في نهاية عام 2017، وسط الأحداث والتطورات والتحولات التي تتسارع كل يوم، نشهد نشوء موجة جديدة من الرعب والمخاوف لدى نظام الملالي الحاكم في إيران إزاء التطورات، التي تجري في هذه المنطقة من العالم، ولكن هذا الرعب ممن؟ ومن أجل ماذا؟ وهل هذا الرعب أصبح أمراً روتينياً ودائماً؟ . في الآونة الأخيرة، أصبحت ردود فعل النظام الإيراني، على أي حركة أو نشاط من المقاومة الإيرانية مختلفة جداً عن الماضي، لأن قادة هذا النظام يعرفون أن الإطاحة بنظامهم سيكون متاحاً وممكناً فقط على يد الشعب الإيراني والمقاومة وحدهم، والآن أصبح هذا الأمر قريباً جداً. على طول فترة حكم الملالي، وخاصة في العقدين الأخيرين، في العديد من المشاهد السياسية والدبلوماسية، وأيضاً في المشاهد داخل البلاد، دعت المقاومة مراراً المجتمع الدولي إلى تبني سياسة حاسمة ضد نظام الملالي، سياسة ترتكز في محورها على تغيير هذا النظام، في ظل ما يمارسه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران، وتوسعه في تصدير الإرهاب إلى الخارج. إن الإستراتيجيات والسياسات، التي صبت الأرباح الطائلة في جيوب نظام الملالي، وأطالت الحياة المشينة ل"أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم" ظلت باقية حتى يومنا هذا. وبعبارة أخرى، على الرغم من كل النداءات والدعوات والكشف المستمر والمتواصل للمقاومة الإيرانية لفضائح النظام في العقدين الماضيين، فإن سجل حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي، ولا سيما قضية المجزرة التي وقعت في عام 1988 بحق 30 ألف سجين سياسي، ظل مغلقاً ولم يتم حسمه حتى الآن، وعمليات الاعتقالات والتعذيب والإعدام لا تزال تتوسع وتنمو كل يوم. وفي الوقت الذي يعيش فيه الإيرانيون في فقر مدقع، يتحكم في الاقتصاد عدد قليل من قادة النظام لا سيما القادة والأجهزة القمعية لقوات الحرس الثوري. ووفقاً لتقارير حكومية، فإن 40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، أي نصف مجموع السكان البالغ عددهم 85 مليوناً، إن حالة الزلزال الأخير في غرب إيران والاحتجاجات الشعبية في طهران وغيرها من المناطق هي وثائق جديدة لهذه الحقيقة. لقد جنى النظام القمعي أموالاً طائلة من الاتفاق النووي تقدر بمليارات الدولارات، وبدلاً من أن تخصص لخدمة الشعب، تنفق على تصدير الإرهاب إلى دول المنطقة مثل اليمن وسورية والعراق ولبنان. ولا تزال التدخلات والجرائم الدموية للنظام الإيراني مستمرة في بلدان المنطقة، ولأن يده لم تقطع أدى ذلك إلى فقدان أرواح مئات الآلاف من الأبرياء، كما أدت سياسات المجتمع الدولي التقاعسية إلى استمرار النظام في قتل الناس. ولكن في غضون سنة تقريباً منذ بداية هذا العام، جنباً إلى جنب مع التوسع المتزايد لأنشطة المقاومة الإيرانية والاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي في أجزاء مختلفة من إيران، نشهد موجة جديدة وغير مسبوقة من المواقف السياسية والضربات القاسية، من الدول العربية وأيضاً من الجانب الأميركي في الكونغرس ومجلس الشيوخ، والاتحاد والبرلمان الأوروبي، والأمم المتحدة، مع بعضها البعض وواحداً تلو الآخر. إن ما يميز الرعب الحالي للنظام من المقاومة عن الماضي يعود إلى حقيقة أن زوايا هذا العالم قد فتحت في الأشهر الأخيرة لنداءات ودعوات المقاومة الايرانية التي تملك فعالية وتأثير كبيرين في داخل إيران، وقد وضع المجتمع الدولي قدمه على الطريق الذي هز ركائز نظام ولاية الفقيه. والآن بعد أن أصبحت المقاومة الإيرانية أكثر تماسكاً وقوة من ذي قبل، فإنها تستعد للإطاحة بهذا النظام، ويظهر أن هناك إجماعاً دولياً قوياً وبارزاً على أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات في المنطقة هو تغيير النظام في إيران. وقد اعترف قادة نظام الملالي بشكل متكرر بأن المنافس الأول والأهم لنظامهم هو المقاومة الإيرانية، ولذلك كان الهدف الرئيسي لهذا النظام هو قتل وتدمير قوات المقاومة التي قدمت أكثر من 120 ألف شهيد، كان جزء منهم في مذبحة 30 عام 1988. وقالت المقاومة الإيرانية إنه باعتراف مسؤولين أميركيين رفيعي المستوي فإن المقاومة هي من أبلغت المجتمع الدولي لأول مرة عن مشاريع النظام النووية الخطيرة، وفي استمراريتها في تقديم تلك المعلومات المحدثة كل يوم حتى أصبحت هذه المعلومات في متناول الصحافة العالمية. وكشفت المقاومة أيضاً فضائح النظام الإجرامي في ملف توسعه وتدخله ونشر الإرهاب في دول المنطقة، وجعلت العالم على وعي بنوايا هذا النظام وطبيعته المعادية للإنسانية. الآن أصبح المجتمع الدولي يدرك أن نظام الملالي مصدر الإرهاب، وهو البنك الرئيسي للإرهاب، وأكبر داعم للإرهاب في العالم. وبعد حوالي أربعة عقود من الحكم، ستعود السيادة إلى الشعب الإيراني، وسيعم السلام في المنطقة والعالم، ويعود الأمن إلى الشعب الإيراني المحتجز كالرهائن في إيران.