قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، إن موسكو لن تنسى "خيانة القيادة التركية ودعمها للإرهاب". كلام بوتين جاء في رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية. وتوعّد بوتين بأن روسيا لن تكتفي بالخطوات العقابية الاقتصادية التي اتخذتها بحق تركيا، لكنه أوضح أن التصعيد الروسي لن يصل إلى اتخاذ أي خطوات عسكرية. وقال "إننا لا نخطط لاستعراض الأسلحة. لكن إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكنه بعد ارتكاب جريمة حربية غادرة وقتل عسكريين روس الإفلات من أي عقاب، باستثناء حظر توريد البندورة، أو فرض قيود ما في مجال البناء، فإنه مخطئ كثيراً". وأضاف "إن أعوان الإرهابيين في تركيا يتحملون مسؤولية مقتل العسكريين الروس في سوريا". وجدد اتهاماته لأنقرة في الضلوع بعمليات شراء النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلاً "الإرهابيون يحصلون على أموال من تركيا مقابل النفط ويستخدمونها لتدبير أعمال إرهابية". معتبراً أن "عقد أي صفقات مع الإرهاب الدولي أمر مرفوض". في المقابل، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على المزاعم الروسية معتبراً أن الزج باسم أسرته في هذا الموضوع يعتبر منافياً للقيم الأخلاقية. وقال إن "القنوات الإيرانية، فعلت الشيء نفسه من قبل. وكنت قد تباحثت مع الرئيس الإيراني بهذا الشأن، وقلت له إنكم تقعون في خطأ كبير، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإنّ عواقب ذلك ستكون وخيمة، وستدفعون ثمناً باهظاً، وبعد عشرة أيام، مسحوا هذه الادعاءات من مواقعهم". وأكد اردوغان أن روسيا ملزمة بإثبات اتهاماتها لبلاده بالوثائق، وإلا "فهذا افتراء" مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه ثبت بالدليل القاطع، أن رجل الأعمال السوري جورج حسواني، الذي يحمل الجنسية الروسية أيضاً، يقوم بتجارة النفط المهرب من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" وبمشاركة شركات ورجال أعمال روس، بحسب ما أكدت وزارة الخزانة الأميركية. وأضاف "روسيا تقول إن تدخلها في سوريا، يستند إلى الشرعية الدولية، لأن النظام السوري طلب منها التدخل، وأنا أقول إنكم لستم مُجبرين في مساعدة نظام فقد شرعيته، وقتل 380 ألفًا من أبناء شعبه، وعلى روسيا أن تعي هذا الأمر جيداً، وقد أعلمت السيد بوتين بذلك مراراً". وكان الرئيس الروسي خلال كلمته، قد أكد أن وجود عناصر من أصول روسية هو من أبرز الأسباب التي دفعت روسيا للقيام بعملياتها الجوية في سوريا. وقال بوتين: "يمثل الإرهابيون المتمركزون في سوريا خطراً خاصاً بالنسبة لنا، علماً أن بينهم عدداً كبيراً من المتطرفين المنحدرين من روسيا وجمهوريات رابطة الدول المستقلة. إنهم يحصلون على الأموال والأسلحة ويعززون قدراتهم. وإذا زادت قوة هؤلاء، فسيتغلبون هناك في سوريا، ومن ثم سيتوجهون إلى ديارنا حتماً، لكي يزرعوا الخوف والكراهية ويدبروا تفجيرات ويقتلوا ويعذبوا المواطنين.. علينا أن نواجههم ونقضي عليهم قبل أن يقتربوا من حدودنا".