محاضر فى التأهيل للزواج : السوشيل ميديا "الفيس بوك" أدوات شيطانية للخيانة وتدمير العلاقات الزوجية الرجال وكبار السن، الأكثر إقبالاً وشبح العنوسة وراء إرتفاع نسبة الطلاق
أعتدنا جميعاً على رؤية مشهد الطلبة سواء فى المدارس أو الجامعات لتلقى دروس العلم ولم نفكر يوماً أن نرى نفس المشهد ولكن لطلبة مختلفة أعمارهم وجنسهم أيضاً ومستواهم التعليمى والثقافى جميعهم جاءوا لهدف واحد وهو التأهيل للزواج، أو بمعنى أدق التدريب على كيفية إختيار نصفك الأخر و التعامل مع الحياة الزوجية و مشكلاتها .
فمن المآلوف تلقى كورسات لتقوية لغة ما لديك أو تنمية مهاراتك فى التعامل مع التكنولوجيا الحديثة و لكننا لم نآلف "كورسات الزواج"، رغم أنها أهم ما نحن بحاجة إليه وخاصة مع إرتفاع نسبة الطلاق بشكل مخيف.
وفي لقاء مع "مايسة كمال" إحدى المحاضرات فى "محو الأمية الزوجية "، التى عملت لسنوات عديدة فى هذا المجال للنتعرف على "كورسات الزواج " وما الذى تعنيه محو الأمية الزوجية ؟.
على الرغم من صغر سنها إلا أنها عملت لسنوات كثيرة فى هذا المجال جعلتها قادرة على إعطاء محاضرات لتأهيل من هم أكبر سناً للزواج وكيفية مواجهة صعوبات الحياة وتذليلها أمام الزوجين لضمان حياة أسرية سعيدة، وربما ساعدها التقارب فى السن على فهم عقلية الشباب وما يحتاجونه و التواصل معهم بشكل أفضل.
بدأت مايسة حديثها قائلة :" فكرة كورسات تأهيل الزواج جديدة على المجتمع وربما تكون غريبة بالنسبة للبعض و خاصة الرجال الذين لا يتقبلون فكرة تلقى نصائح بهذا الشأن مؤكدة أن الفكرالمترسخ لدى البعض بمعرفة كل شىء فى الحياة سبب عزوف البعض عن المشاركة فيها وهو ما يتم إكتشافه بعد الزواج وعجز الأزواج عن مواجهة العديد من المشاكل التى يقابلونها فى حياتهم؛ لأنهم لم يتدربوا جيداً على كيفية التعامل معها وهذا ما تقوم به كورسات التأهيل للزواج .
وأكدت مايسة على أن السنوات الأخيرة زاد ت فيها نسبة الإقبال على الكورسات الخاصة بالتأهيل للزواج بقولها بعد أن كان حضور هذه الكورسات يقتصر فقط على الفتيات أصبح الشباب مقبل عليها بشكل كبير.
وأوضحت يركز الكورس على كيفية الإختيار الصحيح لشريك الحياه حتى لا نقع فى نفس أخطاء الأخرين و التى تنتهى بالطلاق بسبب سوء الإختيار، مشيرة إلى أن الكورس ينقسم إلى قسمين إحدهما يناقش أسس الإختيار السليم لشريك الحياة وهذا القسم يقبل عليه أكثر الفتيات والشباب صغار السن.
أما القسم الأخر يناقش المشاكل الزوجية وكيفية التعامل معها وهذا يقبل عليه المتزوجون وخاصة كبار السن.
وأرجعت مايسة السبب وراء إرتفاع نسبة الطلاق إلى العبء الكبير الذى أصبح واقعاً على السيدات والمسئولية الكبيرة على عاتقهن مما يدفعهن للتمرد وطلب الطلاق لأن الرجل لا يقوم بدوره وبالتالى لا تشعر بوجوده وقد يكون السبب هو الإختيار الخاطىء من الطرفين.
وأوضحت مايسة أن محاكاة الفتاة أو الشاب لنفس تصرفات أبائهم وأمهاتهم فيما يخص العلاقة الزوجية السبب الرئيسى فى فشل العديد من العلاقات لأنهم يتعاملون بناءاً على ما تعلموه من الوالدين دون وجود إدراك حقيقى لكيفية التعامل بشكل كبير لأنهم لم يكتسبوا هذا الإدراك سوى بالمحاكاه من الأهل تكون النتيجة هى إساءة التصرف فى المواقف المختلفة.
