تشهد المنطقة العربية أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة تدفق ملايين اللاجئين والنازحين من أوطانهم وديارهم جراء الصراعات المندلعة في أكثر من دولة خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وبحث اللاجئون عن أماكن آمنة يطمئنون فيها على أنفسهم وأهليهم، إلا أن حياتهم في الملاجىء التي ذهبوا إليها، لم تكن سهلة رغم الجهود التي بذلتها الدول والمجتمعات المضيفة، ورغم جهود وكالات الأممالمتحدة المعنية، ظلت الأزمة أكبر من الاهتمام الموجه لها. وفي هذا الاطار، تعتزم منظمة "المرأة العربية" عقد مؤتمر دولي موسع في القاهرة في شهر إبريل المقبل، لمنافشة قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية، ومحاولة ايجاد حلول جوهرية وميدانية للمشكلات العالقة والمتأزمة التي أنهكت حياة اللاجئات والنازحات معنويا وماديا وصحيا. وقالت السفيرة مرفت تلاوي - المدير العام، إن منظمة المرأة العربية، تسعى عبر عقد هذا المؤتمر، وبشكل أساسي، لوضع المجتمع الاقليمي والدولي أمام مسؤوليته إزاء الأزمة الراهنة للاجئين والنازحين في المنطقة العربية. وأكدت أن طرح قضايا اللجوء والنزوح العربية عبر إطار يستوعب كافة أزمات اللجوءالنزوح في المنطقة العربية، بما يشمل الأزمة في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق، فضلًا عن الأزمة المتجددة لفلسطين، إيمانًا بأن قضية الإنسان في المنطقة واحدة، وأن الأمن القومي العربي يتطلب تحرك جماعي لحل جميع هذه الأزمات. ويشهد المؤتمر إطلاق دراسة علمية معمقة عن أوضاع اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية، تغطي سائر الدول العربية ذات الصلة بهذه الأزمة. وتم إنجاز الدراسة، بالاستناد جزئيا إلى نتائج جولة مكثفة قام بها وفد من منظمة المرأة العربية، برئاسة المدير العام للمنظمة، في الفترة 3-1292015 على معسكرات ومناطق تمركز اللاجئين والنازحين في أربع دول عربية هي لبنان، والأردن، والعراق، ومصر. وستهدفت الجولة، التي تمت بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبتعاون تنظيمي مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين، رصد أوضاع ومشكلات اللاجئين والنازحين بالتركيز على أوضاع النساء والفتيات. واطلعت منظمة المرأة العربية، خلال هذه الجولة على أوضاع إنسانية مؤلمة حيث يفتقر اللاجئون والنازحون إلى الدعم وتتردى ظروفهم المعيشية بشكل سريع، مما دفع كثير منهم إلى الإقدام على الهروب إلى خارج المنطقة العربية والمخاطرة بحياتهم في سبيل ذلك. وتم إطلاق نتائج الجولة في مؤتمر عقد بجامعة الدول العربية يوم 1792015، أكدت فيه المنظمة، أنه ورغم الدعم الدولي المقدم لقضايا اللاجئين، وعلى رأسه الدعم السخي الذي تقدمه الدول العربية المانحة، فإن الأوضاع المتدهورة التي لمستها تتطلب تدخلا سريعًا لدعم اللاجئين والنازحين وتحسين ظروفهم الحياتية والمعيشية.