استقر مجلس إدارة النادي الأهلي، بشكل نهائي على توجيه الشكر لفتحي مبروك، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، وإعلان رحيله عن الفريق بعد انتهاء مباريات دور المجموعات لبطولة كأس الإتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية"، وتعيين مُدرب أجنبي للفريق. ويسعي مسؤولو القلعة الحمراء إلي التعاقد مع مدير فني عالمي، لقيادة كتيبة النجوم بالفريق الأحمر، بداية من انطلاقة الموسم الكروي الجديد.
ويُعد اسم الأرجنتيني مارسيلو بيلسا المدير الفني السابق لمارسيليا الفرنسي، هو الاسم الأبرز والمرشح لقيادة المارد الأحمر، وفي السطور القادمة سنلقي الضوء على بيلسا:-
-ربما تكون بداية بيلسا قوية كمدرب مع نيولز أولد بويز لكنه ما بعد ذلك لا يملك فعلاً أي إنجاز يجعله خياراً مفضلاً على غيره، باستثناء غرابة فكره الهجومية واستخدامه خططاً غير معهودة مثل 3-3-1-3 التي طبقها مع تشيلي ونالت ضجة إعلامية واسعة وحاول تكرارها مع بلباو.
-مسيرة بيلسا مع عالم التدريب مرصعة بالانتصارات. فقد بدأ رحلة التدريب في سن صغيرة للغاية، وفاز بالدوري الأرجنتيني مع نادي نيولز أولد بويز، ثم حقق نجاحات وإنجازات مع جميع الفرق التي دربها. وهو يعتبر في شيلي رمزا كبيرا ليس فقط بسبب النتائج التي حققها مع المنتخب بل أيضا بفضل الطريقة التي حقق بها هذه النتائج. وتلعب الفريق التي يدربها بيلسا بتفوق وسيطرة، ويتبع اللاعبون تعليماته وهم واثقون أن طريقته هي الطريقة المثلى لتطوير أدائهم وتحقيق الانتصارات.
-ويحاول اللاعبون تحت قيادة بيلسا أن يتسيدوا الملعب والكرة ويحاولون أيضا فرض سيطرتهم وطريقة لعب الفريق بغض النظر عن قدرات اللاعبين الفردية. ويرى بيلسا أن كرة القدم لعبة جماعية، ويدرب الفريق من أجل رفع قدرات اللاعبين الفردية وليس العكس.
-وهو مدرب محترف بحق، ويفكر ويعيش كرة القدم 24 ساعة يوميا، ويضع نصب عينيه حقيقة واحدة وهي أنه يستطيع التطور طوال الوقت. ولا يجيد بيلسا الحديث والتواصل مع الإعلام مثل مورينهو، بل إنه يفضل عدم إجراء أي حوارات صحافية إذا كان ذلك ممكنا. ولذلك يستطيع الصحافيون كتابة الكثير عن أفكاره والقليل عن شخصيته.
-ويحظى بيلسا، مثل مورينهو، بحب اللاعبين الذين يعتبرونه أفضل مدرب في العالم. وينتظر بيلسا الكثير من لاعبيه، وهو لا يعتبر مدربا للفريق بل معلما شديد الاقتناع بأفكاره وآرائه وابتكاراته. وتتميز الفرق التي يدربها بيلسا بالتنظيم وبشكل محدد، ويمكن عند النظر إلى أدائها معرفة أن هذه الفرق تلعب تحت قيادة بيلسا.
