توصف بأنها أكثر أقلية مضطهدة في العالم وأتعس الشعوب، نظرًا للاضطاد الذي تمارسه ضدهم الأغلبية البوذية، ويتمركزون في ولاية "أراكان" غرب بورما، إلا أنهم أصبحوا يعيشون كلاجئين في المخيمات المتواجدة في بنجلاديش وتايلاند على الحدود من بورما، لما يلاقون من العذاب والمذابح والاغتصاب، ألا وهم مسلمي الروهينجا. تعريف بمسلمي الروهينجا تعد "الروهينجا" أحد أكبر الأقليات المسلمة على مستوى العالم، ويوصفون بأنهم "أتعس الشعوب في العالم"، يتمركز أعضاؤها في ولاية "أراكان" غرب بورما، والتي تعتبرهم منظمة الأممالمتحدة أنهم أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم. ويبلغ عدد مسلمي"الروهينجا" نحو مليون نسمة "15% من عدد السكان"، فقد وصفت متحدثة باسم الأممالمتحدة وضع الروهينجا في عام 2009 بأنهم، على ما يحتمل، "أكثر شعب بلا أصدقاء في العالم".
أصولهم ويعتقد أن مسلمي "الروهينجا" هم أحفاد التجار العرب الذين عاشوا في جنوب شرق آسيا منذ قرون، وتقول حكومة ميانمار، إن هذه الرواية غير صحيحة، وأن "الروهينجا" هم مهاجرون من البنغال. وينتمي معظم هؤلاء المسلمون إلى شعب الروهينجا ذوى الأصول المنحدرة من مسلمي الهند بما فيها بنجلاديش والصين بالإضافة إلى نسل المستوطنين الأوائل من الفرس والعرب. وقد جلب الاحتلال البريطاني العديد من الهنود المسلمين إلى بورما لمساعدتهم فى التجارة والأعمال المكتبية, وبعد نيل الاستقلال ظل الكثير من المسلمين في مواقعهم.
اللغة يعتمد مسلمو "الروهينجا" على اللغة الروهنجيا في التواصل بينهم، وهي لغة "هندو-أوروبية" مرتبطة بلغة "شيتاجونج" المستخدمة في دولة "بنجلاديش" القريبة من بورما، حيث نجح علماء الروهنجيا في كتابة لغتهم بالنصوص المختلفة مثل العربية والحنفية والأردية والرومانية والبورمية، والمستمدة من اللغة العربية.
تاريخ وصولهم وصل المسلمون دلتا نهر إيراوادي في بورما على ساحل تانينثاري، وولاية أراكان، في القرن السابع الميلادي، إبان عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقد أسسوا إمارة أراكان التي استمر الحكم الإسلامي فيها نحو ثلاثة قرون، منذ عام 1430م حتى عام 1784م، دخل خلالها الكثير من السكان المحليين في الدين الإسلامي، إلى أن احتل البوذيون أراكان عام 1784 وقاموا بضمها إلى بورما، ومنذ ذلك التاريخ بدأت أولى حلقات العنف المتبادل بين المسلمين والبوذيين، والتي استمرت حتى احتلال بورما من بريطانيا عام 1824.
أول مسلم روهينجي ويعد "بيات وى هو" الذي عاش خلال فترة حكم الملك مون ملك ثاتون في 1050 م، أول مسلم يُعرف في تاريخ بورما غير أن الملك أمر بقتله بسبب الخوف من قوته وشعبيته.
بوادر الاضطهاد ظهرت بوادر اضطهاد المسلمين فى عهد الملك باينتوانغ في الفترة ما بين 1550 1589م، فبعد أن استولى باينتوانغ على باجو في 1559 قام بمنع الاحتفال بعيد الأضحى وذبح الأضاحي وممارسة الذبح الحلال للمواشي والدجاج منعا باتا بسبب التعصب الديني بل وصل به الأمر إلى إجبار بعض المسلمين على الاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية لتغيير دينهم عنوًة.
أما عهد الملك بوداوبايا (1782- 1819)، فقد شهد القبض على أربعة أئمة من أشهر علماء ميانمار المسلمين في مبيدو، حيث قتلوا في العاصمة بعد رفضهم أكل لحم الخنزير.
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية تحت وطأة الاحتلال البريطاني، وضع البوذيون مسلمي الهنود وبورما في خانة واحدة وأضافوا إليهم هندوس الهند وأطلقوا على المجموعة كلها لقب "كالا".
وفي نهاية الثمانينيات تم تهجير أكثر من 150 ألف شخص، بسبب بناء قرى نموذجية للبوذيين ضمن مخطط للتغيير الديموجرافي.
وفي عام 2001، كانت بداية موجة منظمة من أحداث العنف والقتل بحق المسلمين في كل مدن بورما، على خلفية أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية، وقد استولى البوذيون بدعم من الجيش على الكثير من ممتلكات وأراضي المسلمين.
وفي 2014، تجددت الاعتداءات ضد الروهينجا بعد اتهام مسلمين بقتل سيدة بوذية، أعقبتها عمليات قتل واسعة لهم، وبحسب مصادر حقوقية وصل عدد قتلى المسلمين في بورما إلى 20 ألفًا، مما دفع الباقين للفرار واللجوء إلى بنجلاديش المجاورة وحتى تايلاند.
ومؤخرًا، تجددت أعمال العنف، والاضطهاد ضد مسلمي الروهينجا، وصلت إلى حد حرق المنازل عن طريق قنابل حارقة ألقتها مروحيات على منازل المسلمين.