أكد الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، في مؤتمر ومعرض إعمار منطقة مكةالمكرمة، أن مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة حظيت باهتمام قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وشهد المؤتمر، توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين عدد من الجهات.
من بينها توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تهدف لتنفيذ مبادرة دراسة إعمار مساجد كبرى بمكةالمكرمة داخل الحدود الشرعية.
وتوقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة ووزارة الحج والعمرة لتنفيذ مبادرة دراسة إعداد مخطط شامل للمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية لمشعر منى.
وتوقيع عقد إدارة وتشغيل المعهد العالي بين مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ممثلة بشركة استثمارات المدن الاقتصادية القابضة وشركة هايبري بورتن السعودية .
وأوضح خالد الفيصل، خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر، أن المنطقة وضع لها خطة استراتيجية تنموية قبل نحو تسعة أعوام واعتمدت تلك الاستراتيجية على بناء الإنسان وتنمية المكان، مشيراً إلى أن الاهتمام بالإنسان كان ولا يزال من أولويات قيادة هذه البلاد ولا أدل على ذلك ما نشهده اليوم من توحد بين القبائل تحت راية التوحيد، قائلاً: لقد اختار الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله القرآن والسنة دستوراً ومنهجاً لهذه البلاد .
وشدد خالد الفيصل على ضرورة أن يكون التركيز سياسياً واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا على هذا المنهج والدستور، الذي أثبت عبر التاريخ أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، مؤكداً على أهمية الانفتاح على العالم والاستفادة من تطورات العصر مع الحفاظ على مبادئنا وقيمنا الإسلامية، مشيرا إلى أن الإنسان السعودي صاحب رسالة وهي أن يثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .
ولفت خالد الفيصل إلى أن قيادة المملكة أولت الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة جل اهتمامها وسخرت جميع الإمكانات لتطويرها وخدمة قاصديها، مؤكداً أن مكةالمكرمة بتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن قبله ملوك المملكة، حرصوا على توفير الإمكانات للارتقاء بها وأن تصل إلى مصاف المدن المتحضرة، وقد بدأ الملك عبدالعزيز، مشاريع هذه البلاد بتوسعة وخدمة الحرمين الشريفين وهكذا كانت بداية التنمية والتوسعة للحرمين التي تبناها أبناؤه الملوك من بعده وحتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، منوها بأن جميع ملوك المملكة يفخرون بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين .
وقال خالد الفيصل: لا مستحيل أمام الإرادة الإسلامية وهذا ما يحتم علينا أن تكون مكةالمكرمة مدينة متطورة وذكية وألا نكتفي بذلك بل أذكى من الذكية وأن يكون الإنسان السعودي حامل هذه الأمانة سيما وأن الله خصه بشرف جوار البيت العتيق .
وأكد رئيس المحتوى العلمي للمؤتمر الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر في كلمته، أن السعودية حكومة وشعباً لا تدخر وسعاً في خدمة الحرمين الشريفين، بل إن لقب ملك السعودية هو "خادم الحرمين الشريفين" لتعظيم هذه الخدمة والحث عليها والتفاني من أجلها، وإن جهود المملكة في خدمة الدعوة الإسلامية بمعناها الشامل مستمرة منذ تأسيسها.
وأوضح أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك، فنحن إن شاء الله حماة الدين .
وشدد على أن السعودية تسعى إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير، بما لا يتعارض مع ثوابتها.
وأكد بن صقر أن منطقة مكةالمكرمة حظيت بعناية كبيرة من أميرها صاحب الرؤية والفكر، الذي ينجح دوماً في تحويل الحلم إلى حقيقة، والذي وضع استراتيجية شاملة لتطوير المنطقة ترتكز على عدة مرتكزات هي: الكعبة المشرفة، والارتقاء بتنمية الإنسان، وأن تكون منطقة مكةالمكرمة نموذجاً مشرفاً وملهماً للمملكة وللعالم الإسلامي، ثم للعالم أجمع.
