لم تخسر الدوحة وحدها من أزمة قطع علاقات بعض الدول العربية والخليجية بقطر، فهناك قائمة من المتضررين بسبب ذلك الموقف الخليجي على رأسها جماعة الإخوان وحماس وألمانيا. حماس تعد حماس أكثر المتضررين بعد الدوحة من قطع العلاقات، فتزامنًا مع قرار الدول بالمقاطعة سلمت قطر حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة، لائحة بأسماء أعضاء فى الحركة مطلوب مغادرتهم الدوحة فورا، وذلك في 3 يونيو مع بداية قطع العلاقات بين قطر ودول الخليج مصر. واليوم، أكّد مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أسامة حمدان، أن قيادات غادروا العاصمة القطريةالدوحة، مبررًا الأمر بأنه مرتبط ب"ترتيب البيت الداخلي" للحركة في أعقاب الانتخابات.
وقال حمدان، إن مغادرة الأعضاء سبقت الشروط التي وضعت على قطر، مشيرًا إلى أنه لا مانع لدى الحركة من المساهمة في تخفيف الضغط على الدوحة، وفقًا لوكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية.
وأشار إلى أن وفدًا من الحركة برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي سيزور إيران قريبًا، ضمن جولة تشمل دولًا أخرى لم يحددها، كما أكّد أن وفد الحركة برئاسة مسؤولها في غزة يحيى السنوار، الذي يزور القاهرة حاليًا سيعود إلى القطاع، بينما سيقود هنية الوفد إلى طهران، موضحًا أن مناخ زيارة القاهرة كان إيجابيًّا حتى الآن وقد يثمر تفاهمات حول قضايا تخص الجانبين. الإخوان وتأتي جماعة الإخوان في المرتبة الثانية، إذ ما زالت الدوحة تأوي عددا كبيرا منهم رغم التزام قطر في أبريل 2014 بإخراجهم من البلاد. ويتلقى هؤلاء الدعم المباشر، بكلفة معيشتهم في قطر، وأشكالا أخرى من الدعم غير المباشر، ولا يقتصر الأمر على الإخوان المقيمين في قطر، بل أيضا عناصر الإخوان الموجودين في تركيا وبريطانيا وغيرها. وأثر قرار قطع العلاقات على المؤسسات المالية القطرية، والجهات والأفراد الذين يقدمون الدعم المالي لجماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية المرتبطة بها الموجودة في مصر أو الدول العربية الأخرى. ألمانيا وتتزايد بألمانيا المخاوف من تضرر اقتصادها نتيجة استمرار الحصار الذي تفرضه دول خليجية على قطر، وعبرت أوساط سياسية وشركات ألمانية عن خشيتها من تسبب الأزمة الخليجية في تراجع التبادل التجاري والاستثمارات مع قطر، التي تبلغ قيمة واردتها السنوية من ألمانيا 2.5 مليار يورو سنويا. وذكرت أسبوعية دير شبيغل أن شركة أيرباص للطائرات تتخوف من تسبب منع السعودية والإمارات والبحرين للخطوط القطرية من الطيران بمجالها الجوي في إلحاق أضرار فادحة بالشركة، وتراجع مبيعاتها عالميا من طائرات الركاب العملاقة طراز أي 380. وأوضحت المجلة أن قطر، التي تعتبر زبونا مهما لأيرباص وتمتلك سبع طائرات ركاب أي 380 تعمل على الخط بين الدوحة وسيدني الأسترالية، طلبت في السابق شراء ثلاث طائرات جديدة من هذا الطراز. ومن شأن حظر طيران الخطوط القطرية بالمجال الجوي للدول الخليجية الثلاث أن يمنعها من السفر إلى أوروبا وأميركا الشمالية عبر مسارات قصيرة، واللجوء لطرق طويلة، مما سيؤدي لتقليل أعداد ركاب الترانزيت المارين عبر الدوحة التي تمثل مركزا مهما لهم، وعدم الحاجة لاستخدام طائرات الركاب الطويلة من طراز أي 380. وذكرت دير شبيغل أن خبراء بمجال الطيران المدني لا يستبعدون اضطرار قطر في حال استمرار الحصار لإلغاء شراء الطائرات الثلاث أو تأجيله، وأوضح الخبراء أن الاحتمال الأسوأ هو لجوء الخطوط القطرية لبيع طائرات أيرباص السبع التي تملكها في أسواق الطيران، مما سيؤدي لانهيار الأسعار وتراجع الإقبال على شراء طائرات أي 380 جديدة. وعبر رئيس مجلس إدارة أيرباص توم أندرس عن خشيته من تسبب حصار طويل لقطر بأضرار فادحة لشركته بمنطقة الخليج التي تمثل سوقا مهما، وقال للصحفيين إن أي مشكلة بالخليج يمكن أن تترتب عنها تداعيات سلبية للشركة التي يزعجها استمرار منع الخطوط القطرية من السفر لمطارات خليجية.