استهل بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، زيارته إلى العاصمة البوسنية سراييفو، اليوم السبت، بلقاء أعضاء مجلس الرئاسة الثلاثي في البلاد. وعقب لقائه بعضوي المجلس، الكرواتي دراغان تشوفيتش، والبوسني بكر عزت بيغوفيتش، عقد البابا مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا مع رئيس المجلس (رئيس الدولة)، ملادين إيفانفيتش. وأعرب البابا عن سعادته "لوجوده في هذه المدينة (سراييفو) التي شهدت قتالًا داميًا القرن الماضي، إلا أن السلام والحوار يسودها اليوم من جديد". وقال إن "البوسنة والهرسك ومدينة سراييفو تحتلان مكانة خاصة في العالم وأوروبا"، مشيرًا أن "الناس من مختلف الأعراق والأديان عاشوا على هذه الأرض معًا على مدى قرون، وأحيا كل مجتمع تقاليده وعاش بأخوة ووئام". وأوضح البابا أن التنوع في البلاد يمكن رؤيته في فن العمارة بسراييفو، مضيفًا: "تشاهدون في الطريق الكنيس والكنيسة والمسجد. لهذا تُسمى سراييفو ب (قدس أوروبا)". بدوره، قال إيفانفيتش إن البوسنة والهرسك "تُمثل فهمًا حقيقيًّا، ورمزًا للمحبة بين الشعوب والأديان المختلفة"، مؤكدًا أن عهد الخلافات ولّى، وأن العهد الحالي هو عهد الثقة والتعاون والتفاهم. ويضم مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك ثلاثة ممثلين عن الأطياف الرئيسية في البلاد، وهم المسلمون، والكروات، والصرب، ويتناوب الأعضاء على رئاسته كل 8 أشهر. كما ترأس البابا فرانسيس قداسًا، أُقيم في ملعب عاصم فرهادوفيتش، في سراييفو، وحضره قرابة 65 ألف شخص، أكد خلاله على أهمية السلام، قائلًا إنه "هدية الرب، وخطته من أجل الإنسانية". وأفاد أن الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام تتعارض مع الحروب المتواصلة في الكثير من مناطق العالم، موضحًا أن هناك "من يثيرون أجواء الحرب عن قصد من أجل بيع الأسلحة، ويبذلون الجهود لإثارة النزاع بين الثقافات والحضارات المختلفة على الأخص". وأشار إلى أن الحرب "تعني أطفالًا ونساءً وشيوخًا في مخيمات اللاجئين، وتعني ترك الناس أوطانهم، وتدمير بيوتهم وشوارعهم ومصانعهم"، مضيفًا: "أنتم تعرفون كل ذلك جيدًا لأنكم عشتموه. اليوم تنادي شعوب الرب في هذه المدينة، يصيح كل رجل وامرأة بحسن نية: لا نريد حربًا جديدة". وقبيل انطلاق القداس، سلم رئيس بلدية سراييفو، إيفو كومشيتش، البابا فرنسيس مفتاح المدينة.