سام ألاردايس، وآلان باردو، اسمان مرشحان لتدريب فريقي إيفرتون ووست بروميتش ألبيون، على الترتيب، وهو ما من شأنه أن يعزز ثقافة "اللعب الحذر" الموجودة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وتولى ألاردايس (63 عاما)، المدرب السابق لإنجلترا، تدريب 6 فرق في الدوري، واكتسب شهرة بأنه رجل الإنقاذ الذي يصل في أوقات الأزمات، كما يتمتع باردو (56 عاما) أيضا بسجل جيد في الحيلولة دون هبوط الفرق التي يقودها، وسيكون وست بروميتش، هو الفريق الخامس من فرق الدوري، التي يدربها ليحتل المركز الثاني في عدد الفرق بعد ألاردايس. وإذا تأكدت تلك التعاقدات فإن هذا يعني أن ثمانية من إجمالي آخر 15 وظيفة تدريبية كانت شاغرة، تولاها مدرب بريطاني تخطى ال 50 عاما. وهي إحصائية مفاجئة نظرا لأن ألاردايس، الذي حظي وحده بوظيفتين من تلك التعاقدات، اشتكى الشهر الماضي من أن المدرب البريطاني يتم تجاهله ويعامل كأنه من "الدرجة الثانية". وقال: "الدوري الممتاز يبدو كأنه دوري الغرباء في إنجلترا.. عندما تنظر إلى مالكي الأندية والمدربين واللاعبين، هذا ما يحدث بالفعل الآن". ومع ذلك تشير احتمالات التعاقد الأخيرة، إلى أن دور شبكة العلاقات التقليدية لا يزال قويا في التأثير على سوق الوظائف في عالم كرة القدم الإنجليزية. فالمدرب باردو تمت تزكيته من جانب نيكي هاموند، المدير الفني لوست بروميتش ألبيون، الذي سبق أن لعب إلى جواره في كريستال بالاس. أما ألاردايس فيقال إنه يحظى بدعم ستيف وولش، مدير الكرة في إيفرتون الذي تعاون من قبل مع كريج شكسبير، مدرب ليستر سيتي السابق. وتبدو سياسة تناوب عدد محدود من المدربين على قيادة الفرق، اتجاها سائدا في الدوري الإنجليزي. وتولى كل من المدربين ألاردايس (في موسم 2016-2017) وباردو (في موسم 2015-2016) تدريب كريستال بالاس، وكذلك دربه توني بوليس (59 عاما)، الذي من المتوقع أن يخلفه باردو في تدريب وست بروميتش ألبيون. وقبل توني بوليس، كان يشرف على وست بروميتش، المدرب روي هودجسون، الذي أكمل حلقات دائرة تدوير المدربين عندما تولى هذا الموسم تدريب كريستال بالاس، وهو في السبعين من عمره.
المدربون أصحاب الخبرة ويبدو إيدي هاو، مدرب بورنموث، هو الوحيد من بين سبعة مدربين بريطانيين في الدوري تقل أعمارهم عن 40 عاما، ومع وجود اثنين فقط تحت سن الخمسين تتضاءل فرص إحلال مدربين أصغر سنا محل المدربين أصحاب الخبرات. وتبدو أسباب استعانة الأندية بالمدربين أصحاب السجلات القوية في الدوري الممتاز واضحة، في ظل تكلفة الهبوط الباهظة. ويواجه سندرلاند، الذي تلقى الموسم الماضي مكافآت بقيمة تقترب من 100 مليون جنيه إسترليني (132.9 مليون دولار)، رغم أنه كان في قاع ترتيب الدوري الممتاز، معركة هبوط أخرى في الدرجة الثانية مع فريق هال سيتي الذي رافقه في رحلة الهبوط. ويتميز كل من ألاردايس وباردو بخبرتهما في الأساليب الدفاعية، وهو ما يحتاج إليه إيفرتون الذي تلقت شباكه أهدافا أكثر من أي فريق آخر في الدوري هذا الموسم. وفي الموسم الماضي نجح ألاردايس في انتشال كريستال بالاس، من القاع في ديسمبر، لينهي الموسم في المركز 14. بينما هبط سندرلاند، الذي كان ألاردايس قاده للإفلات من الهبوط قبلها بموسم، تحت قيادة ديفيد مويس، وهو مدرب آخر من المدربين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما، كان قد درب إيفرتون سابقا، ويتولى حاليا مهمة إنقاذ وست هام يونايتد. وحظي المدربون البارزون الذين فقدوا وظائفهم بفرصة تأمين مستقبلهم من خلال العمل في برامج تحليل الدوري الإنجليزي، وهو ما قام به باردو هذا الموسم. ولعل هذا المنطق في التعامل مع الأمور يفسر سبب إقالة الهولندي فرانك دي بور، من كريستال بالاس بعد خمس مباريات و77 يوما فقط تولى فيها تدريب الفريق هذا الموسم، مع الأخذ في الاعتبار أنه اختير ليحقق طفرة وتغييرا في أداء الفريق المتأثر بطريقة المدربين السابقين بوليس وباردو وألاردايس. ولعل هذا ما يسيطر أيضا على طريقة تفكير إيفرتون، الساعي للتعاقد مع ألاردايس بعد 5 هزائم في سبع مباريات تحت قيادة المدرب المؤقت ديفيد أنسورث.