قال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إن "كلٍ من داعش والإخوان يرى في الآخر حليفًا ونصيرًا قويًّا له، قوته من قوته وضعفه من ضعفه، فهما يلتقيان في هدف واحد هو العمل على إنهاك الأنظمة القائمة وإسقاطها، وتفكيك الدول العربية وتمزيق كيانها، فكلاهما لا يؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، إنما هو السعي إلى الخلافة المزعومة التي يطلبها كل من الطرفين لنفسه، ولو انتهى أي صراع –لا قدر الله– لصالحهم، فسيقتل بعضهم بعضًا ويحرق بعضهم بعضًا، بل إن القوى التي تستخدمهم الآن لتحقيق مصالحها هي من سيضرب بعضهم ببعض على نحو ما حدث في أفغانستان والصومال وغيرهما من الدول التي تناحرت فيها فصائل المتاجرة بالدين بما فيها فصائل ما كان يعرف بالمقاومة، لأن الحس الوطني وإعلاء قيمة الدولة الوطنية لم يكن حاضرًا وواضحًا وأصيلاً لدى أي من هذه الجماعات والتنظيمات". وأضاف وزير الأوقاف قائلًا: "أكاد أجزم أن مصير داعش والإخوان مرتبط غاية الارتباط، فسقوط تنظيم داعش يعني سقوط الإخوان سقوطًا لن تقوم لهم قائمة بعده، باعتباره الحليف الأبرز والأقوى لهم"، متابعًا: "كما أن سقوط الإخوان سيعجل بسقوط داعش باعتبار أن جماعة الإخوان تعمل على تشتيت الجهود الأمنية في الداخل وتستهدف الجيش الوطني والشرطة الوطنية لتشغله بذلك عن المواجهة مع داعش والقاعدة أو تضعف على أقل تقدير من عزيمته في المواجهة، بحيث تكون الجيوش الوطنية مشتتة ما بين مواجهة صريحة مع داعش والقاعدة وأعداء بيت المقدس من جهة، ومع الإخوان الذين يتهددون المجتمع وبناه التحتية وخيراته ومقوماته الاقتصادية من جهة أخرى". وأشار إلى أنه يجب على جميع الوطنيين الشرفاء ألا يكتفوا بمجرد رفض العنف، بل علينا جميعًا أن نصطفَّ اصطفافًا وطنيًّا وعربيًّا وإنسانيًّا لمواجهة كل ألوان الإرهاب، وإذا كان مصير الجماعات الإرهابية مرتبطًا، وتحالف أهل الشر واضحًا، فالأولى بقوى الخير والعدل والرحمة والإنسانية أن تقف صفًّا واحدًا موحدًا، ففي كل دولة وطنية يجب أن يقف أبناؤها في خندق واحد هو خندق المواجهة والدفاع عنها وكشف الإرهابيين والمجرمين ومحاصرتهم فكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وقضائيًّا حتى نقتلع هذا الإرهاب الأسود من جذوره، موجهًا حديثه للأمة العربية، بقوله: "يجب أن ندرك أن الخطر يتهددنا جميعًا وبلا استثناء، فقوة أي دولة عربية من قوة أمتها، وقوة الأمة العربية من تماسك جميع دولها".