عازف قانون متميز، ملحن وموزع موسيقى محترف، مايسترو وقائد عظيم يمتلك فرقته الخاصة إنه الموسيقار "أمير عبد المجيد" واحداً من أفضل الموسيقيين فى الوطن العربي . أمير عبد المجيد المعروف بديكتاتوريته الشديدة فى العمل، لا يسمح بارتكاب الأخطاء على المسرح ، تعاون مع كبار المطربين والشعراء في الوطن العربي، والآن يخوض حرب انتخابات نقابة المهن الموسيقية .
الفجر الفني" التقت بأمير وكان هذا هو نص الحوار"
فى البداية .. حدثنا عن حال الموسيقى في مصر الآن ؟
حال الموسيقى مثل كل شئ فى البلد الأن ، فهناك إنحدار فى الذوق والمستوى الأخلاقى بشكل عام، كما أن الصنعة وشيوخها لم تعد موجودة مثلما كانت فى السابق.
يطلقون عليك لقب "شيخ الفنانين" ما سبب هذه التسمية ؟
أطلقوا هذه اللقب لإلتزامى الدينى والأخلاقى ، وليس لأننى "كبير الصنعة" ، فكلمة شيخ تعنى كبير هذه المهنة أو أقدم شخص فيها.
كيف تجمع بين إلتزامك الدينى وإمتهانك الموسيقى ، فى حين أن العديد يرون أن الموسيقى حرام شرعاً؟
مثلما هناك أشخاص قالوا أن الموسيقى حرام فهناك آخرون أجمعوا أنها حلال ، والحرام والحلال موجود فى كل مهنة ، فإذا كنت مقتنع من داخلك أن ما تقدمه ستستطيع مقابلة الله به فهو حلال . كما أنه مالعيب فى إمتهان الموسيقى ، فهى موهبة من عند الله ، فكيف سيمنحك الله موهبة ليعذبك بها يوم القيامة ، فالعملية تعود إلى قناعتك الشخصية تجاه ما تقدمه.
فى رأيك ما هو السبب وراء إنحدار الذوق العام فى الموسيقى ؟
إن معايير الحكم على أى عمل فنى الأن أصبح مقلوباً ، ولو إنصرفنا عن جملة "الجمهور عاوز كدة" سيرقى الذوق العام . فالمبدع لابد أن يعبر عما ينبغى أن يكون عليه المجتمع ، لا أن يجبره المجتمع على الإنسياق لأهوائه .
وماذا عن الموسيقى العربية ؟
إن أماكن صناعة الموسيقى العربية شبه معطلة ، فلا يوجد فرق موسيقى عربية إلا فى دار الأوبرا المصرية التى أصبحت دار مناسبات لإحياء ذكرى الفنانين فقط ، حيث لا يوجد تطوير فى الموسيقى العربية .
وما الحل من وجهة نظرك للارتقاء بالذوق العام.؟
إننا نحتاج إلى التعليم على جميع المستويات، فلابد من عودة حصة الموسيقى مرة أخرى إلى المدارس لتربية الأطفال منذ الصغر على الموسيقى العربية الأصيلة . كما أننا كموسيقيين نحتاج إلى الثقافة ، فالموسيقى المحترف لا ينبغى أن يتوقف عما تعلمه فقط، بل ينبغى أن يعمل على تثقيف وتنمية قدراته والإطلاع على المزيد لأن هذا هو الذى يولد الإبداع ، فلا توجد ثقافة بالنقل بل بالإجتهاد والتعلم وإكتساب الخبرات لكى نستطيع الإرتقاء مرة أخرى بالذوق العام ، وأن يكون الفن هو روح المجتمع.
