قالت العرب اللندنية، إن العلاقة ما بين حركة "حماس" والمجموعات السلفيّة الجهاديّة في غزّة تشهد حالة من الشدّ والجذب وعدم الاستقرار لا يستبعد محللون سياسيون وكتاب فلسطينيون، أن تؤدّي إلى اندلاع حرب أخرى بين حركة حماس وإسرائيل في حال استمر إطلاق الصواريخ من قبل التنظيمات السلفية الجهادية في قطاع غزة تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية وعادت الجماعات السلفية الجهادية المتواجدة في قطاع غزة إلى واجهة الاهتمام، في صعود تقول بينيديتا برتي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، إنه مثار قلق لحركة حماس التي اعتمدت موقفا متشدّدا تجاه هذه المجموعات في الأشهر القليلة الماضية، أملا منها في خنق هذه النزعة في مهدها. وترى مؤلّفة كتاب "التنظيمات السياسية المسلحة"، في دراسة صدرت عن مركز صدى التابع لمؤسسة كارنغي للأبحاث، في عودة نشاط المعسكر السلفي الجهادي في غزة، أن التوازن المعقّد بين الفصائل المسلّحة الناشطة ربما يزداد هشاشة ويصبح أقل استقرارا يوما بعد يوم، وذلك بالنظر إلى سلسلة من الصدامات، التي ظهرت على السطح مؤخّرا، بين حركة حماس والتنظيمات التابعة لما يُسمّى تنظيم الدولة الإسلامية في قطاع غزة.
وتوقّع المحللون نقلا عن العرب اللندنية، أنه في حال استمر إطلاق الصواريخ من قبل تنظيمات سلفية جهادية في غزة، على إسرائيل فإن "كرة الثلج، ستتدحرج إلى واقعٍ أبعد من الرد، ورد الفعل". وفي أحدث ردّة فعل، شنَّت مقاتلات حربية إسرائيلية، فجر أمس الخميس، غارتين على موقعين تابعين لحركة حماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية، في عملية تبنّاها تنظيم جهادي غير معروف، يُطلق على نفسه اسم "سرية الشهيد عمر حديد – بيت المقدس".
وقال التنظيم في بيان نشرته مواقع مقربة من التنظيمات السلفية الجهادية في غزة، إنه أطلق 3 صواريخ من نوع "غراد"، على "عسقلان ونتيفوت ومجمع أشكول"، الساعة 11 من مساء أول أمس الأربعاء، ردا على مقتل أحد الكوادر السلفية، على يد قوات من وزارة الداخلية التي تُشرف عليها حركة حماس بغزة. وأعلن التنظيم ذاته، في بيان سابق نشرته مواقع مقربة من التنظيمات السلفية الجهادية، في غزة، أنه في حل من التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع إسرائيل، وأنه سيواصل إطلاق الصواريخ، مطالبا حركة حماس بالكف عن ملاحقة "الدعاة" و"طلبة العلم".
وكان الشاب "يونس الحُنر"، وهو أحد نشطاء "السلفية الجهادية" في غزة، قد لقي مصرعه صباح الثلاثاء الماضي، في حي الشيخ رضوان بغزة، وقالت رواية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، إنه قُتل خلال محاولة توقيفه، بعد أن رفض تسليم نفسه، وهدد بتفجير منزله، وبعد أن بادر بإطلاق النار على القوى الأمنية.
وتابعت الصحيفة: يسود تخوف كبير من أن يشهد قطاع غزة حربا دموية جديدة، لكن أشد قسوة، حيث ستفتح جبهة ثالثة، إلى جانب جبهة حركة حماس وجبهة إسرائيل، هي جبهة السلفيين الجهاديين، الذين يناصرون تنظيم الدولة الإسلامية، وتمرّدوا على المصالحة مع حماس في مساع قال محلّلون وخبراء إن هدفها خلق بؤرة توتّر في القطاع تسمح للجهاديين بالتحرّك بشكل أكبر.