تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في ظرف دقيق للغاية في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة، والوضع في اليمن وسوريا والعراق ومحاولات التمدد الشيعي في المنطقة، والثورة المندلعة في لبنان. 84 عاما من العلاقات وتاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة ممتد إلى أكثر من 84 عاما، حيث بدأت العلاقات السعودية_ الأمريكية في عام 1931م، عندما بدأت تظهر بشائر إنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري، ومنح حينها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر. لقاء تاريخي وعزّز الملك عبدالعزيز آل سعود بعد مرور 12عاماً من تاريخ الاتفاقية المذكورة العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي) وذلك في 14 فبراير 1945م، برفقة شقيقه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وابنيه الأميرين محمد ومنصور رحمهما الله. ووُصف هذا اللقاء التاريخي بنقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأمريكا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. ووضع الملك عبدالعزيز سياسة حكيمة للمملكة تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحترم حسن الجوار، وتعزيز علاقاتها بالأسرة الدولية دون الإخلال بثوابتها الدينية، والعمل على رفع مكانتها الإقليمية والدولية في مختلف المجالات بدون أن تتدخل في شؤون الغير، ورفض أي سياسة تتدخل في شؤونها الخاصة، ما جعلها تفرض احترامها على دول العالم، وتصبح عضواً فاعلاً في مختلف المحافل والمنظمات الدولية. اهتمام عالمي وحظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أمريكي خاص، نتيجة مكانتها السياسية والإسلامية، والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وعدّت إحدى مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية، كما أن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين نتيجة تحول النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلاً عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي في المنطقة. واليوم يستكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ما أسسه والده الملك عبدلعزيز من فكر استراتيجي حكيم يُسهم في تعميق علاقات المملكة مع دول العالم ومنها الولاياتالمتحدة، ويحقّق التكامل في المصالح الداخلية والخارجية للبلدين دون المساس بثوابت وقيم المملكة العربية السعودية التي تقوم على مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية. وتأتي زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز الحالية للولايات المتحدة بدعوة من الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية لتعزيز ما أثمرت عنه ثمانية عقود من الزمن من تطابق في وجهات النظر السعودية الأمريكية تجاه دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحقيق المصالح المشتركة بينهما، علاوة على معالجة العديد من الملفات الإقليمية والدولية. وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز قد عبر قبل هذه الزيارة عن اهتمامه البالغ بدفع التعاون الاستراتيجي السعودي الأمريكي حول العديد من القضايا إلى الأمام، حينما وافق على مشاركة المملكة في قمة كامب د