ردّت محكمة ميشانسكي في موسكو، دعوى أقارب الدبلوماسي السويدي، راؤول والنبرغ، ضد جهاز الأمن الفيدرالي "في أس بي" تطالب فيها بالكشف عن مصيره بعد اعتقاله من ال"كي جي بي" عام 1945. وقالت القاضية إيرينا أفاناسيفا في حكمها يوم الاثنين، 18 سبتمبر/أيلول الجاري: "المحكمة قررت عدم الاستجابة لمطالب ماري إلسا دوبوي ورفضها رفضا تاما". وكانت دوبوي قريبة هذا الدبلوماسي السويدي المجهول المصير، قد رفعت دعوى قضائية في يوليو/ تموز الماضي ضدّ الاستخبارات الروسية، تطالبها فيها بتقديم معلومات موثوقة عن مصيره الغامض. وقال وكيلها القانوني المحامي إيفان بافلوف، إن أقارب والنبرغ يطالبون الاستخبارات الروسية بالسماح لهم بالوصول إلى أصل وثائق احتجاز هذه الدبلوماسي، وكذلك إلى تلك النسخ منها غير الخاضعة للرقابة. واستند وكيل قريبة الدبلوماسي السويدي في طلبه، إلى أن الوثائق المطلوب الوصول إليها مضى عليها بالفعل 70 سنة. وقال المحامي: "هذه ليست فرصة لاستعادة ذكرى رجل بارز فحسب، بل هي أيضا حجة قوية في الكفاح من أجل فتح خزائن أرشيف مكتب الأمن الفيدرالي وغيره من الوكالات الاستخبارية" في روسيا. وأعلنت دوبوي أنها قررت مقاضاة جهاز الأمن الفيدرالي، لأن الطلبات التي قدمتها إلى السلطات الروسية لم تلق أذانا صاغية. ولا تزال ظروف وفاة والنبرغ مجهولة، مع أن السويد اعترفت رسميا بوفاته في عام 2016 فقط، أي بعد أكثر من سبعين سنة على انقطاع أخباره. وذكرت وزارة خارجية الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1957، أن الدبلوماسي السويدي توفي في يونيو/ حزيران عام 1947 داخل سجن وزارة أمن الدولة "كي جي بي" في لوبيانكا، ولكن قلة من المؤرخين يعتبرون هذا الإعلان موثوقا. ووالنبرغ كان معروفا بأنشطته التي هدفت لإنقاذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وبوصفه موظفا في البعثة السويدية في هنغاريا، أصدر جوازات سفر سويدية لليهود هناك. ووفقا لبعض التقارير فقد تمكن والنبرغ من إقناع بعض القادة العسكريين الألمان بعدم تدمير غيتو بودابست اليهودي قبل التراجع عن العاصمة الهنغارية. وفي عام 1945، قبض عليه من قبل القوات السوفيتية، ورحل من المجر إلى الاتحاد السوفيتي، وفي تلك السنوات، كان جهاز ال" كي جي بي" المسؤول عن قضايا أمن الدولة في الاتحاد السوفيتي، والذي أصبح جهاز ال"في أس بي" أحد خلفائه.