يحلم كثير من الناس بأحلام وكوابيس مزعجة تختفي بعد الاستيقاظ من النوم، لكن بعضها يمكن أن يتكرر باستمرار، كما يمكن أن تبقى عالقة في الأذهان وترافق الشخص طيلة اليوم. وحسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، يحلم الكثير من الناس بأحلام مزعجة أو ما يطلق عليها الكوابيس، يرافقها أحياناً التعرق والقلق وارتفاع ضغط الدم، وقد تسبب مشاعر سلبية وقلق كبير تؤدي إلى الاستيقاظ في حالة رعب من النوم، وغالباً ما يرافقها شعور بالحزن والخوف، ومن جانبه قال البروفيسور ميشائيل شريدل المدير الأكاديمي لمركز أبحاث النوم في المؤسسة المركزية للصحة النفسية في مدينة مانهايم الألمانية، إنه في الحالات الاعتيادية يتم تذكر الكابوس جيداً، وتأتي الكوابيس غالباً في النصف الثاني من الليل. وذكر هانس جونتر فيس رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لطب النوم وأبحاث النوم أن المرء قد يحلم أيضا بأحلام سيئة لا يستيقظ بعدها مباشرة، لكنها تسبب له ضغط نفسي عميق، كما نقلت صحيفة "أوجسبورجر ألجيماينه" الألمانية، لكن الأطباء لا يطلقون تسمية كوابيس على الأحلام التي يستيقظ المرء بعدها مذعوراً، وإنما تسمى علمياً ب "هلع النوم". أسباب ظهور الكوابيس لا يعرف الأطباء بالتحديد سبب الحلم بالكوابيس، وتقول يوديت كوبيهيله جوسل من مؤسسة علم النفس في جامعة بون إن"الأشخاص الذين يعانون من "اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية" هم أكثر عرضة للكوابيس"،. ويتكرر موضوع واحد غالبا في الكوابيس التي تسجلها أثناء عملها السيدة جوسل، ويمكن للأرق أن يسبب أيضاً ظهور الكوابيس، كما يقول جونتر فيس:" الاستعمال المستمر للأدوية، مثل التي تخفض الضغط أو المضادة للكآبة تزيد من احتمالية ذلك وأيضاً المواد الكحولية". ما هي الكوابيس التقليدية؟ من أكثر المواضيع التي تظهر في الكوابيس هي الهروب أو الملاحقة من قبل شخص ما أو الشعور بعدم القدرة على الحركة أو التأخر أو الموت أو اختفاء شخص قريب، حسب ما ذكر البروفيسور ميشائيل شريدل، فيما تقول كوبيهيله جوسل إن أكثر الناس يعتقدون أنهم يحلمون بنفس الكوابيس تماماً، عندما قامت السيدة جوسل بتسجيل الكوابيس في دفتر خاص لتوثيقها تبين لها أن هناك بعض العناصر تظهر بين حين وآخر في الكوابيس. تسلسل ظهور الكوابيس وعلاقتها بموضوعه يختلف من واحد لآخر"، وأشارت الباحثة في مؤسسة علم النفس في جامعة بون إلى أن الكثير من الناس يحلمون بهذا ، ولا يسبب مشكلة إلا إذا سبب مشاكل نفسية للشخص، خاصة عندما تجعل هذه الكوابيس المرء خائفا طيلة يومه أو تجعل المرء لا يرغب بالنوم خوفاً من الحلم بها، ويتم تشخيص حالة الإصابة ب"الصدمة الناتجة عن الخوف" عند الأشخاص الذين تظهر لهم الكوابيس لأكثر من مرة أسبوعياً، حسب صحيفة "أبيند بلات" ألألمانية. علاج الكوابيس المواجهة: ينصح الأطباء بعدم الاستسلام أمام الكوابيس والتعامل معها بطريقة علاجية أو مواجهتها، وينصح جونتر فيس بأن يقوم المصابين ب"كتابة كوابيسهم وقراءتها مباشرة عدة مرات، لأن الشخص الذي يحلم بنفس الكوابيس سوف يعتاد على سماع ومشاهدة هذه الكوابيس وتكون غير مؤثرة عليه، وبذلك يفقد الكابوس تأثيره على الشخص في الحياة اليومية". اختبار تصور التخيلات: أما طريقة العلاج عبر "اختبار تصور التخيلات" فتتضمن كتابة الأشخاص لكوابيسهم ومن ثم قراءتها ومناقشتها شخصياً، وينصح البروفيسور ميشائيل شريدل بأن يقوم الأشخاص بالبحث عن نهاية سعيدة للحلم، وليس الهروب أو الاستيقاظ من النوم، كما ينصح الأشخاص المصابين بالكوابيس بالتفكير ذاتياً في حالة التعرض للخوف والتفكير بفعل شيء ما لمواجهة هذا الخوف، ثم القيام بذلك لمدة أسبوعين كاملين ومراجعتها ذاتياً في مخيلة الشخص، وعندما تنجح المحاولة ذاتياً، تنجح هذه المحاولة أيضا عند الحلم بالكوابيس.