قال الروائى الكبير جمال الغيطانى، إن القاهرة تتمتع بالمناخ ثقافى كبير، وعلمت نفسى بنفسى، وعرفت شكل الحروف قبل دخولى المدرسة، من قراءة والدى للصحف، وكنت أقرا ما أعثر عليه من الكتب العربية والمترجمة والتراث، وأن أعظم حركة نشر للتراث تمت فى عصر محمد على باشا، واتمنى أن تتحول مصر لمكتبات، فمصر بلد ولادة للكتاب ولكن المشكلة الآن أن الحركة النقدية ضعيفة، وتعتمد الرواية أو أى عمل أدبى على حجم المبيعات، حيث أن الأكثر مبيعاً هو قمة الإبداع، فالمقايس دخلت على بعضها. وأوضح الغيطانى، خلال الصالون الثقافى، بدار الأوبرا المصرية، أنه عندما كان يقرأ رواية "الفرسان الثلاثة" ومات بطلها ظل يبكى ثلاث ليال، من شدة اندماجه بالأحداث.
وأشار الغيطانى إلى أن أول كتاب يصدر له، كان مع صديق عمره يوسف القعيد، على نفقاتهم الخاصة، فتحمل كل واحد منهم 30 جنيها، بالإضافة إلى اقتراضهم من أحد الأشخاص 40 جنيها ليكون ثمن أول كتاب لهم مائة جنيه.
ولفت إلى أن الكاتب هو من يكتب ما لم يتم كتابته من قبل، فإذا لم يأت بجديد فلا يكون مبدعاً، وأنه عندما أراد أن يكتب القصة القصيرة ذهب وأشترى كتاب حول "فن كتابة القصة القصيرة"، قائلاً: "كان أول كتاب أشتريته جديد وغير مستعمل، وأنصح من يبدأ الكتابة بالقصة لا يقرأ أى كتاب عن فن الكتابة، لأنه يقيدك بمعايير ثابتة، وعندما بدأت بالكتابة كنت أريد أن تكون لملامح كتابتى شىء مختص، مثل من يرى عمارة ونقول أنها فن معمارى قديم، وعندما نرى مسجد نقول إسلامى، وعلى الكنسية قبطى، فأنا أريد من يقرأ كتابتى يقول كتابة غيطانية".
وحول مقابلته لصفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، قال "الغيطانى" إن صفوت الشريف قال لى "شوفت الديمقراطية، أنا وفقت على عمل رواية "الزينى بركات" رغم الإسقاط بها" فرديت عليه وقولت "ليس بها إسقاط.. ولكنها صريحة للغاية".
وأكد الغيطانى، أن مصر حاضنه للديانات فيوجد بها 16 معبد، فلا يوجد حارة مغلقة على طائفة معينه، عكس الواقع فى العراق حيث تجد شارع للشيعة وأخر للسنة، وأنزعج من النبرة الحادة تجاه الشيعة لأنهم مسلمين، ولكن مصر يوجد بها حالة ثقافية خاصة، فهى تهضم الأجنبى، فالثقافة المصرية هى من حامتها، والكارثة أن الإعلام لا يوضحها ولا التعليم وهذه الكارثة الكبرى.
وأوضح الغيطانى أنه أيام الحرب توقف عن كتابة الروايات وقام بتوظيف موهبته للكتابة عن الجيش، قائلا: كنت شاهد على الأحداث ومن قلب حرب الاستنزاف، وما شاهدته لا يحكى عنه، رأيت ناس تسابق الموت.
كما وصف الكاتب الكبير جمال الغيطانى سعد زعلول بأعظم زعماء مصر على الإطلاق، والسلطان حسن هو الهرم الإسلامى لمصر، ونجيب محفوظ مهندس الرواية العربية، جواهرجى الكتابة يحيى حقى، والأزهر الشريف قلب القاهرة، فهو ليس مجرد مسجد، ولكنه جامعة شاملة.
وقال الغيطانى، إن جمال عبد الناصر كان أخلاقى، ونظيف اليد، وينحاز للأغلبية، وصليت خلفه فى الحسين والأزهر، وكان لا يتصور وهو يصلى، وعندما مات كان لم يمتلك بيتاً.