بسبب الفقر والبطالة وتردي الأوضاع الإقتصادية وفشل النظام الإيراني في حل المشكلات وصل خطر الإدمان على المخدرات في المجتمعات الإيرانية وتفشيه إلى درجة اختراقه لأسوار المدارس والجامعات والمنازل والنساء، حيث باتت طهران تشهد ولادة طفلين يوميًا مدمنين على المخدرات بسبب إدمان الأمهات، وهو خطر يهدد حياة جيل بأكمله جراء فشل النظام وانشغاله بالمؤامرات الخارجية. ظاهرة قديمة كشفت رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طهران "فاطمة دانشور" أن الظاهرة لم تكن حديثة العهد، بل أكدت أن ظاهرتي إدمان الحوامل على المخدرات وبيع الأطفال حديثي الولادة موجودة منذ عقود في المجتمعات الإيرانية لكنها تزايدت في السنوات الأخيرة وخاصة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الأمن المعيشي في المجتمعات الإيرانية بشكل عام.
ومن بين أسباب ارتفاع المواليد المدمنين على المخدرات وبيع الأطفال حديثي الولادة هو ارتفاع معدلات الإدمان وسط النساء، حيث أظهرت آخر الإحصائيات أن نسبة النساء المدمنات قد تضاعفت في الآونة الأخيرة، وهذا التطور أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأضرار الاجتماعية الأخرى، مثل ارتفاع أعداد النساء والفتيات المشردات اللواتي امتهن بعضهن بيع أطفالهن حديثي الولادة أو حتى قبل الولادة من أجل الحصول على المال.
وتستغل العصابات هذه الظاهرة لشراء الأطفال واستخدامها في تجارة المخدرات والتهريب والسرقات وغيرها، وكانت فاطمة دانشور كشفت عن أسعار بيع الأطفال في العاصمة الإيرانيةطهران، قائلة إن العاهرات والمشردات في الشوارع يقمن ببيع أطفالهن بسعر ما بين 200 و100 ألف تومان أي ما بين 40 و70 دولار أمريكي.
إدمان الفتيات وتعاني المجتمعات الإيرانية من أزمات ومهالك كثيرة أبرزها الإدمان على المخدرات واقتحامه للنساء والفتيات والأطفال، وحسب تصريحات مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شهيندخت مولاوردي فإن معدل إدمان الفتيات على المخدرات قد ارتفع بعد عام 2012 ،ووصل معدل إدمان الفتيات إلى 9 %من مجمل مدمني المخدرات في إيران.
وذكر رئيس دائرة مكافحة المخدرات في إيران محمد مسعود زاهديان، أن هناك نحو 50 ألف مدمن على المخدرات متجاهر في إيران، ومن بينهم نحو 15 ألف موجودون في العاصمة طهران، ويتنشر الإدمان على المخدرات في البيئة الصناعية أكثر من أي بيئة آخرى، وهناك ما بين 16 إلى 22 %من عمال الأعمال الصعبة مدمنون على المخدرات في إيران.
أكثر من 6 ملايين مدمن ووفقا لما أعلنت عنه زارة العمل والشؤون الاجتماعية في إيران، فإن ما بين 70 إلى 100 شخص يوميا يضافون لعدد مدمني المخدرات في البلاد، الذين وصل عددهم حسب إحصائيات غير رسمية إلى أكثر من 6 ملايين نسمة، يموت منهم العشرات يوميا بسبب الإسراف في الإدمان أو الأمراض الناتجة عن التعاطي المفرط للمخدرات.
وكان "سعيد صفاتيان"، رئيس مجموعة العمل، حول خفض نسبة الإدمان التابعة لمجلس تشخيص مصلحة النظام قد أكد أن عدد المدمنين الذين ينامون في الشوارع قد ارتفع من 120 ألفا إلى 150 ألف مدمن مشرد.