كعادتها، وكما هو معروف عنها منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز ،رحمه الله، لم تدخر حكومة خادم الحرمين الشريفين أي جهد في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج الذين يأتون من مختلف أصقاع الأرض ، مهللين مكبرين طالبين الرحمة والمغفرة ؛ حيث تعمل حكومة هذه البلاد على تقديم كل جديد في كل عام بما يؤمن سلامة وراحة الحجاج . تأمين الطرقات وتعتبر راحة الحجاج وسلامتهم المقصد العظيم الذي تسعى إلى تحقيقه حكومة المملكة ؛ حيث أن صورة الحج قد تغيرت واختلفت تماما عن عهد الملك عبد العزيز ،رحمه الله، فقد كان همه الأول بسط الأمن و تأمين طرق الحجاج بحيث اصبح الحجاج يأتون طريقهم براً دون خوف من لصوص وقطاع الطرق.
وهاهم الحجاج اليوم يشهدون خدمات عدة وتسهيلات مختلفة ، سعى القائمون عليها إلى بذلها وتقديمها بدءاً من قدومهم عبر المنافذ وحتى مغادرتهم مودعين مثلما استقبلوا بالحفاوة والترحيب.
مليارات الريالات ورصدت المملكة العربية السعودية ،طوال تاريخها، ميزانيات مفتوحة لخدمة الحرمين الشريفين ولم تبحث عن أي مقابل فيكفيها الشرف الرباني لها بذلك، وان التوسعة الأخيرة شاهد حي على تكلفه وصلت إلى أكثر من 100 مليار ريال سعودي ، بالإضافة لمشروعات ضخمة أخرى بُذل عليها بسخاء ، منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به في مشعر منى، الذي يسهم في انسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات، وكذلك قطار المشاعر الذي يعمل على تخفيف عناء السير على الحجاج أثناء تأديتهم رمي الجمار وتنقلهم من منى إلى مزدلفة.
هذا كله في وقت تنفرد فيه مكةالمكرمة بالخصوصية ؛ حيث تشهد ملتقى كبيراً من أقطار العالم كافة بالإضافة إلى مشروع وتوسعة صحن الطواف والخيام المطورة لتقديم خدمة تليق بحجاج بيت الله الحرام ؛ ليتجاوز انفاق المملكة اكثر من 100 بليون ريال لخدمة الحجاج بإنشاء مدينة متكاملة الخدمات ومرافق حكومة وطرق وانفاق.
تسهيلات إلكترونية ولم تكن المشروعات الجبارة التي أنشأتها السعودية مقتصرة على البنية التحتية والخدمات الملموسة على ارض الواقع ؛ بل أنها انتقلت في خدماتها إلى عالم التقنية وما رافقها من تطبيقات ذكيه ؛ حيث كانت التوجيهات والتعليمات بتسهيل إجراءات الحجاج القادمين إلى المطارات عن طريق الشبكة العنكبوتية واصبح اليوم استقبال الحاج من الطائرة ووصوله إلى مقره في مكة يستغرق 3 ساعات فقط وجاء ذلك بفضل النقلة النوعية في الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المملكة.
كما اهتمت حكومة خادم الحرمين بإطلاق عدد من البرامج الذكية التي تسهل على الحجاج وتعلمهم أداء مناسكهم ، منها اطلاق هيئة تطوير مكة أول تطبيق ذكي يتم تنفيذه في الحج لربط الحجاج بمركز السيطرة على الحشود بقطار المشاعر وكذلك الأساور الإلكترونية والتفويج الإلكتروني وتحديد مسارات وبوابات إلكترونية لإدارة الحشود المتجهة إلى رمي الجمرات.
توصيات ملكية إن ما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج يفوق الوصف ؛ حيث تسعى في كل عام إلى تعزيز الإيجابيات والارتقاء بالخدمات في سبيل أن يؤدي الحاج نسكه بأمن وأمان واطمئنان ، وان ما نشاهده من خدمات جاءت نتيجة متابعة وتوصيات من قادة هذه البلاد للمعنين والقائمين على أعمال الحج بالاعتناء وتقديم الخدمات لهم .
ويحرص خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه على الوقوف بنفسه والإشراف على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتطويرها والاطمئنان على جاهزيتها ؛ حيث لا تخلو أي كلمة له من توجيه مختلف الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمة حجاج بيت الله الحرام بمضاعفة الجهود وبذل كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج، وأهمية التنافس والتسابق في خدمة قاصدي الحرمين وتذليل كل الصعاب، موصيا الحجاج بالتفرغ للعبادة وأداء مناسك الحج والبعد عن التصرفات التي تخالف تعاليم الدين الإسلامي.