أكد أنه أجل عرض الفيلم فى السينمات الأمريكية للمشاركة فى مهرجان القاهرة المخرج الفلسطينى العالمى هانى أبوأسعد، الذى شارك بفيلم «الجبل بيننا»، للنجمة العالمية كيت وينسلت، وتم اختياره لافتتاح الدورة ال 39 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وكذلك اختيار «أبوأسعد» كعضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. عن كلتا التجربتين يتحدث هانى أبوأسعد ل «الفجر»، وأكد أنه أخرج فيلم «الجبل بيننا»، لأنه فيلم يمزج بين قصتين الأولى الصراع، والثانية الحب، وهذا المزج جعل البناء الدرامى مختلفًا عن أى فيلم آخر، وربما هذا الشكل لم يقدم فى السينما منذ سنوات طويلة، وهو يحب التحدى لذا وافق على إخراج هذا الفيلم، كما أن الثلج خلفية بمثابة لوحة بيضاء فى الفيلم. عن اختياره لكيت وينسلت للقيام بدور البطولة، ومعها الممثل إدريس ألبا، أشار أبوأسعد قائلاً: «أعترف أن الكلمة الأولى، والأخيرة كانت للشركة المنتجة للفيلم، لكن جمعتنى بهم عدة جلسات، وعدة ترشيحات من بينها إدريس الذى رحبت به الشركة المنتجة، بينما شاهدت كيت وينسلت فى جوائز البافتا بصحبة إدريس وشعرت أن بينهما كيميا غير عادية لذا قمت بترشيحها للشركة، وبدأنا التحضيرات النهائية للتصوير». أما عما حدث فى حفل الافتتاح وانصراف الجمهور عن مشاهدة الفيلم، أشار أبوأسعد إلى أن غضبه انتهى سريعًا، وكان الغضب لحرصه على خروج مهرجان القاهرة على أفضل صورة ممكنة لذا كان قلقًا مما حدث فى حفل الافتتاح. وكشف أبوأسعد سرًا يقوله للمرة الأولى قائلًا: «طلبت من الشركة المنتجة تأجيل طرح الفيلم بدور العرض الأمريكية من أجل المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، لأنه فخر لأى فنان عربى المشاركة بهذا المهرجان الكبير والعريق، والجمهور المصرى ذواق للسينما، ومختلف ومميز. وأوضح أبوأسعد كيفية اختياره كعضو لجنة تحكيم بالمسابقة الدولية، وقال: إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من إدارة المهرجان، وأبلغوه بالأمر، ورحب على الفور، ثم تطور الأمر بمشاركة فيلمه الأخير «الجبل بيننا» فى المهرجان، وليس العكس كما أشار البعض. وعلى جانب آخر، تحدث أبوأسعد عن تعاونه مع الشركة المنتجة للفيلم، وقال: «استأجرتنى للإخراج فقط بينما الكلمة الأخيرة لهم، وأبدوا عدة ملاحظات بعد التصوير قمت بإجرائها، ثم انتهت مهمتى كمخرج لكن لم يتدخل أحد فى رؤيتى الإخراجية، إنما دارت نقاشات طويلة، وتكلفت بمهمة ونفذتها على أكمل وجه، والشركة هى التى رشحتنى للفيلم، بعد أن شاهدت أعمالى السابقة مثل «الجنة الآن»، و»عمر»، وغيرها، وأرسلوا لى الرواية وأعجبت بها، وتحمست لإخراجها. أما عن كيفية التعاون بينه وبين وينسلت فيراها أبوأسعد خطوة مهمة جدًا فى مشواره السينمائى لأنها ممثلة محترفة وتهتم بأدق التفاصيل، ومن أصعب مشاهد الفيلم كان مشهد سقوط الطائرة لأن مدته على الشاشة 5 دقائق، وتم تصويره مرة واحدة، وأصيبت كيت وينسلت فى هذا المشهد برأسها. ورد على تصريحاته الأخيرة أن هوليوود ليست جمعية خيرية، مشيرًا إلى أن الكل يبحث عن المال، والإبداع يمتزج برأس المال والعكس صحيح ، وهو يحب تقديم أفلام تجارية للجمهور وفى نفس الوقت فنية، وتقديم فيلم عن القضية الفلسطينية بلا شك كفيلم تجارى ليس مربحًا، فالأسباب ليست سياسية ولكن تجارية. وقال: «أنا فخور بما تقدمه السينما الفلسطينية، وأشعر بأن الجميع فى مركب واحد، ومتفائل بوجود عدد كبير من المخرجات اللاتى يمثلن فلسطين بشكل مشرف ومختلف. وتطرق الحديث معه للسينما المصرية التى يراها أبوأسعد فى تطور مستمر ودائم، وهناك عدد كبير من المخرجين الشباب الواعد، يقدمون سينما مختلفة مثل عمرو سلامة، ومحمد دياب، كما أنه متابع للسينما المصرية منذ سنوات طويلة حتى قبل أن يكون مخرجًا، وتربى على مدارس سينمائية من بينها سينما بركات، وحسين كمال، ويوسف شاهين، وخيرى بشارة وغيرهم من المدارس السينمائية المختلفة. وأكد لن يصل أى فنان عربى مهما بلغت نجوميته لمكانة عمر الشريف فى هوليوود مرة أخرى، فهو لم ولن يتكرر، وكل التجارب تحترم لكن الشريف وصل إلى القمة، لذا أعتقد أنه ليس سهلاً على أى أحد تجاوز تلك القمة.