اطلقت الوكالات الانسانية الجمعة نداءات جديدة للمجتمع الدولي للتحرك لانقاذ الملايين من ضحايا الجفاف في القرن الافريقي وخاصة الاطفال الصوماليين الذين يحتاج اكثر من مليون منهم الى مساعدة عاجلة حسب صندوق رعاية الطفولة (يونيسف) التابع للامم المتحدة. واعلن برنامج الغذاء العالمي (بام) انه اقام جسرا جويا ثانيا الى العاصمة مقديشو ناقلا 28 طنا من المساعدات الى العاصمة الصومالية منذ بدء العملية الاربعاء. كما هبطت طائرة تحمل خمسة اطنان من البسكويت عالي الطاقة في غيدو (جنوب). واجمالا تنوي هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة ارسال 100 طن من المساعدات الغذائية بالطائرات الى الصومال لمساعدة 35 الف طفل. وتقول انها تلقت 250 مليون دولار من مانحيها لكنها في حاجة الى ضعف هذا المبلغ للتصدي لعواقب الجفاف في القرن الافريقي في السنوات الست القابلة. والخميس جرت معارك عنيفة في العاصمة الصومالية بين القوات الحكومية مدعومة من قوة الاتحاد الافريقي وبين مسلحي حركة الشباب الاسلامية ما اثار مخاوف من توقف العملية الجوية. وبعد مواجهات متقطعة صباح الجمعة احتدمت المعارك والقصف المدفعي المتبادل من جديد بعد ظهر الجمعة في مقديشو. وقدر صندوق رعاية الطفولة (يونيسف) عدد الاطفال الذين يحتاجون الى تدخلات عاجلة في جنوب الصومال بمليون و250 الف طفل. وحذرت روزان شرلتون ممثلة اليونيسف للصومال ان كثيرا من الاطفال "ماتوا بالفعل واذا لم نتحرك سريعا الان فان عددا كبيرا اخر في حالة خطيرة سيلقى المصير نفسه". واضافت "لا ينبغي ان تضطر الاسر الى ترك منازلها ولا ان تضطر الامهات والاطفال الى السير اياما عدة في ظروف شديدة المخاطر بحثا عن الغذاء والماء واو ان تضطر الى العيش في حالة قلق وغموض في مخيمات اللاجئين". واعلنت اليونيسف هذا الشهر انها ارسلت مساعدات الى 65 الف طفل في جنوب الصومال عبر شركاء على الارض. واتاحت ثلاث رحلات الى مقديشو ورحلتان الى غالكايو (وسط) وواحدة الى بيداوه (وسط) وسفينتين الى العاصمة الصومالية ايصال 653 طنا من المساعدات الغذائية الى هؤلاء الاطفال اضافة الى 230 طنا اخرى من الاغذية العلاجية الى 16 الف طفل يعانون من سؤ تغذية حاد. وتقدر الاممالمتحدة عدد الاشخاص الذين نكبوا جراء الجفاف المدمر الذي تقول انه الاسوأ منذ عقود بنحو 12 مليونا. كما تضررت كينيا واثيوبيا وجيبوتي من حالة الجفاف هذه فيما تؤكد اريتريا المجاورة انها لم تتاثر بها غير ان المجتمع الدولي يشعر بالقلق لعدم وجود اي معلومات عن الوضع في هذا البلد المحكم الاغلاق. ويزيد من صعوبة الوضع في الصومال النزاع الطويل والمستمر الذي يعرقل ارسال جزء كبير من المساعدات الانسانية. فقد منع مسلحو حركة الشباب الاسلامية عددا من المنظمات الانسانية من الوصول الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم واغلبها في جنوب ووسط الصومال لاتهامهم اياها بانها تعمل في خدمة القوى الغربية. وتواجه المنظمات القليلة التي بقيت في المكان ضغوطا مزدوجة حيث تفرض عليها حركة الشباب الاسلامي شروط عمل شديدة الصرامة كما تعاني من تجفيف مصادر تمويلها مع خشية الدول المانحة من ذهاب الاموال الى ايدي الشباب المجاهدين الذين تعتبرهم الولاياتالمتحدة خاصة ارهابيين. وجاء في تقرير اخير لمجموعة المراقبة التابعة لمجلس الامن حول الصومال واريتريا ان العمليات الانسانية "طوال عام 2010" كانت رهينة القيود الدولية في مجال التمويل وايضا لتجاوزات وتهديدات الشباب. لكن في الوقت نفسه فان مستوى الاحتياجات التي تسعى المنظمات الانسانية الى توفيرها تشهد ارتفاعا مستمرا بسبب النزاع المزمن والجفاف الخطير كما اوضح التقرير. وفي الاشهر الاخيرة الماضية نزح عشرات الاف الصوماليين من بلدهم وخاصة الى مخيمات دولو ادو الحدودية في اثيوبيا ومخيمات داداب في كينيا. واذا كانت الملاحظات الاولية تشير الى "انخفاض" في مستوى تدفق اللاجئين في الايام الاخيرة فان المخيمات الشديدة الاكتظاظ تواجه صعوبة في استيعاب اللاجئين الذين توافدوا عليها بكثافة شديدة في الاشهر الاخيرة وتزويدهم بالرعاية اللازمة بعد اسابيع من السير احيانا في ظروف ماساوية.