أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الثلاثاء أنه اتفق أثناء لقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق على ضرورة اتخاذ خطوات نحو الإصلاح في سوريا، في حين دعا إلى حل سياسي عاجل في ليبيا. جاء ذلك في أول مؤتمر صحفى عقده بمقر الأمانة العامة للجامعة منذ توليه منصبه قبل نحو أسبوعين.
وقال العربي ردا على أسئلة الصحفيين إنه قابل بشار الأسد وتحدث معه عن ضرورة الإصلاح، وإنه حصل على وعد منه أن يعمل على ذلك.
ولكنه أضاف "لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك، وليس كل ما يقال في الغرف المغلقة يمكن مناقشته مع وسائل الإعلام". وقال إنه ينبغي أن يكون واضحا للجميع أن الجامعة مثل أي منظمة إقليمية أخرى تعمل وفق الدبلوماسية الهادئة.
وكان نبيل العربي قد صرح بعد لقاء الأسد بأنه "لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم لأن الشعب هو الذي يقرر ذلك"، وجاء ذلك بعد تصريح واشنطن بأن الرئيس السوري "فقد شرعيته".
وبشأن عدم زيارته لمدينة حماة أثناء زيارته لسوريا، أوضح العربي أن الزيارة كانت قصيرة ولم تكن هذه المدينة مدرجة فيها، مشيرا إلى أن الزيارة كانت لإبراز أهمية إجراء تغييرات وإصلاح في هذا البلد.
وعن موقف الجامعة من الأحداث التى تشهدها بعض الدول العربية، قال إن الجامعة تعمل في إطار واضح يقوم على عدم التدخل في الشؤون العربية، لكنه استدرك قائلا إن هناك مساحة يجب أن يتحرك فيها الأمين العام وفقا لميثاق الجامعة، خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان التي أكد أنها عادة تثير اهتماما دوليا.
من جهة أخرى، أوضح العربي أن الظروف المتغيرة في المنطقة أوجبت عليه البدء بجولة للتعارف مع القادة والاطلاع على وجهات نظرهم في شأن ما يمكن عمله في الظروف الراهنة.
وأضاف أنه حرص على تأكيد أهمية الاستماع لمطالب الشعوب العربية وتحقيقها.
تسوية سياسية
وبشأن الأزمة الليبية، دعا الأمين العام للجامعة العربية إلى تسوية سياسية في هذا البلد بأسرع ما يمكن، معتبرا أن طلب فرض الحظر الجوي كان لحماية المدنيين، ولكن الأوضاع تطورت بشكل لم يكن أحد يرغب فيه، على حد قوله.
ولم يستبعد العربي احتمال عقد لقاء مع العقيد الليبي معمر القذافى، قائلا "أنا أرحب بلقاء أي مسؤول في أي وقت إذا طلب مني ذلك أو حتى عن طريق مبادرة للجامعة العربية، فليس دور الأمين العام أن يبقى متفرجا، ولكن عليه التحرك بتأن ودراسة وهدوء".
وقال إنه بصفته أمينا عاما للجامعة العربية مستعد لمقابلة أي قائد أو أي فصيل يكون جزءا من نزاع، سواء كان في ليبيا أو اليمن أو أي مكان آخر.
إدانة
من جهة أخرى، أدان الأمين العام للجامعة العربية اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة الكرامة التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة لتقديم مساعدات إنسانية.
ووصف في المؤتمر الصحفي ما قامت به إسرائيل بعملية القرصنة البحرية، وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ موقف حازم، وأعرب عن تضامن الجامعة العربية التام مع الحملة الدولية ل"كسر الحصار غير الشرعي وغير القانوني، فلا يجوز حصار المدنيين حتى بأوقات الحروب".
كما دافع العربي عن قرار التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، واعتبر أن ذلك ليس توجها ضد إسرائيل، ولكن هو لتحقيق السلام العادل الدائم.
وقال إن الوقت قد حان لإنهاء النزاع العربي الاسرائيلى، مشيرا إلى أنه سيتم التوجه أولا للجمعية العامة للاعتراف بدولة فلسطين ورفع تمثيل فلسطين بالمنظمة الدولية، على غرار ما حدث مع بعض الدول في السابق، مثل الفاتيكان والكوريتين وسويسرا والألمانيتين.
وفي ما يتعلق بدولة جنوب السودان الوليدة ومنهج الجامعة العربية في التعامل معها، قال العربي إن الجامعة لها علاقات مع هذه الدولة وتقدم لها مساعدات وإن التعاون معها سيتطور.
لكنه أشار إلى أن الجامعة العربية لم تتلق حتى الآن إخطارا من الدولة الوليدة بالحصول على العضوية بالجامعة.