فيما يشبه الهرب من المواجهة، اقترح وزير الخارجية الياباني تارو كونو على المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تنقل انتقاداتها من طوكيو إلى واشنطن. رئيس الدبلوماسية اليابانية قال في تصريح للصحفيين اليوم: "وددت لو أن الادعاءات المتعلقة بالعقيدة النووية الأمريكية الجديدة قد وجهت إلى الولاياتالمتحدة وليس إلي". وكان وزير الخارجية الياباني قد اتهم أمس روسيا أمام برلمان بلاده بأنها أجبرت الولاياتالمتحدة على الانخراط في سباق تسلح نووي جديد، زاعما أن "عدم الاستقرار الحالي في عامل السلاح النووي لا يأتي من جانب الولاياتالمتحدة، بل من روسيا التي تعمل وفق عقيدتها العسكرية على تطوير تقنيات لرؤوس نووية تكتيكية بعبوات صغيرة". وخلص كونو إلى أن روسيا تحديدا "هي من وضع الولاياتالمتحدة في هذا الموقف، ما دفعها إلى البدء في تطوير مثل هذا النوع من الأسلحة". هذه التصريحات لقيت صدى في وزارة الخارجية الروسية حيث انتقدتها بشدة المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، واصفة إياها بالمحيرة، مشددة على أن "مثل هذه التصريحات من طوكيو تتعارض بشكل مباشر مع أولوية مهمة بناء الثقة في المجال العسكري والسياسي بين روسيا واليابان، وأنها تؤثر سلبا على مناخ العلاقات الثنائية العام بما في ذلك المفاوضات بشأن مسألة معاهدة السلام". وأكدت زاخاروفا بشكل خاص، أن تطوير العبوات النووية ذات القوة المحدودة لا تقوم به روسيا بل الولاياتالمتحدة التي طورت قنبلة نووية بطاقة متغيرة يمكن خفضها إلى أدنى حد ممكن". ورأت الدبلوماسية الروسية أن الزعم بأن الأمريكيين "مضطرين إلى صنع مثل هذا السلاح ردا على خطوات تتخذها روسيا، يعني ببساطة وبشكل عام عدم فهم جوهر ما يحدث، ولي لأعناق الحقائق بذرائع أسطورية، لتبرير تصرفات الولاياتالمتحدة التي للأسف تأخذ منحى يقوض أسس الأمن والاستقرار الدوليين".