حالة من الجدل أثيرت عقب إعلان صحيفة روسية عن إجراء مفاوضات بين مصر وروسيا لاستئجار قاعدة عسكرية غرب الإسكندرية. وقالت صحيفة "ازفيستيا" الروسية إن روسيا تجري محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر، قرب ساحل البحر المتوسط. ونقلت صحيفة "ازفيستيا" الروسية، اليوم الإثنين، عن مصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع، أنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، في حال توصل الطرفان إلى اتفاق. وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة التي تقع في مدينة سيدي براني سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية. ليست المرة الأولى وفي عام 2013 كشف موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي عن طلب روسي لإقامة قاعدة عسكرية بمصر. وقال موقع ديبكا، في تقرير له، أن روسيا اقترحت مدينة الإسكندرية بالإضافة إلى اربع مواقع أخرى، كمقر لإنشاء قاعدة بحرية لها"، وأوضح ديبكا أن روسيا ترغب في الحصول على موقع ارتكاز بالإسكندرية لتصبح بديلا لهم حال اضطرارهم مغادرة قاعدتهم ميناء طرطوس بسوريا . وكشف التقرير عن المناطق الثلاثة الأخرى التي اقترحتها روسيا وهي، ميناء دمياط، ميناء بورسعيد، على المدخل الغربي لقناة السويس، اما المنطقة الرابعة فهي ميناء رشيد . وبعد تناقل هذا الخبر، التقي الدكتور محمد البدري، سفير مصر في موسكو مع السفير "ميخائيل بوجدانوف" نائب وزير الخارجية وقتها، حيث عبر الجانب الروسي عن احترامه التام للسيادة المصرية وسياسة مصر القائمة على رفض فكرة إقامة القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها، وأن التعاون بين البلدين يسير في إطار من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تسهيلات وليست قاعدة عسكرية وفي سياق ما سبق قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، إن الحديث عن استئجار روسيا لقاعدة عسكرية في مصر غير دقيق. وأضاف في تصريح خاص ل "الفجر" أن مصر تقوم بعمل تسهيلات لسفن أجنبية وقد يكون منها السفن الروسية فيما يخص المياه والذخيرة. وأوضح مسلم أن إقامة قاعدة عسكرية لدولة أجنبية على الأراضي المصرية تعني رفع سيادة الدولة عنها للدولة المضيفة، مؤكداً على عدم وجود أي قواعد عسكرية لدول أجنبية على الأراضي المصرية. مصر دولة عدم انحياز ومن جانبه أكد اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، تشككه من الحديث عن استئجار روسيا لقاعدة عسكرية في مصر، مشدداً على عدم استعداد مصر لإقامة أى قاعدة عسكرية لدولة أجنبية على أراضيها. وأضاف في تصريح خاص ل "الفجر" أنه يمكن للدول الأجنبية إقامة لقاءات بينها وبين مصر أو مناورات مشتركة، لكن بإعتبار مصر دولة عدم انحياز فلا تقبل إقامة قواعد عسكرية على أراضيها أو تواجد لقوات أجنبية. وأوضح سعيد أنه يمكن مساعدة روسيا لمصر في ترميم القاعدة العسكرية لكن دون تواجد لأى من قواتها بها. الرئاسة تنفي وتؤكد الرفض ونفى السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ما تردد عن مطالبة روسيا استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية فى مدينة سيدى برانى غرب الإسكندرية. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن هذا الشائعات خالية تمامًا من الصحة، مشيرًا إلى أن موقف مصر ثابت فى رفض إنشاء قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.