قالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في حديثها عن الراحل الأمير سعود الفيصل، أقدم وزير خارجية في العالم، إن نظراؤه في كل أنحاء العالم مدحوه ووصفوه بكيسنجر العرب والمنقذ والحكيم.. وبفقيه الدبلوماسية. ويقول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تعلم منه الكثير واستمع إلى نصائحه.. «فقد عاصر الفيصل 12 وزير خارجية في الولاياتالمتحدة، وكان محل إعجابهم جميعا». وقال كيري إن «الدوائر السياسية ستفتقد الأمير سعود الفيصل كثيرًا».
وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد أن الأمير سعود الفيصل أدى دورا دبلوماسيا عظيما وحكيما وناجحا خلال الفترة الصعبة التي مرت بها مملكة البحرين في عام 2011. وقال «كان يعتبر في هذه الفترة بمثابة وزير خارجية مملكة البحرين». ويقول وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن الفيصل طراز نادر من الوزراء. ويضيف «مَن وصف الأمير سعود الفيصل بأنه كيسنجر السياسة العربية فقد ظلمه.. فهو سعود السياسة العربية.. وسعود السياسة الدولية». ويضيف الشيخ عبد الله: «سألني أحد الأصدقاء أن أصف الأمير سعود الفيصل في كلمة واحدة فقلتُ له (الهِمّة).. فلم أرَ وزير خارجية قط بهمّته العالية. وكان النشاط والعمل الدؤوب من أهم صفاته وأجملها».
وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هيرفيه دو شاريت قال إن الفيصل «طبع الدبلوماسية السعودية بطابعه خلال سنوات طويلة يحسده عليها كثير من وزراء الخارجية». وقال إن السعودية التي خدمها الفيصل وزيرا للخارجية «لعبت دورها كاملا كقطب للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط». ويقول إن الأمير الراحل كان «شريكا صلبا وثابتا من غير أن يتخلى أبدا عن الكياسة واللطف في التعاطي مع الآخرين». «الحديث مع الأمير سعود الفيصل كان أشبه بالنظر من خلال نافذة تاريخ العرب».. بهذه الكلمات وصف وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني السابق أليستر بيرت الأمير الراحل سعود الفيصل. وقال: «كنت تشعر معه بأن السياسة والتقييمات لم تحدث على ضوء الأحداث المعاصرة العابرة، بل مع شعور بأن هناك جدولا زمنيا أطول بكثير من ذلك الذي يعتمده الآخرون، خاصة الحكومات الغربية. كان صريحا، ولا يخشى في التعبير عن موقفه بوضوح، وكان لديه آراء واضحة حول الصواب والخطأ». وأشاد بيرت بأخلاق الأمير الراحل، قائلا: «شخصيا، أقدر اللطف الذي كان يتعامل به مع من يعلم أقل منه حول العالم.. وكان يعطيني الفرصة لتقديم وجهة النظر البريطانية».
الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال إن الأمير سعود الفيصل من أفضل الرجال المشهود لهم في الحياة الدبلوماسية، مشيرا إلى أن «وجوده على الساحة السياسية العربية كان مطمئنا، وأنه كان بمثابة صوت العقل والرصانة، بالإضافة إلى صفاته الشخصية الأخرى، وسوف نفتقده جميعا سواء الذين في السلطة أو الحياة العامة». رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة قال عنه إن الأمير الراحل كان «أحد عمالقة الدبلوماسية في العالم، ليس لأنه صاحب خبرة طويلة كوزير للخارجية، بل لفاعليته في العمل السياسي والدبلوماسي لما يتمتع به من جاذبية في شخصيته وحسن مجلسه». نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية ناصر جودة يقول، إن الأمير الفيصل كان «مخزونا استراتيجيا للأمة العربية والعالم بحنكته وحكمته وثقافته الواسعة وحضوره المميز ومهاراته الدبلوماسية والسياسية». وقال عنه ميخائيل غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي: «لو كان لديّ رجل كسعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفياتي».
«داهية العرب» كما يسميه الكثير من ساسة العالم، ترك إرثا كبيرا من العمل الدبلوماسي في أنحاء العالم، ويعتبر من القلة الذين تخلدهم الذاكرة، وهو الذي استمر لأكثر من 4 عقود من الركض في مضمار العمل السياسي ودهاليز الدبلوماسية، ليكون أبرز المؤثرين في سياسة دول الخليج والعالم العربي أجمع، بحنكة وابتسامة هادئة ونظرة جدية استطاع من خلالها اتخاذ القرارات، وتنظيم الحركة، وتعزيز آفاق السلم السياسي.