وأردفت مايسة خوف الفتيات من شبح العنوسة يدفعهن إلى الإرتباط بأى شخص أياً كان وبالتالى يكون الإنفصال و الطلاق النتيجة الطبيعية لذلك وشددت مايسة على ضرورة أن يكون كل إنسان البطل و المتحكم فى حياته وأن يحدد ماذا يريد لأنه سيكون فى النهاية المسئول الأول و الأخير عن قرارته.
ولفتت مايسة أن الجزء الخاص بإختيار شريك الحياه فى الكورس يتم من خلاله توجيه الأعضاء المشاركين فى الكورس من خلال وضع عدة نقاط أساسية تساعدهم فى الإختيار السليم لشريك الحياة بالإضافة إلى تحديد عدة صفات أساسية خاصة بكل مشارك فى الكورس و التى بالطبع تختلف من شخص لأخر.
ونوهت مايسة لإختلاف أسس إختيار شريك الحياة فى الماضى عن الوقت الحالى حيث كان يتم الإختيار فى الماضى بناءا على التربية و الأصل وهذا تغير كثيراً فى الوقت الحالى حيث أن معظم الشباب يجرفهم الحب والمظاهر وبالتالى تبوء هذه العلاقات بالفشل.
وبسؤال عن أيهما أنجح الزواج عن حب أم زواج الصالونات ؟، قالت مايسة أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الحب فلا يوجد ما يسمى بالحب من أول نظره وهذا ما يتم توضيحه فى كورسات الزواج من خلال التركيز على دراسة الشخصية و أنواعها وكيفية التعامل خلال المقابلة الأولى.
وتابعت أن كل شخص يحكم على فشل أو نجاح الزواج عن حب أو صالونات من خلال وجهة نظره هو فقط والفكرة الأساسية التى لا يجب التنازل عنها فى أى إرتباط هى الإحترام ووجودك مع شخص يقدر مشاعرك أياً كانت الوسيلة لأن البعض يغفل الكثير من الأمور بسبب مفاهيمه الخاطئه عن الحب.
وفيما يخص بالعنف الموجه ضد السيدات وكيفية التعامل معه قالت مايسه أن البداية هى التخلص من فكرة إضطهاد المرأة وعدم ترك هذه الفكرة لتؤثر على حياتها وهو ما يتطرق إليه الكورس ويطرح كيفية مواجهته وفى حالة فشل كافة الطرق يكون الإنفصال هو نهاية المطاف و الحل الوحيد لهذه المشكلة.
السوشيل ميديا و العلاقات الفيسبوكية دمرت كثير من العلاقات الزوجية هكذا أرجعت محاضر العلاقات الزوجية السبب وراء فشل العديد من العلاقات الزوجية ونصحت مايسة الطرف الأخر الذى يشعر بوجود علاقة فى حياة شريك حياته بأن يوجه ذلك بهدوء وحكمة و يعمل على إصلاح المشكلة بدلاً مت تضخيمها.
وبسؤال عن سبب إنتشار ظاهرة الخيانة الزوجية ؟، قالت مايسة أن الخيانة طبع أكثر مما هى صفة فالخائن يلجأ لذلك لطبع راسخ فيه وليس لأسباب معينة مؤكده فى الوقت نفسه أن سهولة التعارف من خلال وسائل الإتصال الحديثة " الفيس بوك " و السوشيال ميديا مؤكدة على ضرورة التعامل الصحيح والحكيم من قبل المرأة فى هذه الحالة وألا تسمح للشكوك بتدمير بيتها وأن تتصرف بذكاء من خلال عدم تذكيره كثيراً بهذه العلاقات و ألا تعطيها حيزاً كبيراً من الإهتمام و العمل على الإصلاح من نفسها وفهم متطلبات زوجها بشكل جيد.
وشددت مايسة على ضرورة ألا يكون عمل المرأة سبباً فى إهمالها لزوجها و بيتها و أن تكون الأولوية دائما ً للحياة الأسرية حتى تبنى حياة زوجية سعيدة.
وفى نهاية حديثها قدمت مايسة نصيحة للشباب تساعدهم على الإختيار السليم لشريك الحياة من بينها التناسب و أن يكون الإنسان على وعى جيد بما يريده فى االشريك شكلاً وموضوعاً، بالإضافة إلى الفهم الصحيح لمفهوم الزواج و التيقن من أن الطيبون للطيبات.