حسين: الإجراءات التصعيدية المقبلة قوية وقانونية وليست ضد المواطن أو المريض فرماوي: مستشفى النيل لا تطبق دعوة نقابة الأطباء بالفعالية الاحتجاجية سمير: قرار حجز أمناء الشرطة أثلج قلوبنا شعبان: مصر تنتظر رد فعل المسئولين على وقفة اليوم
سادت حالة من الغضب بين الأطباء بجميع المحافظات بعد الاعتداءات المتكررة على زملائهم من قبل رجال الشرطة، داخل المستشفيات، حيث نتج عنها وقفات احتجاجية، وذلك تضامنا مع أطباء مستشفى المطرية التعليمي وتنفيذا لقرارات الجمعية العمومية للأطباء.
وكانت نقابة الأطباء وأعضائها نظموا وقفات بكل مستشفيات الجمهورية، اليوم السبت، تحت شعار «وقفات الكرامة»؛ تنفيذا لقرارات الجمعية العمومية الطارئة في 12 فبراير الجاري، احتجاجًا على عدم محاسبة أمناء الشرطة المعتدين على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، وعدم تأمين المستشفيات بصورة فعالة. مع مراعاة عدم تعطيل العمل، مطالبة بعدم رفع أي شعار أو هتاف سياسي للحفاظ على التوجه المهني ووحدة صف الأطباء خلف مطالبهم، وحددت مجموعة من الشعارات، أبرزها: «المطالبة بمستشفيات آمنة يعمل فيها الفريق الطبي بكرامة ويعالج فيها المريض بأمان، وسرعة محاسبة المعتدين، وسن تشريع لتغليظ عقوبة الاعتداء على المستشفيات، والعدل وتطبيق القانون على الجميع». في البداية يقول الدكتور «أحمد فرماوي»، استشاري عظام بمستشفى النيل(التأمين الصحي)، إلى أن شهر كامل مر على تطاول أمناء الشرطة على الأطباء، ولم يتم محاسبة الأمناء المتجاوزين لحد الأن، متسائلًا كيف لا يقدموا للمحاكمة في الوقت الذي يحاكم فيه رئيس الجمهورية الأسبق والوزراء على جرائم ارتكبوها؟ هل هذه دولة داخل دولة أم ماذا؟. مستشفى «النيل» لا تطبق دعوة نقابة الأطباء ويضيف«فرماوي»، ل« الفجر»، أن «المستشفى لم تقوم بأي وقفات اليوم، نظرًا للإقبال الشديد من المرضى عليها»، لافتًا إلى أن رسالته هي سلامة المريض أولا فهي الأهم أما الوقفات شيء مهم، وينوب عنهم عيادات خارجية أخرى، لكن بمستشفى النيل العمل ساري دون أي وقفات. نطالب بتطبيق القانون على الجميع فيما أكد الدكتور «أسامة عبد الحي»، وكيل نقيب الأطباء، أن الوقفة جاءت للتعبير عن التضامن مع الأطباء واستكمالا لقرارات الجمعية العمومية التي عقدت مؤخرا للتأكيد على مطالب النقابة العامة بسرعة محاسبة المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للأطباء وتأمين المستشفيات . وقال: «إن الجبهة الداخلية غير قادرة على تحمل تجاوزات هؤلاء خاصة مع واقعة مقتل مواطن برصاص أمين شرطة في الدرب الأحمر الخميس الماضي» مطالبًا بأن يكون القانون مطبق على الجميع سواء حتى لا تنتشر شريعة الغاب. تصعيدات قوية قادمة وبين الدكتور «أحمد حسين»، أحد أعضاء نقابة الأطباء، أن هذه الوقفة للتعبير عن مشاعر الغضب تجاه ما حدث لزملائهم والرفض التام لإهانة أي طبيب، مضيفًا: «لابد أن تكون المستشفيات مكانا آدميا آمنا للطبيب والمريض على حد سواء»، مردفًا أن الإجراءات التصعيدية المقبلة قوية وقانونية وليست ضد المواطن أو المريض»، مشيرًا إلى أن الوقفات خالية من أي هتاف سياسي. وتابع حسين، أن موقف الأطباء اليوم غير مسبوق لأنه بسيط وواضح يتمسك بالحق، وأن النصاب اكتمل بحضور ألاف الأطباء في كل محافظات الجمهورية. قرار حجز أمناء الشرطة أثلج قلوبنا ويؤكد الدكتور «خالد سمير» عضو مجلس نقابة الأطباء، أن وقفتهم السابقة كان لها أثر إيجابي؛ لكن بعد قرار حجز أمناء الشرطة، فلا داعي للوقفة بل سنعمل الآن على مناقشة أفضل الوسائل لدعم الأطباء وحمايتهم من الاعتداءات، فضلاً عن أن الأمر يمكن إعادة مناقشته في الجمعية العمومية العادية التي ستنعقد بعد شهر. ويضيف عضو مجلس نقابة الأطباء، «ينقصنا الآن أن تكون العدالة سريعة لتفويت الفرصة على من يثيرون الفتن، خصوصاً بعد الدليل الذي أظهرته الكاميرات بإثباتها الاعتداء الواقع على الأطباء، في الوقت نفسه أي محاولة لحماية فاسدين أو استثناء البعض من القانون سنقف أمامها». وكانت حادثة المطرية فرصة لبعض منتقدي الأداء الطبي بتوجيه سهام النقد للأطباء على اعتبار أنهم أيضاً يرتكبون أخطاء ويهملون في أداء عملهم. بداية لكرامة الطبيب والمواطن ومن جانبه رحب الدكتور «رشوان شعبان» أمين عام مساعد النقابة، بوقفات الكرامة لمنع الانتهاكات مستقبلا، مؤكداً أن مصر كلها تنتظر رد فعل من قبيل المسؤولين بعد «وقفة العز»، مطالباً بأن تكون الفترة المقبلة «بداية لكرامة الطبيب والمواطن معا» . مواطنين يردون على وقفات الأطباء على صعيد أخر عبرت لبنى محمود، ربة منزل، احد المرضى، بمستشفى ناصر العام، عن استيائها من الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها الأطباء، دون النظر لحقوق المرضى:« قبل ما يدوروا على حقوقهم يدونا حقنا الأول». ووافقها الرأي «وائل سرور»، أحد المواطنين، قائلاً: «أين حقنا من أخطاء وعدم مسؤولية كتير من الاطباء» مضيفًا أن نقابة الأطباء تنظم هذه الوقفات «منظر» وإلا فين حق المرضى» . كما أشار بعض المواطنين بمستشفى« معهد ناصر»، أن الوقفات تأخرت كثيرًا موضحين: «فمنذ زمن ونحن نعاني من تعدي الشرطة على المستشفيات، دون أي حل جذري، ودائما هم أصحاب الحق»، لافتين إلى أهمية راحة الطبيب وحمايته لكي ينهض بالمؤسسة الطبية، موضحين أن راحة الطبيب وحمايته ينتج عنه سلامة المريض.