تُعد زيارة الرئيس الإيراني "حسن روحانى" لأوروبا هى الأولى له عقب رفع الدول العظمى العقوبات الاقتصادية عن طهران، التي فُرضت عليها منذ عام 2006. توجه "روحانى" لزيارة رسمية للدول الاوربية، استغرقت خمسه أيام على رأس وفد كبير من رجال الأعمال الإيرانين، بدأت من إيطاليا وانتهت بالعاصمة الفرنسية باريس، بحث خلالها إعادة العلاقات الاقتصادية مع الدول الأوربية التى فقدتها طهران جراء برنامجها النووى.
حاول "روحانى" اجتذاب أكبر قدر من المستثمرين الأوروبين للعمل على استعادة هيبة الاقتصاد الإيراني وترويج للبضائع الإيرانية هناك، وتوسيع النشاط التجاري لبلاده فى دول الاتحاد الأوربى، قائلًا: "إن الوقت حان لفتح صفحة جديدة، وفتح أبواب التعاون بين بلداننا في مختلف المناطق حول العالم".
وقررت الحكومة الإيطالية توقيع14 اتفاقًا فى العديد من المجالات، شملت الحديد والصلب، والطاقة، وتطوير البنية والطب والزراعة، حيث بلغت القيمة الإجمالية لتلك الصفقات نحو 18 مليار دولار.
وقامت الحكومة الأيرانية بإتمام اتفاق مع شركة "سايبم" النفطية، بخصوص إمداد خط أنابيب غاز بطول 1800 كم في الأراضي الإيرانية، بتكلفه تصل إلى نحو 5 مليارات دولار، ووقعت دانييلي الإيطالية للصلب اتفاقا بقيمه 5.7 مليار للاشتراك فى مشروع معروف باسم "بيرجيان ميتاليكس" بقيمه 2 مليار دولار، بالإضافة إلى ذالك توريد آلات ومعدات صناعية؛ لإنتاج الصلب والألمانيوم بقيمه 3.7 مليار دولار، وواصل "روحانى" إبرام الصفقات الاقتصادية.
ونجح فى إتمام اتفاقيات مع شركه" "غافيو" بقيمه 4.3 مليار دولار؛ لتطوير السكك الحديدية الإيرانية، وسمحت مؤسسة التجارة الخارجية الإيطالية بتقسيط دين للمؤسسة بقيمه 591 مليار دولار على ثلاث دفعات بسداد وذلك حتى ال15 من أكتوبر 2016.
على الرغم من استقبال "روحاني" بالعديد من المظاهرات من قبل لجان حقوق الإنسان الفرنسية المناهضة للسياسة الإيرانية؛ نتيجة تعدد أحكام الإعدام؛ إلا أن روحانى جعل تلك الزيارة ناجحه بكل المقايس، ووقع صفقات مع الجانب الفرنسى تصل قيمتها إلى نحو 15 مليار يورو.
واستغلت طهران تفوق فرنسا فى مجال النقل الجوي وصناعة الطائرات، ونجحت فى إبرام صفقه شراء 115 طائرة ماركة "ايرباص" بقيمه 25 مليار دولار، ونجح روحانى فى توقيع مذكره تفاهم مع شركه "بويج" الفرنسية؛ لتطوير مطار الأمام الخمينى.
ودعا روحانى رجال الأعمال الفرنسيين خلال كلمة له فى منتدى فرنسا- إيران، إلى ضرورة مواصله استثمارتهم مع الجانب الأيرانى. وعمل محمد رضا وزير الصناعة والتجارة في إيران، إلى طمأنة البنوك الفرنسية وحثها على التغلب على مخاوفها من العمل مع بلاده، مؤكدا على توفير كافه متطلبتهم.
ولم تكتف إيران بذلك، بل أعلنت شركه "بيجو" عن الاشتراك مع شركة "إيران خودرو" بالعمل على تطوير مصانع بإيران؛ لإنتاج سيارات بتكلفة تصل إلى 400 مليون يورو، وسيتم إنتاج أول سيارة بدءًا من منتصف عام 2017على أن تبلغ الطاقة الإجمالية للمصانع 200 ألف سيارة سنوية.