تتجه دولة الإمارات العربية إلى خلق نوعا من الدعم المادي والمعنوي لشعبها، عن طريق تجربة تعد الأولى من نوعها وهي إنشاء وزارة "السعادة والتسامح" بهدف تحقيق الرفاهية والسعادة في المجتمع، وتترأسها الوزيرة الشابة عهود خلفان الرومي، وتهدف الوزارة في المقام الأول لمواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع. وخلال تواجدها في زيارة قصيرة إلى مصر، وبمناسبة مرور عام على إنشاء الوزارة والعمل بها، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آلِ مكتوم، رئيس مجلس الوزراء، حاور "الفجر الفني"، المستشارة د. تهاني التري، سفيرة السعادة والإبداع بدولة الإمارات، والتي أعربت عن سعادتها بكون الإمارات دائما محل إعجاب من جميع الدول، واصفة إياها بأنها سباقة في تطبيق كل ما هو جديد في خدمة الشعب والمجتمع.
وأضافت "التري" أنه بمرور عام على إنشاء وزارة السعادة والتسامح بدولة الإمارات، تجد أن الشعب الإماراتي قد لمس الكثير من التغيرات الإيجابية، وأهمها اهتمام الوزارة بالمرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مستشهدة بوجود ثلاث وزيرات شابات، في الحكومة الإماراتية، مؤكدة أنه مؤشر رائع ودليل واضح على احتضان الدولة للكفاءات الشبابية والعمل على دعهما، معربة عن سعادتها بتولي الوزيرة عهود خلفان الرومي -22 عاما- مهام وزارة السعادة في الإمارات.
وأكدت "التري" على حرص الحكومة الإماراتية المتمثّلة في الوزراء التنفيذيين، على ترسيخ الألقاب التي تشتهر بها دولة الإمارات بأنها "دولة السعادة" وشعبها "أسعد شعب"، وذلك عن طريق العمل على تطوير القوانين ومواكبتها لكل ما هو جديد داخل الدولة، مؤكدة أنها بدورها مستشارة وسفيرة للسعادة، تحرص على تدريب وتأهيل الكفاءات الشابة في الوزارة الجديدة لتكون جديرة بشغل مناصب هامة في الدولة.
وعن تولي وزراء شباب مهام الحكومة في الإمارات، أكدت "التري" على دعمها لتمكين الكفاءات الشبابية سياسيا في الدول العربية، مؤكدة أن الشباب هم الأولى بذلك، مشددة على أهمية دور الكفاءات وأصحاب الخبرات الكبار في تقديم الدعم لهم، مشيرة إلى ضرورة الكف عن دفع العقول الشبابية للهجرة إلى الغرب، مضيفة أن تمكين الشباب سياسيا يحقق نظرية أن الجيل الحالي يعمل على تأسيس أجيال قادمة تجدد دماء المجتمعات العربية.
وعن ارتباط تطبيق أهداف وزارة السعادة بالحالة الاقتصادية للدول العربية، أكدت "التري" أن الجميع يعتقد أن السعادة في حد ذاتها مرتبطة بكثرة المال، وأن الدول "الغنية" سعيدة، مشيرة إلى أنه مفهوم خاطئ لدى الكثير والرفاهية المادية ما هي إلا عامل مساعد لتحقيق السعادة في المجتمع، مؤكدة أن السعادة قناعة داخلية تنبع من داخل الإنسان حتى يستطيع استشعار السعادة التي يعيشها، مضيفة أنه من الممكن أن يكون الإنسان فقيرا ولكن قادرًا على الشعور بالسعادة، بسبب نظرته الإيجابية للمشكلات التي يواجهها والقدرة على التأقلم معها.
وأعربت "التري" عن سعادتها بالصدى الإيجابي الذي شهدته تجربة وزارة السعادة بين الشعب الإماراتي وبعض الدول العربية الأخرى، مؤكدة أنها تلقت الكثير من الاستشارات من مسؤولي بعض الدول حول إمكانية تفعيل هذه التجربة وطرق العمل عليها، مشيرة إلى أهمية دعم الشعوب ماديا ومعنويا خاصة بعد مرور بعض الدول ك تونس، ليبيا، مصر، سوريا، وفلسطين، بحالات حرب وثورات الربيع العربي، وما أدى إليه من تراجع اقتصادي ونفسي لشعوبها، مؤكدة أن دعم الشعب يعمل على دفعهم للعمل وإعمار بلادهم وبالتالي يشعرون أسرع بالإستقرار المطلوب.
وأكدت "التري" أن الشعوب العربية هي المسؤول الأول عن تطوير مجتمعاتهم وتحقيق السعادة والتسامح بها، بعيدا عن قوانين السلطات والحكومات المختلفة، مشيرة إلى إمكانية تحقيق السعادة الذاتية مع قلة الإمكانيات والموارد الإقتصادية، وذلك بترسيخ مبدأ الرضا والقناعة والعمل على التأقلم مع المشكلات والعواقب ومحاولة تخفيفها.
وعن زياراتها إلى مصر، أكدت "التري" أنها تحب مصر وشعبها كثيرا، وهذه الزيارة هي الثانية لها ولن تكون الأخيرة، بحسب وصفها، مضيفة أن الزيارة الحالية استغرقت ثلاثة أيام فقط، حرصت خلالهم على زيارة بعض الأماكن في مصر، أهمها مسجد الحُسَيْن وخان الخليلي.