كان بني إسرائيل يقيمون في مصر، فارسل الله موسى عليه السلام ليهديهم إلى طريق الإيمان، وكان فرعون طاغي في البلاد، وأسر آل إسرائيل، فطلب منهم موسى مغادرة البلاد. رفض فرعون طلب سيدنا موسى تكبراً وتسلطاً، ممّا أجبر موسى عليه السلام أن يخرج مع قومه متخفين عن أعين فرعون وجنده، فعلم فرعون بذلك ولحق بهم على رأس جيش، واقترب من اللحاق بهم فخاف القوم من بطش فرعون إلا أن موسى طمأنهم وأخبرهم بأن الله معنا، وعند وصولهم إلى حافة البحر انفلق البحر فلقتين بأمرٍ من الله فمرّ موسى وقومه وما يرافقهم من دوابٍ وأنعامٍ، وكان قد أدركهم فرعون وجيشه فدخلوا البحر وعندما أصبحوا في وسط الماء أمر الله عز وجل البحر بالعودة إلى حالته الأولى فأطبقت المياه عليهم فغرق من كان داخل الماء بمن فيهم فرعون العظيم. بعد أن قذفت ماء البحر جثث مَن غرق من الفراعنة قام أفرادٌ من الناجين من جيش فرعون بحمل جثة فرعون إلى القصر وبعد أن تم تحنيط الجثة حُملت إلى مقبرة وادي الملوك في طيبة، يتبعه الكهنة والوزراء وكبار حاشيته، حيث كان فرعون قد جهّز قبره قبل موته، ولكون الفراعنة كانوا يؤمنون بيوم البعث فقد كانوا يضعون مع المتوفّى كافّة أغراضه وممتلكاته من المجوهرات والذهب، حيث كان القبر يتكوّن من عدة حجرات مزينةً جدرانها برسوماتٍ جنائزيةٍ وأدعيةٍ للمتوفّى. كان عامة الشعب المصري يعرف بأنّه تدفن مع المتوفى من الملوك كنوزٌ كبيرةٌ من الذهب والفضة والمجوهرات الثمينة، فأصبحت قبورهم هدفاً للصوص لسرقة هذه الدفائن، فأصبح نبش القبور والبحث عن هذه الدفائن مهنةً لكثيرٍ من الناس، ومع استمرار حفر القبور اتفق كهنة أمون على الحفاظ على جثث ملوكهم وجثة رمسيس بشكلٍ خاصٍ، فنقلوها من مكانها ودفونها في مقبرة والده مع مجموعةٍ أخرى من جثث الفراعنة السابقين، وتم نقل هذه الجثث مرةً أخرى ودفنت في مقبرةٍ تقع في الدير البحري وردموا باب مدخل المقبرة وضيعوا المعالم من حولها حتى لا يتعرف عليها اللصوص وسميت هذه المقبرة ب (خبيئة الدير البحري). أُرسل جثمان فرعون إلى فرنسا بناءعلى طلب الرئيس الفرنسي ميتران لعمل دراسات حوله من قبل العلماء الفرنسيين، فبعد الدراسة اكتشف العلماء حقيقة موته غرقاً، وتمّت إعادة الجثمان إلى مصر وتقول بعض الأقاويل بأنّ الجثمان بقي في متحف باريس، فعلى الرغم من الظلم والاستعباد الذي مارسه الفراعنة، إلا أنّهم استطاعوا بناء حضارةٍ خالدةٍ في مصر ما زالت أسرارها باقيةً.