-ويمتلك بيلسا مفاهيم عامة متطورة في عالم التدريب، وهو يغيرها طبقا لقدرات اللاعبين الفردية. ويهتم بأدق التفاصيل في الربط بين خطوط الفريق وفي تمركز ووضع اللاعبين داخل الملعب (فهناك دائما 11 لاعبا يقظا ومتحركا سواء كانت الكرة بحوزته أم لا)، وينتقل اللاعبون في فرق بيلسا بشكل جيد وسريع، كما يُظهر لاعبو فريقه دائما معرفة جيدة باللعب الجماعي وضغطا هائلا على المنافسين. ولا شك أن تولي بيلسا تدريب الإنتر سيحدث نقلة كبيرة في أداء الفريق. وأنا أعتقد أنه سيكون من حسن حظ الإنتر أن يقبل بيلسا بتدريبه، رغم ال15 دقيقة التي جعلني أنتظره خلالها!
- بيلسا كان هو مدرب منتخب الأرجنتين عندما خرجت من الدور الأول في عام 2002، ويومها سجلت الأرجنتين هدفين فقط من مواقف ثابتة؛ ركلة ركنية وأخرى ركلة جزاء، وهو الأداء المهزوز الذي جاء بعد التصفيات القوية التي جعلت الأرجنتين مرشحة للقب، وهو ما شكك بقدرات المدرب عند ساعات الحقيقة.
- بيلسا خسر نهائي كوباأمريكا 2004 أمام البرازيل بركلات الترجيح، ثم انتقل لتشيلي وهناك نجح مع الجيل الذهبي الجديد للمنتخب بالوصول إلى المونديال، لكن المنتخب فشل مع الاختبارين الصعبين له أمام اسبانيا 2-1 ومع البرازيل بشكل ساحق وسهل للغاية 3-0 ليخرج من المونديال في دور الستة عشر.
- وعندما ذهب إلى بلباو، جاء بفكره الهجومي المجنون وهو سر عشق الناس له، حيث أننا نتحدث عن مدرب لو كان يابانياً لكان أول كاميكازي يفجر نفسه في بيرل هاربر، فأبهر بلباو الجميع في الموسم الأول ولكن كل التألق ضاع مع انكشاف ضعف مدربه التكتيكي في النهائيات عندما خسر 3-0 أمام أتلتيك مدريد في نهائي الدوري الأوروبي وبنفس النتيجة أمام برشلونة في نهائي الكأس، وكأن هذا الرجل تخصص خروج بثلاثة صفر منذ أيام تشيلي.
- وفي الموسم الثاني لبلباو كانت الكوارث من صدامات مع لاعبين واستقالة ثم رجوع عنها، ليحتل بلباو المركز 12 في الدوري بفارق 9 نقاط عن الهبوط و3 نقاط عن المركز 15، علماً أنه خسر 17 مباراة في هذا الموسم أي ما يقارب 45% من المباريات.
-كانت أخر محطات بيلسا التدريبية مع مارسيليا حيث قام وقتها بثورة فنية شاملة داخل أروقة الفريق، وليس فقط مجرد تغييرات طفيفة، أو تعديلات على التشكيلة الأساسية. فحينما زار بيلسا نادي مارسيليا في أبريل الماضي، قام بجولة كاملة شاهد من خلالها كل شيء في النادي والمراحل السنية، ودوّن ملاحظات عديدة حول بعض الإيجابيات والكثير من السلبيات، وعرضها كاملة على الإدارة قبل إعلان موافقته على التدريب.
تكتيك بيلسا -يعتمد بيلسا على اللعب بثلاثي خلفي صريح، مع وجود رباعي بالوسط وثلاثي هجومي متنّوع، فمع مارسيليا فترة المباريات الودية بتغييرات جوهرية من خطة (4-2-3-1) إلى (3-3-1-3) بالدفع بثلاثي صريح في خط الظهر، أمامهم لاعب ارتكاز يعاونه ثنائي على الأطراف في الهجوم والدفاع، مع لاعب وسط مهاجم وثلاثي أمامي، ووضع بيلسا لاعب الوسط روماو في الخلف، على طريقة ميدل مع تشيلي، من أجل إخراج الكرة بشكل صحيح إلى الأمام، بالإضافة إلى عنصر الرؤية الشاملة أمام منطقة مرماه.