زعمت صحيفة "أمريكان هيرالد تريبيون" أن السعودية تتعاون مع الحكومة الإسرائيلية بشأن دورات تدريبية عسكرية وتعاون عسكري مشترك وإدارة المناطق الحساسة في الشرق الأوسط، وفقًا لما جاء في وثائق تم تسريبها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في عام 2014 خلصت إلى التعاون العسكري المشترك بين إسرائيل والسعودية في البحر الأحمر، وتم الكشف عنها مؤخرًا كوثائق سرية قام بتسريبها مسؤول عسكري رفيع المستوى على علاقة بحزب "ميرتس" اليساري الإسرائيلي. وأوضحت "أمريكان هيرالد تريبيون" أن أحد أكثر التفاصيل إثارة للذهول في التسريبات هو أن الاتفاق خلص إلى إدارة السعودية وإسرائيل للممرات الحساسة مثل مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس والدول المطلة على البحر الأحمر. وذكرت الصحيفة أن السعودية وإسرائيل عقدا فرق عمل للعمليات المشتركة في جزيرة تيران، وأن الجزيرة سيتم استخدامها كمركز رئيسي للعمليات المشتركة بين تل أبيب والرياض في البحر الأحمر. وشملت هذه التسريبات قائمة تحتوي على أسماء ورموز ورتب الضباط السعوديين الذين شاركوا في الدورات، موضحة أن الدورات تشمل مدرسة قيادة ودورات متخصصة، دورات متقدمة ومتخصصة في الإبحار وكذلك دورات في الفترات المتخصصة المحمولة جواً. ووفقًا للوثائق المسربة، فإن العقيد "ديفيد سلامي" تم تكليفه من جانب الحكومة الإسرائيلية واللواء "أحمد بن صالح الزهراني" من جانب الحكومة السعودية ليكونا القادة المشتركين للقوات البحرية. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أشارت في تقرير سابق إلى أنه على الرغم من أن السعودية وإسرائيل ليس بينهما علاقات رسمية، فهناك نوع من التعاون أو على الأقل ما يُطلق عليه حوار استراتيجي بشأن قضايا معينة. وأضافت "أمريكان هيرالد تريبيون" أن هذا الأمر يأتي في ضوء نقل سيطرة مصر على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وهما جزيرتان غير مأهولتين محل نزاع منذ عقود. فقد كانت الجزيرتان تشكلان الحدود بين الإمبراطورية العثمانية ومصر تحت الاحتلال البريطاني. ومنذ الخمسينات، أصبحت تحت السيطرة المصرية، فيما عدا وقت حرب عام 1967 مع إسرائيل. وعادت إلى مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1982. ونقلت الصحيفة تصريحات الصحفي يوسي ميلمان في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "الموافقة التي أعطتها إسرائيل لمصر لإعادة السيادة على جزيرتين صغيرتين، تيران وصنافير، إلى السعودية هي ليست سوى غيض من فيض من المحادثات السرية التي عُقدت وراء الكواليس". كما أشار إلى العلاقات الاقتصادية غير المباشرة، حيث أن المنتجات والتكنولوجيات الإسرائيلية تشق طريقها إلى السعودية وتحت رادار المحادثات بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين.