بين الحين والآخر تظهر معالجات غريبة للقضايا الاجتماعية بأنواعها كالعنوسة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى حل مجتمعي جذري من قبل المتخصصين وصناع القرار. ولكن الغريب هو إثارة بعض الحلول البعيدة تماماً عن الواقع نتيجة لخيال مريض أو رغبة فى الشهرة أو نتيجة ثقافة أو اتجاه ما ، وأغرب حلول العنوسة جاءت من الكويت حيث ظهرت مؤخراً دعوة مثيرة للجدل من قبل سلوى المطيري وهي مرشحة سابقة لمجلس الأمة وناشطة سياسية واجتماعية اقترحت فتح مكاتب للجواري بالكويت بدلاً من استقدام بنات لممارسة الدعارة ويكون بذلك الجواري حلاً بديلاً لإسعاد الرجل والتمتع بالحلال !!
ولم تكتفي المطيري بذلك بل طالبت بسن قانون جديد يسمح للكويتيات بشراء أزواج "حلوين" مسلمين من أوروبا بغرض القضاء على العنوسة وتحسين النسل والتقليل من حوادث الخيانة الزوجية والطلاق ، وحللت الأمر على هذا النحو : "مثلما أفكر بتلطيف الجو بالمنطاد والسحابة الصناعية وزراعة مليون شجرة، أفكر أيضاً بتحسين النسل المقبل".
وعن مطالبها تقول المطيري : "ناديت باستقدام الجواري فعلا ، لأني مؤمنة بأن القرآن الكريم لكل زمان ومكان ، والجواري والعبيد ذكروا أكثر من مرة فى القرآن ، وبما إنني اعمل في مجالات الاستشارات الاجتماعية واحرص على توفيق رأسين بالحلال ، وجدت أن هذا هو الحل الأمثل بعد اطلاعي على مشاكل الأسر الكويتية المتمثلة في الخيانة الزوجية ، لذلك طرأت لي هذه الفكرة للحماية والتقليل من الأمراض .. لابد أن يعود عصر الجواري ولكن بطريقة مقننة وبحماية القانون".
مطلوب زوج "حلو"
وعن أصداء هذه المطالب في الشارع الكويتي فتشير إلى أن فكرة الجواري حازت على اعجاب بعض الرجال ، أما فكرة الأزواج فلم تلق ترحيب بنفس الدرجة ، ومن وجهة نظرها ترى أن على الزوجة أن تقبل بشراء جارية لزوجها " إذا كانت مؤمنة فلا بد أن ترضي بشرع الله لأنه هذا هو الحل الصحيح"!!.
أما القانون الذي اقترحته المطيري المتعلق الذي يتيح للكويتية شراء زوج من أوروبا ودول البلقان بمواصفات خاصة ، فتعلق على الموضوع بأن المرأة الكويتية لها كرامة وحاملة لشهادة جامعية ، وإذا كانت المرأة متعلمة ولها دخل ثابت فلماذا لا تعف نفسها برجل من بلاد أوروبية تعيش بها جاليات مسلمة ، تساعده على الدخول للبلاد وتساعده في تأسيس بيت الزوجية !
وتشترط المطيري بأن على الرجل "الزوج المستورد " أن يحمل مواصفات خاصة كنوع من تحسين النسل وعلى المرأة أن تختار شريك حياتها على هذا الأساس ، وتجاهلت تماما الجنسيات الأخري التى تعيش بالكويت معللة ذلك بان معظم الجاليات المسلمة التي تعيش فى الكويت تأتي من دول فقيرة ولا تجدهم يحملون أي أمل في إنتاجية أفضل ، لذلك فهي تحبذ رجال الدول الأوروبية لجعل البلد أفضل إلى حد تعبيرها ، وتأمل أن ترى الكويت مثل دبي التي تغيرت ملامحها بعد نزوح الأوربيين إليها وأصبحت من أكبر دول العالم ، وتتمنى تطبيق الفكرة بالكويت والوطن العربي كله.
وتعلل المطيري فكرة الرغبة في رجل أجنبي بأن المرأة المرأة الكويتية لا تتحمل تحكمات الرجل عليها ، وتفضل أن ترتبط بزوج صديق بعيداً عن مفهوم سي السيد الشائع بمجتمعاتنا العربية حيث ينظر للمرأة على أنها أقل منه في المكانة ، أما الرجل الأوروبي فيحمل فكر مختلف وينظر لشريكة حياته على أنها صديقة ، والكويتية تفتقد لهذا الشئ ولا ترضي بالإهانة، وهذا القانون سيكون أكبر وسيلة لتفادي الصدام مع زوج الكويتى .
ومن الشروط التي يجب أن تتوافر فى الزوج "الحلو" هو تنفيذ طلبات الزوجة وطاعة أوامرها ، ويدللها كما هو مطلوب منه تماماً لتقضي معه بقيت أيام حياتها بعيداً عن الصدامات والمنازعات ، وإذا خالف بند من بنود العقد فليتحمل الخسارة.
وتؤكد المطيري على اقتناعها الكامل بفكرة مكاتب الجواري وقانون الأزواج المقترح ، وأبدت استعدادها بخوض هذه التجربة ليكون زواجها الثاني من هذا النوع ، مشيرة إلى أن الأمر متداول مع أحد نواب مجلس الأمة الآن.
تشجيع مادي
ويذكر أن الكويت تعاني من ارتفاع نسبة العنوسة بشكل ملحوظ ، وتفضيل الرجال الزواج من أجنبيات ، وكشفت احصائيات الهيئة العامة للمعلومات المدنية العام الماضي عن وجود نحو ثلاثين ألف فتاة كويتية لم يحالفهن الحظ فى اللحاق بقطار الزواج ، الأمر الذي دفع أحد النواب الكويتيين المستقلين للتقدم باقتراح إلى مجلس الأمة الكويتي يقضي بمنح مكافئة تصل إلى 15 ألف دولار للكويتي الذي يتزوج من كويتية كزوجة ثانية عزباء تجاوزت سن الأربعين أو أرملة أو مطلقة.
جاء مشروع هذا القانون فى الوقت الذي تم فيه رصد 50 ألف حالة زواج كويتي من أجنبية ولجوء عدد كبير من الكويتيات من الزواج من أجانب ، وقد أثار الاقتراح حفيظة الأوساط النسائية الكويتية على الرغم من أنه أحد الحلول التى تساعد على تخفيف نسبة العنوسة المرتفعة فى البلاد ، والحد من الزواج الثاني من غير الكويتيات ، واعتبرته ناشطات حقوق المرأة أنه يقلل من شأن المرأة ويتعامل معها على أنها سلعة.
زوج مناسب
وللتصدي للعنوسة بالكويت لجأت المرأة إلى الزواج من خارج الكويت بجنسيات عربية مختلفة ،و أكدت دراسة كويتية حديثة أن هناك عدة عوامل تدفع نسبة كبيرة من أبناء الكويت إلى الزواج من غير أبناء بلدهم رغم ما قد يواجهونه من معارضة اجتماعية لهذا الأمر، وأرجعت الدراسة التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية أسباب الزواج المختلط إلى ضعف الإحساس بالمسؤولية وسوء تقدير العواقب المستقبلية والوفرة الاقتصادية في المجتمع الكويتي وكثرة سفر الكويتيين إلى الخارج والأعداد الكبيرة من الوافدين المقيمين بالكويت.
أجريت الدراسة على عينة من 487 كويتي وكويتية ، وذكر 60.4 % من الذكور أن كثرة سفر الكويتيين إلى الخارج هو العامل الأساسي في الزواج المختلط بينما ترى 63 % من الإناث أن ضعف الإحساس بالمسؤولية هو العامل الأساسي في هذا الزواج.
وأشار 72% من الذكور و 81% من الإناث سبب اتجاه الرجال للزواج من غير الكويتيات إلى الكلفة المنخفضة في الزواج المختلط ، و يرى 85.6 % من الذكور و 79.3 % من الإناث أن اتجاه المرأة الكويتية للزواج من غير الكويتي الخوف من العنوسة ، بينما ذكرت الدراسة أسباب أخرى منها أن الزوج غير الكويتي أكثر التزاماً واهتماماً بمعاملة الزوجة وأداء واجباته تجاه الأسرة إلى جانب الجاذبية الشخصية .
وتأتي الجنسيات الخليجية على رأس قائمة الجنسيات المفضلة في هذا النوع المختلط من الزيجات، وتأتي بعدها الجنسية اللبنانية ثم السورية والمصرية والعراقية ثم بقية الجنسيات ، وحسب ما ذكره معد الدراسة فإن زواج الكويتي أو الكويتية من الجنسية الخليجية شكل نسبة 43.4% من إجمالي حالات الزواج المختلط انعكاسا لميل المجتمع الكويتي إلى التقارب الثقافي والجغرافي