأضاف البرغوثي خلال تصريحات لمراسل فضائية "الغد" الاخبارية في البيرة، رائد الشريف، أن المقاومة الشعبية تترافق حاليا مع حركة المقاطعة ضد إسرائيل وفرض عقوبات عليها لتشكل معا الاستراتيجية الوطنية البديلة، والتي احتاجها الشعب الفلسطيني ليعود إلى تقاليد الانتفاضة الشعبية الأولى. وأوضح البرغوثي أن هناك انعطافاً في الرأي العام الدولي منذ الثلاثاء الماضي بسبب نشاط وبسالة الإعلام الفلسطيني، وأيضا بسبب بسالة الشباب الفلسطيني في استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي لإيصال الحقيقة للعالم، حيث انتشرت الاف الصور والفيديوهات التي تكشف الحقيقة وتعري إسرائيل كجيش قامع وكمجرمي حرب قاموا باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين. وأكد البرغوثي أن ما ظنت إسرائيل أنه سيردع الفلسطينيين أتى بنتائج عكسية، إذ نرى اليوم تصاعد أكبر ولن يستمر فقط حتى 15 مايو، ذكرى النكبة، وإنما لبعدها أيضا لأننا دخلنا في مزاج المقاومة الشعبية الواسعة المشابهة لمزاج الانتفاضة الشعبية، مشددا على أنه لا يوجد بديل آخر أمام الفلسطينيين، وأن أهالي غزة لا يستطيعوا أن يتحموا حصار استمر 12 عام. وأشار البرغوثي إلى أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتصفية حقوقه من منها حق العودة من خلال إغلاق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونوروا" كما تريد الولاياتالمتحدة، مؤكدا : "حقنا في وطننا وحريتنا لا يمكن أن نتخلي عنه لصالح مشاريع خطيرة لتصفية القضية"، متابعاً أن الشعب الفلسطيني يقدم لكل القيادات طوق النجاة وسلم الخلاص من الاحتلال ويقدم لهم الوسيلة الصحيحة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر توحيد النضال على الأرض. وتابع البرغوثي أنه في ذكر النكبة الفلسطينية ستزداد وتيرة هذه المواجهات في الضفة وغزة والقدس وأراضي 48، هي الذكرى ال70 للمجازر التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني وللتطهير العرقي الذي أجبر 70% من الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، ولكن العبرة تكمن في أمرين، أولا أن المفاوضة الشعبية تتصاعد من أجل الحقوق، ثانيا أنها تترافق مع جنون إسرائيلي واعتراف بأنه بعد 70 عاما من النكبة عدد الفلسطينيين أكثر من عدد اليهود الإسرائيليين الموجودين في أرض فلسطين التاريخية، وهذا يدل على أن الشعب الفلسطيني لا يقهر، وعلى أن الحركة الصهيونية فشلت.