"علام" يطالب بعدم ملئ خزانات سد النهضة قبل انتهاء الدراسات "أبو زيد": آثار وخيمة على مخزون السد العالي يبدو أن اللعنة المصرية القديمة، لازالت تلحق بأي خصم أو عدو لمصر منذ التاريخ الفرعوني وحتى وقتنا الحالي، فبينما تناقش السلطات المصرية الطرق الأقل خسارة جراء بناء سد النهضة، التي تصر إثيوبيا على بناءه، فعلى غرار موجة الجفاف التي لحقت بها عام 1984، تشهد الأراضي الإثيوبية ظاهرة نادرة تضربها خلال العام الجاري، حيث لحقت بالعديد من الخسائر؛ من تشريد لنحو 120 ألف شخص، إضافة إلى قتل ما يقرب من 200 شخص، ناهيك عن المجاعات التي تسببها ظاهرة "النينو". مجاعة تحدث ظاهرة "النينو"، كل ثلاث سنوات في المحيط الهادي، وهي ظاهرة مناخية طبيعية تتمثل في ارتفاع درجة حرار سطح المحيط، وتبديل مناخي في كل الكرة الأرضية وتؤدي إلى جفاف وتدمير الكثير من المحاصيل الزراعية، وبالفعل يعاني أكثر من 10 ملايين إثيوبي من المجاعة، بسبب تلك الظاهرة. وناشد رئيس وزراء إثيوبيا، المجتمع الدولي لمساعد بلاده، فيما قالت الأممالمتحدة، إن الوضع الغذائي يزداد سوءًا في إثيوبيا، في ظل المجاعة التي باتت تهدد ملايين الإثيوبيين في مناطق مختلفة من البلاد. الهروب هرب أكثر من 80 ألف إثيوبي من إثيوبيا، إثر التراجع الكبير الذي شهدته كمية الأمطار التي وصلت إلى نسبة 20%، خلال السنوات الماضية وعانت بعض الدول من الجفاف مثل إثيوبيا وإندونيسيا، فيما أشارت وكالة الإغاثة العالمية إلى أن ما يقرب من ثلث سكان إثيوبيا سيكونوا ضحايا تلك الظاهرة وهو ما دفع الأممالمتحدة إلى التأكيد على الأمر مع مطالبة التدخل لإنقاذ أديس أبابا. تشريد وفي هذا الصدد، قالت وكالات حكومية وإنسانية، إن السيول أدت إلى تشريد نحو 120 ألف شخص في إثيوبيا الشهر الماضي وإن نحو نصف مليون شخص سيتضررون على الأرجح هذا العام. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نشرة إخبارية إن نحو 190 ألف شخص في إثيوبيا عرضة "للتشرد عند مرحلة ما"، مضيفاً: أن فيضانات الأنهار والسيول الناجمة عن موسم الأمطار في إثيوبيا الذي يستمر من فبراير إلى أبريل ستؤثر على الأرجح على 485 ألفا و610 أشخاص هذا العام، وقال إن الفيضانات تعرقل إيصال المساعدات الغذائية. ضحايا كما قتل خمسون شخصاً على الأقل في فيضانات وانهيارات أرضية بفعل الأمطار الغزيرة في أثيوبيا. ونقلت إذاعة فانا الحكومية الإثيوبية عن مسؤولين محليين قولهم: أن الأمطار الغزيرة أزالت الطرق وأدت لانهيار الكباري، وإن عشرات الآلاف من الناس تأثروا بالأمطار الغزيرة في مناطق عدة من البلاد. كما أسفرت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة عن مقتل نحو 100 شخص في البلاد منذ منتصف أبريل الماضي. وكان من بين القتلى، 32 شخصا لقوا حتفهم إثر الانهيارات الطينية الناجمة عن الأمطار في الجنوب، في وقت سابق. نفوق 1000 ماشية وحصدت الفيضانات أيضا أرواح أشخاص في أجزاء أخرى من البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، فقد تسببت الفيضانات في نفوق أكثر من 1000 رأس من الماشية وأتلفت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، وفقا للمسؤولين. امتداد موجة الجفاف سينتج آثار وخيمة على مخزون السد العالي وقال خالد أبو زيد، أمين عام الشراكة المائية المصرية، والخبير بالمجلس العربي للمياه، في حال امتدت موجة الجفاف التي تشهدها إثيوبيا، حتى شهور الأمطار الرئيسية؛ أي من يوليو إلى أكتوبر، فسيؤثر ذلك على إيراد النيل. وأضاف أبو زيد، أن الصورة ستظهر بوضوح مع انتهاء أشهر الفيضان في أكتوبر، فمتوسط المياه الذي يوفره النيل الأزرق هو 50 مليار متر مكعب سنويًاً، قد يزيد إلى 65 وقد يقل إلى 30 مليار متر مكعب، و80% من حجم مياه هذا النهر يتجمع في أشهر الفيضان ولذلك سنرى الحقيقة في ذلك التوقيت". وأكد أبو زيد، أن أي نقص في تدفقات الهضبة الإثيوبية سيؤثر بشدة على مخزون بحيرة السد العالي المصرية؛ فالنيل الأزرق الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية يمثل أكبر رافد من روافد نهر النيل ويسهم وحده بحوالي 68% مما يأتي من الهضبة الإثيوبية وحوالي 60% من إيراد نهر النيل. وعن الأضرار الناتجة، أشار أبو زيد، إلى أنه إذا استمرت فترة الجفاف حتى أكتوبر المقبل وتزامن ذلك مع بدأ ملء خزان سد النهضة سيكون لذلك آثار وخيمة على مخزون بحيرة السد العالي، وسيجعل التعرف على حجم المشكلة عسيراً، إذ سيكون من الصعب قياس التدفق الطبيعي للنيل الأزرق ومعرفة حجم فيضانه لهذا العام لأن التدفق الطبيعي سيتأثّر بالسد وما يرتبط به من حجم التخزين وفواقد التبخر والتسرب وأي سحب من بحيرة السد. مطالب بعدم ملئ خزانات سد النهضة قبل انتهاء الدراسات وأكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، أن موجة الجفاف ستتسبب في انخفاض الموارد المائية من أنهار "النيل الأزرق والسوباط وعطبرة" بالهضبة الإثيوبية والذين يمثلون 85% من تدفق نهر النيل الوارد إلى مصر. وأشار علام، إلى أنه يتعين على مصر التمسك بنص البند الخامس من إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان والذي يلزم "أديس أبابا" بعدم ملئ خزانات سد النهضة قبل انتهاء الدراسات والاتفاق حول سنوات التخزين، مطالبًا بتقليل زراعة الأرز وقصب السكر لاستهلاكهما كميات كبيرة من المياه.