ولفت بن صقر إلى أن هذا المؤتمر جاء ليلقي جزءاً من الضوء على الانجازات التي تحققت في منطقة مكةالمكرمة، وجزءاً مما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين، أو تخطط لتنفيذه من مشروعات عملاقة بكل المقاييس ، من أجل راحة المواطن والمقيم والزائر والحاج والمعتمر.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ إن السعودية ورثت رسالة اسلامية عن الأنبياء وهي الاعتناء بهذه البقاع المقدسة، فالإرث هنا يكمن في العقيدة والعمل والتنظيم وتعظيم شعائر الله.
وفيما يتعلق بمشاريع الوزارة قال: مسؤوليتنا تقع عن جميع مساجد المشاعر المقدسة والمملكة كاملة ماعدا الحرمين الشريفين، فلهما جهة خاصة بهما لعظم قدرهما، وتهتم الوزارة بتوثيق أواصر صلتها مع علماء العالم الاسلامي وكل الجمعيات والجامعات الاسلامية بل حتى في بلاد الأقليات، وذلك تحقيقاً لرؤية السعودية في مد جسور التعاون والمحبة مع عالمنا الاسلامي، فنحن نعمل على منطق التكامل مع علماء العالم الاسلامي في العالم لخدمة الإسلام وهو منهج المملكة وعقيدتها في خدمة ضيوف الرحمن في كل مكان .
وأضاف: من البرامج التي أشرفت عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هو برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين منذ 20 عاماً للحج وللعمرة منذ ثلاثة أعوام، وستضيف هذا البرنامج المختصين والعلماء من كل أنحاء العالم الإسلامي حيث استضاف إلى الآن 40 ألف على مدى ال 20 عاماً الماضية، واقترح في ختام كلمته أن يقام هذا المؤتمر بشكل دوري، وأسماه مؤتمر اعمار مكة الأول .
وقال وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر عن فخر واعتزاز السعودية حكومة وشعباً بتقديم أفضل الخدمات والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن, وقال: خدمة ضيوف الرحمن هي خدمة تفخر بها قيادة هذه البلاد وجميع أبناء المملكة كل عام بما يسهل عليهم أداء مناسكهم في يسر وسهولة والعودة إلى بلادهم سالمين غانمين . واستعرض برنامج الوزارة "كن عونا" التطوعي الذي استحدثته، وكيف تطور وزاد عدد أفراده الذين توافدوا من كل مدن وقرى المملكة.
وأشار إلى أن البرنامج قام بتسجيل ما يقارب من 4000 متطوع ومتطوعة من تخصصات مختلفة منهم استشاريون وأطباء وممرضون وممرضات أبدوا رغبتهم في المساهمة في هذه الخدمة الإنسانية في مواقع تواجد الحجاج في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة .
وأكد نائب وزير المالية الدكتور حمد بن سليمان البازعي على الدور المباشر للوزارة في الإعمار وحرصها على الاتقان لكل ما من شأنه الانجاز بالصورة التي ترضي القيادة والجميع حيث عملت مؤخرا على إنشاء مكتب لإنجاز المشاريع هدفه تطبيق أفضل الممارسات في العمل جودة ووقتا وتكلفة .
وأفاد أن الجهود تنصب على تنفيذ مشاريع منطقة مكةالمكرمة لما تجده من اهتمام ويتجسد حقيقة في حرص الجهات الحكومية مجتمعة على التنفيذ وفق معايير وتطلعات القيادة الرشيدة.
وقال: إن "التمكين" يعد من أهم ركائز استراتيجية وبرنامج عمل وزارة المالية في إطار رؤية المملكة 2030،هو أن نسعى لتمكين الجهات الحكومية من القيام بدورها والعمل معها بشكل متكامل ومتعاضد ومتآزر لتحقيق أهدافها وتطلعاتها ومن ذلك برنامج خدمة ضيوف الرحمن .
وفي نهاية المؤتمر ، كرم الأمير خالد الفيصل, الجهات الراعية لمؤتمر إعمار منطقة مكةالمكرمة.