لم تكن أستراليا المفتوحة الأعرق بين بطولات الجراند سلام الأربع، ولكنها دائما بداية الحكاية. وبالتأكيد ليس هناك حكاية أكثر تشويقا من تلك التي يسطرها الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، في ملاعب الأمراء، وكان أول سطورها في أستراليا.
توج "نولي" بأول ألقابه في الجراند سلام في أستراليا 2008 على حساب الفرنسي جو ويلفريد تسونجا، ليلفت الأنظار إليه، باعتباره قوة صاعدة لا يستهان بها.
وبعد ست سنوات، يعود ديوكوفيتش، وفي جعبته عشرة ألقاب كبرى، إلى أستراليا المفتوحة، التي كانت في العام الماضي أشبه بمنصة، انطلق منها صاروخا بلغ مداه نهائي كل البطولات التي خاضها بعد أن رفع فيها لقبه الثامن في الجراند سلام.
وسيطالع عشاق الكرة الصفراء أحداث أستراليا المفتوحة هذا العام لمعرفة ما إذا كان "نولي" سيواصل أدائه الأسطوري، وان كانت بطولة الدوحة "حرقت" الكثير من الأحداث، خاصة مباراة نهائي البطولة ذات ال250 نقطة.
فقد سحق المصنف الأول عالميا قامة أخرى من قامات التنس الحديث، الإسباني رافائيل نادال، الذي يسعى للخروج بشكل نهائي من الأزمة التي يعاني منها، والتي بدأت أيضا في أستراليا.
بطل أستراليا المفتوحة في 2009 بعد مباراة نصف نهائي أسطورية أمام مواطنه فرناندو فيرداسكو، ووصيف نسخة 2012 بعد نزال ملحمي مع ديوكوفيتش لم يكن قريبا حتى من أسوأ مستوياته في نهائي 2014 نتيجة اصابة تعرض لها في الظهر.
اصابة بدأ معها منحنى هبوط أداء نادال بصورة غير مفهومة، ليتخبط في موجات متعاقبة من عدم الثقة والتي جعلت منافسيه يرون فيه فريسة، فكلما هدأت الموجات لاحت مزيد من المتاعب متمثلة في جرأة اللاعبين على الطرف الآخر من الملعب، ليغرق مجددا في انعدام الثقة.
تحسن الوضع كثيرا خلال الشق الأخير من الموسم المنصرم، ورغم الهزيمة في نهائي الدوحة، أمام لاعب لا يبدو أن هناك الكثير من الحلول في مواجهته، فإن اللاعب الإسباني يسعى لبداية جديدة في أستراليا المفتوحة، التي يخوضها السويسري روجيه فيدرير لنفس السبب، وان اختلفت المعطيات.
فقبل انطلاق الموسم أعلن فيدرير (34 عاما) انهاء تعاقده مع مدربه ستيفان إدبرج، بعد عامين وصل فيهما "المايسترو" إلى نهائي بطولات ويمبلدون (2014 و2015) والبطولة الختامية (2014 و2015) والولاياتالمتحدة المفتوحة (2015)، وخسرها جميعا أمام ديوكوفيتش.
وانضم لفريق فيدرير الكرواتي إيفان ليوبيسيتش، الذي اعتزل حديثا (2012)، وكان أفضل نتائجه في بطولات الجراند سلام نصف نهائي رولان جاروس، ثاني البطولات الكبرى، على أمل أن يقدم له وجهة نظر لاعب واجه غالبية نجوم اللعبة الحاليين، وفقا لما أكده (المايسترو) في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا.
وإن كان البعض يرى أن الهزيمة التي مني بها اللاعب السويسري في نهائي بطولة بريسبن أمام الكندي ميلوس راونيتش، الذي قطع علاقته التدريبية مؤخرا مع نفس الكرواتي، لا يمكن أن تكون معيارا للحكم على شراكة فيدرير- ليوبيسيتش لعدة أسباب، بينها أن (المايسترو) كان يعاني من نزلة برد طوال البطولة.
ولن تكون هناك بداية حقيقية لهذا الثنائي أفضل من الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة، التي لم يتوج بها فيدرير منذ 2010، حينما كانت ملبورن بداية عهد البريطاني آندي موراي بنهائيات البطولات الكبرى.
ومنذ ذلك الحين تعاقب على تدريب موراي ثلاثة مدربي: أليكس كوريتخا، الذي وصل معه لنهائي البطولة عامي 2010 و2011 ثم إيفان ليندل، الذي قاده للنهائي في 2013 وكذلك لقبي الولاياتالمتحدة المفتوحة وويمبلدون، وايميلي موريسمو مدربته منذ الموسم قبل الماضي، ووصل معها لنهائي 2015.
وبالتأكيد يأمل موراي في أن يتوج بثالث ألقابه في الجراند سلام والأول من أن انفصل عن مدربه ليندل وتولت موريسمو تدريبيه، في أستراليا المفتوحة، التي دائما ما كانت البداية لهؤلاء الأبطال.