فى أول ظهور لها على الساحة السياسية بعد الثورة، أعلنت جبهة الإصلاح الصوفى عن تنظيم مليونية فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل بعنوان "فى حب مصر"، بالتعاون مع بعض القوى والحركات السياسية، وبرغم إعلان عدد من الحركات الصوفية إنشاء أحزاب سياسية، إلا أن الأمر لم يحظ بالاهتمام الذى نالته دعوة المليونية، مما دفع قيادات الجماعة الإسلامية والسلفيين إلى الهجوم الاستباقى على الطرق الصوفية الداعية للمظاهرة، واتهموها بأنها "مطية" تستغلها الحركات العلمانية والليبرالية، وأن المليونية ستفشل لأن الذين دعوا لها خارجون عن الإجماع الصوفى، واتهموا الشيخ علاء أبو العزايم بأنه شيعى يعمل لصالح إيران, وحتى الآن الدعوة للمليونية قائمة وسيتم تشكيل لجنة مشتركة بين عدد من الحركات السياسية والطرق الصوفية للتنسيق بعد المليونية القادمة. للتعليق على هذا الأمر حاورنا الشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية وعضو جبهة الإصلاح الصوفى. فى البداية أكد "أبوالعزايم" أن هذه المليونية فى حب مصر وليست عندًا مع السلفيين، أو محاولة لإظهار القوة كما يدعون علينا، واصفًا ما فعلوه فى جمعة الإرادة الشعبية بالشيء المروع لذلك كانت فكرتهم الرئيسية ماذا لو حكم هؤلاء مصر، خاصة أن رفع العلم السعودى والشعارات المتطرفة جعلت الناس تفزع وتبدى قلقها على مستقبل مصر، وأعلن "أبوالعزايم" أن الطرق الصوفية تدعو جميع الطوائف والحركات السياسية المصرية والمفكرين من مختلف الاتجاهات والمسيحيين إلى هذه المليونية لإثبات أن الشعب المصرى نسيج واحد، وسيقف متلاحمًا ضد الدعوات الخارجة عن الإجماع الوطنى، مشيرًا إلى أن الطرق الصوفية رفعت شعار الدولة المدنية لأن ما لا يعرفه الأخوة السلفيون أن الدولة المدنية أول ما وجدت كانت فى المدينةالمنورة، وتعايش المسلمون واليهود فى عهد رسول الله وخلفائه من بعده، وأضاف أن الإسلام لم يعرف إطلاقًا الدولة الدينية ولا الوصاية على الحكم، ووصف المناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية بأنها لا محل لها من الإعراب، فنحن نطبق الشريعة الإسلامية فيما عدا الحدود، وتساءل هل نحن نصوم فى يناير لأنه أقل حرارة من أغسطس، وهل لا نقيم الصلاة، وأكد أن الشريعة الإسلامية مقرة للشرائع الأخرى التى سبقتها بنص القرآن الكريم، وهذا يعنى أن اكتمال الإيمان يكون بحماية الأخوة الأقباط، وضمان حقوقهم فى المواطنة بوصفهم شركاءنا فى الوطن. ولم يبد "أبوالعزايم" انزعاجه من اتهامات السلفيين قائلاً "قبل كده قالوا علينا شيعة وعلمانيين ويساريين"، واعتبرهم متفرغين فقط لإلقاء التهم دون السعى إلى الحوار أو التواصل لمعرفة وجهة النظر الأخرى، مؤكدًا أنه ضد الحجر على الآراء والأفكار والتيارات السياسية الحرة، ووصف السلفيين بأنهم يناقضون أنفسهم "فهم يصفوننا بأننا قلة داخل الإجماع الصوفى ولن يستجيب أحد لنا ثم يقولون إن الليبراليين والعلمانيين يستغلون عدد الصوفية لتحقيق أهدافهم". وحول الجانب التنظيمى قال إنهم حتى الآن لم يتلقوا أى تعليق من المجلس العسكرى برفض تنظيم المليونية، وحول العدد المتوقع أكد أنه سينتظر يوم الجمعة ليرى هل سيكون العدد بالعشرات أم بالآلاف أم بالملايين، وقال إن الدعوة عامة لأى فرد يريد أن يندمج فى الإجماع الوطنى، سواء كان صوفيًا أو سلفيًا أو إخوانيًا، ونفى تواصله مع الإخوان قائلاً إنه لن يذهب إلى أحد لدعوته، فمن يريد التواصل بابنا مفتوح، والحركات السياسية هى التى تواصلت معنا من أجل الدعوة على اعتبار أن الهدف مشترك، وكانت هناك نية مسبقة لتنظيم المليونية. ورفض "أبوالعزايم" الاعتصام بعد نهاية اليوم، وقال إنه ضده تمامًا والتظاهر سيستمر حتى الثانية صباحًا فقط، حيث سنصلى التراويح وبعدها ننظم بعض الفعاليات من إلقاء كلمات للشخصيات العامة وغير ذلك. وشدد "أبوالعزايم" أن من سيحضر إلى الميدان يوم الجمعة سيتحمل تكاليف طعامه وشرابه، وأضاف "نحن لسنا أثرياء مثل السلفيين حتى نأتى بهذا العدد الضخم من الأتوبيسات لحشد أتباعنا، ولا أملك أموالاً لهذه المصاريف، وقد قلت للصوفيين على كل فرد أن يحضر طعامه وشرابه معه"، وقال إنه إذا حضر 100 ألف فقط فالوجبة الواحدة لن تقل عن عشرة جنيهات، مما يعنى مليون جنيه بجانب إيجار السيارات. وحول العدد المتوقع حضوره، قال "أبوالعزايم" إن الطرق الأربع التى دعت إلى المليونية هى الرفاعية والسعدية والشبراوية والعزمية، بجانب الأقباط والحركات السياسية، متوقعًا ألا يقل العدد عن 400 ألف فرد.