ذكر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستعدة للموافقة على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى موعد الانتخابات المقبلة في 2021. وقالت مجلة "نيويوركر" إنه على الرغم من مقتل نحو نصف مليون شخص، واستخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية السورية من قبل النظام، فإن إدارة ترامب تستعد الآن لقبول أن حكم الأسد سيستمر حتى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2021، مما يخالف التصريحات الأمريكية المتكررة بأن الأسد يجب أن يتنحى كجزء من عملية السلام. وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون صرح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد جولة في الشرق الأوسط، أن الولاياتالمتحدة "تريد سوريا كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها". وقال تيلرسون في تصريحات للصحافيين: "إن عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته، والقضية الوحيدة هي كيف ينبغي تحقيق ذلك". وذكرت "نيويوركر" أن موقف واشنطن الجديد يعكس خياراتها المحدودة في ضوء الواقع الراهن، نتيجة للانتصارات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه. وفي زيارة مفاجئة لسوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصاراً ضد كل من المتطرفين والمتمردين المدعومين من الغرب. ويعتبر قرار روسيا عام 2015 التدخل لدعم النظام، نقطة تحول محورية في الحرب السورية أسفرت عن تثبيت الأسد في السلطة. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أدت الحقائق على الأرض إلى قبول الإدارة الأمريكية بفكرة أن الأسد الذي حكمت عائلته سوريا لنحو نصف قرن، قد يستمر بالحكم لمدة تصل إلى 4 سنوات أخرى. ويسيطر النظام على غالبية الأراضي في سوريا، بما في ذلك مدن مثل دمشق وحماة وحمص واللاذقية وحلب، التي كانت في السابق جوهرة المعارضة، والتي يشير إليها المحللون الأمريكيون بأنها "سوريا المفيدة". ووفقاً للمجلة لم تقدم المعارضة حتى الآن، رغم مرور نحو 7 سنوات على الانتفاضة، أي بديل لرئاسة البلاد أو لسلطة موحدة، مما جعل مطالبهم بتنحي الأسد كشرط مسبق للسلام أو الانتقال السياسي غير واقعية على نحو متزايد. وبحسب الصحيفة، تخشى القيادة الأمريكية من فوز الأسد بعد عام 2021 واستمراره في السلطة. وخلص مسؤولون الأمريكيون إلى أن أي انتقال للسلطة في سوريا يجب أن يعتمد على انتخابات ذات مصداقية تجريها الأممالمتحدة، والحقائق المادية في سوريا اليوم تجعل هذه العملية مستحيلة. ودمرت الحرب مساحات واسعة من المدن بما في ذلك المنازل والمتاجر والمعامل والمدارس ومرافق الرعاية الصحية، والبنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والطرق. ونزح أكثر من 5 ملايين من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 22 مليوناً خارج البلاد، في حين يبلغ عدد النازحين داخلياً ضعف هذا الرقم. وقال دبلوماسيون إن احتمال إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا، فيما ينتشر ملايين اللاجئين السوريين في عشرات البلدان حول العالم سيكون تحدياً غير مسبوق، وسيستغرق الأمر أيضاً وقتاً لظهور معارضة سورية جديدة وأكثر مصداقية. وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال تريد عملية سياسية تنطوي على احتمال رحيل الأسد، بيد أنها خلصت إلى أن هذا الأمر قد يستغرق حتى 2021، عام انتهاء ولاية الأسد. واعتماداً على نتائج انتخابات الولاياتالمتحدة عام 2020، يمكن للأسد أن يظل في السلطة بعد ترك ترامب منصبه. وأعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم من أن الأسد قد يفوز بالانتخابات السورية عام 2021، بطريقة أو بأخرى، وقد يبقى في السلطة لسنوات طويلة.