لم تُستثنى الولاياتالمتحدةالأمريكية "قلب العالم" من الهجمات الإرهابية التي طالت العالم أجمع خاصة بعد انتشار تنظيم داعش الإرهابي وتشعبه في كل الدول دون حدود، فلم تكن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 آخر الهجمات الإرهابية على أمريكا بالرغم من شدة تدابيرها وتأمينها في هذا الجانب على وجه الخصوص، والتي تصدرت في الفترة الأخيرة قائمة الدول التي يُنفذ فيها عمليات قتل جماعي حسب استطلاعات شبكة "سي إن إن" الأمريكية. السلاح مقابل الطعن والدهس الهجمات التي تشهدها أمريكا تختلف في حيثياتها عن الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها باقي الدول والمعروفة بالتفجيرات والدهس على وجه الخصوص، لكن اشتهرت أمريكا بعمليات إطلاق النار الجماعية فقط دون غيرها من بعد تفجير 11 سبتمبر، ونرصد فيما يلي أبشع تلك الحوادث.
لاس فيجاس يقع الهجوم الذي شنه رجل مسن يُدعى ستيفن بادوك على ملهى ليلي في ولاية لاس فيجاس، مساء اليوم الأحد، ضمن أحدث عمليات إطلاق النار في أمريكا وأبشع الهجمات الإرهابية في تاريخها، والتي راح ضحيتها 58 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 500 آخرين.
حيث أطلق بادوك صاحب ال64 عامًا النار من الطابق ال32 من فندق ماندالاي باي على حفل موسيقي في إحدى الملاهي الليلية بلاس فيجاس يضم 22 ألف شخص، وبعد وقت قليل من وقوع الحادث أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته الكاملة عن هذا الهجوم.
فلوريدا وفي 13 يونيو 2016 وقع الحادث الأكثر دموية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر وقبل هجوم لاس فيجاس اليوم، حيث قام شاب أمريكي أفغاني مسلح في ال26 من عمره يُدعى عمر متين بالهجوم على ملهى بالز للمثليين جنسيًا في أورلاندو بولاية فلوريدا، والذي راح ضحيته 50 قتيلًا وإصابة 53 شخصًا.
وقتلت الشرطة الأمريكية "متين" بعد تنفيذه للهجوم واحتجاز بعض الرهائن.
وأعلنت محطة "إن بي سي" الأمريكية بعد وقوع الحادث، بأن "عمر متين" منفذ الهجوم أعلن انتمائه لتنظيم داعش الإرهابي قبل تنفيذه للهجوم مباشرة على تليفون خدمة الطواريء.
كاليفورنيا كما شهدت ولاية كاليفورنيا حادث إطلاق نار في 12 ديسمبر 2015، حيث قام شخص يُدعى فاروق وزوجته بإطلاق النار على مركز خدمات لذوي الإعاقة العقلية في ساند برناردينو، والذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 22 آخرين.
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي أكد على وجود مخزون هائل من السلاح والذخيرة لدى الزوجان وهو ما يقرب من 5000 رصاصة بالإضافة إلى 12 عبوة منزلية الصنع، وأطلقا ما يقرب من 150 رصاصة قبل وقوعهما قتلى على يد الشرطة الأمريكية بعد مطاردة كبيرة.
وبعد الهجوم مباشرة أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن مسئوليته عن تنفيذ الهجوم على صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أكبر الحوادث وأبشعها ومن جانيه أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن الهجوم الإرهابي في لاس فيجاس اليوم والذي راح ضحيته 58 قتيل من أكبر الحوادث التي تعرضت له الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد حادثي سان أردوينو بولاية كاليفورنيا والذي سقط عنه 33 قتيل، وحادث أورلاندو بفلوريدا وسقط عنه 49 شخصًا.
أمريكا جزيرة منعزلة وأوضح "سمير"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن انتشار مثل هذه الهجمات التي تتعرض لها أمريكا تعود إلى سببين، الأول هو اعتقاد أمريكا أنها جزيرة منعزلة بعيدة عن الإرهاب، ولكن الأجهزة الأمنية الأمريكية تراخت في متابعة الخلايا الإرهابية والعناصر المتطرفة.
السلاح أسهل من الهامبرجر وأضاف أن السبب الثاني يعود إلى كثرة مبيعات السلاح في أمريكا وعدم وجود قيود عليها، حيث أن شراء السلاح أسهل بكثير من شراء ساندويتش هامبرجر، وذلك وفقًا للمادة الثانية من الدستور الأمريكي التي تمنح المواطن الأمريكي الحاصل على الجنسية ويتعدى ال18 عامًا حق امتلاك سلاح يقتل ما بين 50 إلى 100 شخص في الدقيقة، مما يشكل بيئة خصبة لتنظيم داعش الإرهابي في ارتكاب جرائمه باستخدام السلاح المنتشر في كل مكان حتى "السوبر ماركت" على عكس أوروبا التي يصعب بها امتلاك الأسلحة.
وأوضح أن الرئيس السابق باراك أوباما حاول وضع قيود على حيازة السلاح وتملكه لكنها فشلت بسبب رابطة بائعي السلاح في أمريكا وهي رابطة قوية جدًا وتؤثر في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لا يجرأ أي رئيس أمريكي تغيير هذه المادة.
القاتل أحد الذئاب المنفردة لداعش وعن تبني تنظيم داعش للحادث، أكد "سمير" أنه حتى الآن لا توجد مؤشرات حقيقية على ميول القاتل الإرهابية أو انتمائه لأي تنظيم إرهابي، لكنه من الوارد أن يكون أحد الذئاب المنفردة في أمريكا خاصة بعد انتشار خبر اعتناقه الإسلام قبل شهور قليلة، وأن شركته الآسيوية هي من ألحقته لتنظيم داعش الإرهابي.
داعش انتهى كدولة ولكن؟ كما أشار إلى أن تنظيم الدولة "داعش" انتهى كدولة لكنه لم ينتهي كتنظيم، حي تمدد وتوسع في العالم كله، وذلك وفقًا لتقرير المفوض الأوروبي لشئون مكافحة الإرهاب الصادر في اليوم الثاني لعيد الأضحى والذي أكد خلاله على وجود أكثر من 50 ألف داعشي في أوروبا، وأن أمريكا تضم عدد كبير جدًا من الخلايا الإرهابية، كما أنه وفقًا لأجهزة الأمن الأمريكية في مؤشرها بسبتمبر الماضي تواجه أمريكا خطر إرهابي لا يقل عن أحداث 11 سبتمبر.
داعش في سوريا والعراق يتلاشى وقال "سمير" إنه يجب على أمريكا تبادل المعلومات مع الجانب الأوروبي والدول العربية، ولا بد أن تكون لديها الجدية الكاملة والإرادة السياسية لمحاربة كل الإرهاب وليس داعش في سوريا والعراق فقط، حيث أن التنظيم يكاد يتلاشى في سوريا والعراق، لكنه يتوغل ويتنشر في العالم أجمع حيث يقيم دولة في مندناو أقصى جنوبالفلبين، كما ازدادت أعداد داعش في إندونيسيا أكثر ب5 مرات عن عامي 2015 و2016، وبالتالي أصبح الإرهاب يبدأ في العالم ولا ينتهي.