مقبرة الكهنة.. الاكتشاف المسروق أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، الأسبوع الماضى، اكتشاف البعثة المصرية العاملة بمنطقة الهرم لمقبرة الكاهنة حتبت بالجهة الغربية للمنطقة وسط حشد من وسائل الإعلام المصرية والعالمية وبحضور عدد من سفراء دول العالم. وخلال الاحتفالية وقف مصطفى وزيرى، رئيس البعثة، رئيس المجلس الأعلى للآثار، متباهياً بالكشف الجديد وقال للعنانى، إنه مثلما كان 2017 عاماً للاكتشافات الأثرية سيكون 2018 كذلك، خصوصاً أنه من المرتقب الإعلان عن كشف مقبرة الكاهن كاى بنفس المنطقة خلال أيام. المفاجأة التى كشفت عنها «الفجر» بالمستندات أن مقبرة حتبت، تم اكتشافها فعلياً عام 1909 على يد بعثة ميناس الألمانية، كما أن مقبرة الكاهن كاى، سبق اكتشافها ونشر عدد من أعضاء البعثة التى اكتشفتها صوراً لها وروايات عن الفترة التى عملوا فيها ضمن البعثة التى اكتشفتها. كما حصلت «الفجر» على مقال نشره المركز الأسترالى لعلم المصريات، «استراليان سنتر ايجيبتولوجى»، عام 2014 تحدث عن كتاب قديم لباحث يدعى روبرت أند موس، أشار فيه لمقبرة حتبت، واكتشافها عام 1909، مقدماً شرحاً لبلوكات حجرية تم نقلها من المقبرة إلى متحفين بألمانيا منهما متحف برلين. الغريب أن مصطفى وزيرى، لم يستطع تجاهل المعلومة المعروفة بين الأثريين، لذا أشار فى المؤتمر الصحفى، إلى أن كثيراً من البعثات الأثرية عملت بهذه المنطقة منذ عام 1905 ومنها البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهى حواس، قال: «هناك قطع أثرية تخص الكاهنة حتبت موجودة بمتحف برلين ولكن لم يكن أحد يعلم من أين حصلوا عليها، وربما سمحت مكانة هذه الكاهنة ببناء مقبرتين باسمها»، وهو أمر لو كان صحيحاً لكانت هذه السيدة المصرية الوحيدة التى تم بناء مقبرتين لها، وهو أمر غريب لعدم معقولية بناء مقبرتين لجثمان واحد. القصة بالتفصيل كما شرحتها مصادر أثرية تحتفظ «الفجر» باسمها، أن البعثة الألمانية ميناس حين عثرت على المقبرة عام 1909، نقلت بلوكات حجرية منها إلى ألمانيا ووصفت تفاصيل هذه البلوكات دون وصف المقبرة أو تخطيطها المعمارى، كما لم تحدد موقعها، اكتفت بالإشارة إلى وجودها بالجهة الغربية للهرم. وعدم وجود وصف للمقبرة أو تحديد موقعها لا ينفى أن المقبرة سبق اكتشافها، وأنه كان يجب على وزيرى أن يوضح للوزير عنانى هذا لأمر والإعلان أن الحدث إعادة اكتشاف وليس كشفاً جديداً، ولكنه ربما أراد خداع الوزير والظهور بمظهر الموظف النشيط. أثارت هذه الواقعة ردود أفعال أجنبية ساخرة، وانتقد كثير من الأثريين الأجانب، وزارة الآثار المصرية، مستنكرين ما حدث. الغريب أن وزيرى مستمر فى توريط الوزير بالإعلان عن كشف جديد لمقبرة الكاهن كاى، رغم تأكيد الأثريين فى تعليقاتهم على حساباتهم بموقع التواصل الاجتماعى، أنه تم اكتشافها فى تسعينيات القرن الماضى. ونشر الأثرى زغلول إبراهيم، على صفحته صورة لتمثال كاى وكتب: «ده تمثال كاى اكتشفته فى مقبرته من 30 سنة، وكان محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية السابق، وقتها مساعد معايا، وتم العثور عليه حوالى الساعة 12 ظهراً أمام الباب الوهمى وكان فى حالة جيدة جداً». وأضاف: «التمثال ملون ومطعم العيون وكان يوجد رسم قلادة على الرقبة تمثل حبيبات من الخرز الملون وكانت حبيبات الرسم غير ثابتة جيداً على رقبة التمثال، وفرش المرمم المادة اللاصقة المثبتة والتى أدت لتطاير حبيبات الخرز من على القلادة فقررت أن أرمم أنا باقى المقبرة». الغريب أن رئيس المجلس الأعلى للآثار، سبق وورط الوزير فى وقائع مشابهة، فعندما كان وزيرى مديراً لآثار الأقصر، فى أبريل من العام الماضى، أعلنت الوزارة كشفاً أثرياً جديداً بالأقصر، وهو اكتشاف مقبرة «نيب ويننف» كاهن من كهنة الأسرة ال19 فى عصر رمسيس الثانى، رغم أنها تم اكتشافها من قبل. يرى أثريون أن وزيرى متمسك بمنصبه، ويحاول الحصول على منصب أعلى ويتخذ من الاكتشافات الأثرية الوهمية وسيلة ليضع نفسه فى دائرة الضوء ولو على حساب سمعة وزارة الآثار ومصر.