بينما تحتفل مصر بيوم الأم في 21 مارس من كل عام، منذ أن دعا الصحفي المصري علي أمين للاحتفال بعيد الأم اقتداءً بدول العالم، عرفاناً بدور الأم المصرية في تربية أبنائها على خير وجه، يحتفل العالم العربي والشرق الأوسط باليوم ذاته ال21 من مارس بشكل آخر. ورصدت "الفجر" احتفالات العالم العربي بيوم 21 مارس، والتي جاءت مختلفة عن بعضها. الأكراد.. وعيد "النوروز" يحتفل الأكراد بعيد النوروز في ال21 من مارس في كل عام، اليوم الذي يرتبط بيوم عيد الربيع، في رمزية بربط ذلك بالحرية والتخلص من الطاغوت بالربيع والتفتح النماء، لذلك فهذا اليوم أيضاً هو بداية السنة الكردية. وكلمة النوروز كلمة كردية، تنقسم إلى قسمين "نو" التي تعني "الجديد"، وكلمة "روز" التي تعني اليوم، أي "اليوم الجديد". يرجع الاحتفال بعيد النوروز في كردستان إلى أسطورة قديمة جاء فيها أن ملكاً طاغية كان يحكم البلاد، نزلت على البلاد لعنة بشره فلم تعد تشرق عليها الشمس، وعلاوة على ذلك فقد نزل على كتفيه ثعبانين يشعر بألم شديد إذا جاعا، ولا يشبعا إلا بإطعامهم رؤوس الأطفال، فكان يقدم إليهما كل يوم رأسي طفلين. استطاع كاوا الحداد تخليص البلاد من هذا الملك الطاغية لإنقاذ طفلته الأخيرة من الموت، وعندما تخلص الناس من هذا الملك الطاغية أشعل الناس النيران على رؤوس الجبال لإعلان إنتهاء حكم الطاغوت، فاستمر هذا التقليد لديهم حتى الآن. وارتبط الاحتفال بالنوروز بإشعال النار، كما يرتدي الأكراد زيهم التقليدي احتفالاً بهذا العيد، ويتناولون الأطعمة الكردية التقليدية، ويرقصون الدبكة. وفي إقليم كردستان العراق يعتبر عيد النوروز إجازة رسمية حيث تتعطل جميع المصالح الحكومية لمدة 4 أيام. إيران تحتفل ب"النوروز" وتحتفل إيران أيضاً بعيد النوروز في 21 مارس، وهناك أسطورة تاريخية تشبه الأسطورة الكردية مرتبطة بهذا العيد، لكن الاعتقاد السائد يقول بأن الأسطورة الكردية هي الأقدم، ويعتبر الإيرانيون أيضاً هذا اليوم هو بداية السنة الفارسية. بالأمس هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشعب الإيراني بعيد النوروز ورأس السنة الفارسية، وهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الرئيس أوباما لإيران هذه التهنئة، الأمر الذي أثار حفيظة الأكراد لأن الرئيس الأمريكي تجاهلهم، رغم أن عيد النوروز عيد كردي بالأساس نقله عنهم الإيرانيون. "بلاد الشام" والاحتفال بالنوروز والربيع قبل الحرب، حينما كانت تقام بسوريا الاحتفالات بالسهر والغناء، وأنواع الطعام السورية الرائعة، ورقص الدبكة على الأنغام الشامية، قبل أن يصبح الصوت الوحيد المسموع بها هو صوت القصف والقنابل والقتل والدمار والجوع والتشريد، كانت سوريا البلد الوحيد الذي يحتفل بثلاثة أعياد في يوم واحد. في 21 مارس تحتفل سوريا بعيد النوروز، وعيد الأم، وعيد الربيع، وجاء هذا الزخم بسبب تنوع الانتماءات العرقية والدينية بها، حيث يحتفل الأكراد والآشوريون هناك بعيد النوروز، ويحتفل المسلمون والمسيحيون بعيد الأم وعيد الربيع. دول الخليج والاحتفالب ب"عيد الأم" أما بالنسبة لدول الخليج يعد عيد الأم هو عدوى مصرية، فمنذ ظهور البترول هناك توجه المصريون إلى هذه المنطقة من العالم بحثاً عن الرزق والعمل، لكن المصريون لا يذهبون فرادى، فهم يتنقلون بعاداتهم وتقاليدهم أفراحهم وأحزانهم وأعيادهم، يحملونها معهم كما يحملون ملابسهم في حقائب السفر. وانتقل الاحتفال بعيد الأم في 21 مارس من المصريين إلى أهل الخليج، فأصبحوا يحتفلون به بنفس الطريقة، عن طريق الزيارات العائلية والمكالمات الهاتفية، وتبادل العبارات المليئة بالحب والمودة، وشراء الهدايا للأمهات في عيدهن. لكن هناك فرق بين هدايا المصريين وهدايا أهل الخليج، فهدايا المصريين تكون دائما هدايا رمزية أو شيء من الثياب أو الأدوات المنزلية، بينما طبعها الخليج بطابعه الخاص. استطاعت كبرى الشركات الرأسمالية أن تستغل هذا اليوم بقوة للترويج لمنتجاتها الباهظة الثمن، التي تخص النساء، مثل العطور وماركات الملابس العالمية، وحتى الأدوات المنزلية وأواني الطهي. ويحتفل الخليج العربي بعيد الأم لكن بطريقته، التي نستطيع أن نعتبرها طريقة معبرة جداً عن حال هذه المنطقة، فكل شيء هناك يكتسب قيمته من ثمنه لا من قيمته.