ما رأيك فى ظاهرة المهرجانات الشعبية وظهور أغاني خليعة مثل "سيب إيدى "وغيرها؟
هى أغانى تجارية ، وظاهرة سوف تندثر مع الوقت ، ففى القرن الماضى ظهرت أيضاَ أغانى مثلها وإندثرت بعد ذلك ، وهذا يعود بنا إلا فكرة عدم الإنسياق على أهواء الجمهور. فالموسيقى يجب أن يقدم عمل فنى جيد ، يستطيع به أن يرقى بالفن ، لا أن يهبط إلى قاع المجتمع ، فالعمل الفنى الجيد والفنان الجيد يسيرو بخطى هادئة وثابتة نحو النجاح ، أما الفنان المصطنع ينجح بسرعة ويختفى بسرعة لأنه لا يوجد أرضية صالحة يستند عليها .
أنت أغلى ملحن فى الوطن العربى ، فهل ترى أنك الأفضل؟
قد أكون الأغلى فى تقديري لنفسي ولأعمالي التي أقدمها، ولكن هذا ليس معناه أننى الأفضل ، فهناك ملحنين مبدعين فى منازلهم ينتظرون فرصة الظهور .
حدثنا عن نقابة المهن الموسيقية والاضطرابات التى تحدث بداخلها ؟
هناك اضطرابات داخل النقابة منذ فترة كبيرة ، فهى بدون نقيب منذ ثلاث سنوات ، فإيمان البحر درويش لديه حكم من المحكمة بأنه نقيب الموسيقين ، بينما مصطفى كامل يقول أنه النقيب الشرعي بالانتخابات ، وفى رأيى بما أنهم لجأوا للقضاء كان عليهم إحترام حكم المحكمة وأن يكون إيمان هو النقيب الفعلى ولكن هذا لم يحدث ، وبدأت الخلافات والاضطرابات داخل النقابة .
ما سبب رفضك للترشح لانتخابات النقابة عدة مرات ؟
فى الحقيقة أصدقائى الموسيقين يطلبون منى الترشح منذ ثلاث دورات سابقة ولكنى كنت أرفض ، لأننى أرى أن العمل النقابى هو عمل خدمى لأن فكرة النقابة فى البداية جاءت من أجل خدمة الصغار وليس الكبار ، ولكن مايحدث الأن هو عكس ذلك فمن يدخل يريد المنصب والسلطة فما يحدث فى الإنتخابات السياسية يحدث داخل إنتخابات النقابة ، كما أن أغلب الأعضاء غير دارسين للموسيقى ، لذا قررنا كمتخصصين عدم الترشح.
ولماذا قررت الترشح هذه الدورة ؟
لقد قمنا بإنشاء جمعية المصريين لخريجي المعاهد والكليات الموسيقية ، وأصبح بها 3000 عضو في ستة أشهر فقط ، والجمعية هي من قررت خوض الانتخابات بنقيب و ستة أعضاء لأن النقابة بلا نقيب منذ ثلاث سنوات .
لذا طٌلب منى الترشح هذه الدورة كنقيباً للموسيقيين ، ولكنني طلبت تفويضاً منهم بالترشح، بمعنى أنني إذا ترشحت فسأكون نقيباً بالتزكية، لا يخوض أحد الانتخابات أمامي وهذا ما يحدث بالفعل.
ماذا عن أعمالك فى الفترة القادمة ؟
إنتهيت من تلحين تتر مسلسل "الوسواس" وهو من كلمات الشاعر الراحل "عبدالرحمن الأبنودى" وألحانى وتوزيعى ، وغناء "على الحجار" ، وأعتقد أن موسيقى المسلسل ستكون نقلة هامة فى تاريخ الموسيقى التصويرية .
كما أننى أحضر لأوبريت "30 يونيو" وهذا بمناسبة الإحتفال بذكرى 30 يونيو ، وهى من كلمات "وائل الهلال" وألحانى ومن غناء الكورال ومن كلماتها " 30 يونيو أم الدنيا قامت رجت كل الدنيا ، إفتح صفحة بكرة وسطر ، إكتب مصرى قدرت وهقدر".
وإنتهيت أيضاً من أوبريت "عمان الريادة" وهو من كلمات "حمود العسيرى" وألحان "السيد خالد بن حمد" وتوزيعى وتنفيذى ، ومن غناء الكورال ، وهو بمناسبة عودة السلطان قابوس ، وتم عرضه فى بداية الشهر.