بينما نفت وكالات حكومية أمريكية بشدة التقارير الصادرة أخيراً، والمشيرة إلى وجود معسكرات تابعة لداعش على الحدود الأمريكية – المكسيكية، إلا أن مسؤولين أعلنوا عن مخاوفهم من أن التنظيم الإرهابي قد يكون على صلة بعصابات المخدرات الكبرى في المكسيك، الأمر الذي سيسمح بدخول عناصره إلى الولاياتالمتحدة، ما قد ينجم عنه هجمات إرهابية، بحسب ما أفاد موقع "وورلد نيتورك دايلي" الأمريكي. وكان تقرير صدر في 14 أبريل الجاري، عن منظمة "جوديشل ووتش" الأمريكية، ذكر أن داعش أقام معسكراً له في منطقة "أنابرا" غرب سيوداد خواريس، في ولاية تشيهواهوا المكسيكية، لافتاً إلى سعيه لشن هجمات على نيومكسيكو، بحسب "24" الإماراتي. قصة رعب وفي هذا السياق، قال الديموقراطي، بيتو أوروركي، إنه تواصل مع الحكومتين المكسيكيةوالأمريكية، واللتين أكدتا عدم توفر معلومات استخبارية بعد تدعم هذه المزاعم، لافتاً إلى أن "قصصاً مثل هذه تسيء لسمعة البلاد على الحدود"، معبراً عن استيائه من بثها لإثارة الرعب. ومن جانبه، نفى المسؤول بإحدى وكالات الأمن العام الأمريكية، روبرت بوديش، التقارير أيضاً. مخاوف سابقة وسيارات مفخخة ويلفت "وورلد نيتورك دايلي" إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها تقارير مماثلة، حيث انتشرت أخبار في أغسطس الماضي مفادها أن "عناصر تابعين لداعش يعملون على حدود مدينة سيوداد خواريس المكسيكية، سعياً لتنفيذ هجمات على الولاياتالمتحدة، باستخدام سيارات مفخخة". وفي أكتوبر الماضي، صرّح مسؤولان أمريكيان بأن بعض الإرهابيين اخترقوا الحدود الأمريكيةالمكسيكية، وتم القبض على عشرة منهم. استراتيجية واحدة ولطالما حذر مسؤولون أمريكيون من تعاون بين موالين لداعش وعصابات المخدرات المكسيكية، من ذلك تصريح السيناتور توم كوتون، أكتوبر الماضي، بأن "جماعات مثل داعش تتعاون مع عصابات المخدرات المكسيكية، التي أظهرت بوضوح سعيها للتوسع خارج نطاق المخدرات والعمل في الاتجار بالبشر، أو حتى الإرهاب". وفي أغسطس الماضي، أعلن النائب الديموقراطي، توم بو، عضو اللجنة القضائية في مجلس النواب، عن اعتقاده بوجود رابط بين مهربي المخدرات المكسيكيين وداعش، مشيراً إلى أن "عصابات المخدرات تستخدم نفس طريقة العمل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية، حيث يقتلون أعداءهم، ويقطعون رؤوسهم، ويتفاخرون بالأمر، كما أن لديهم سيطرة على أجزاء كبيرة من الحدود الجنوبية الأمريكية لا تملكها حكومتا الولاياتالمتحدة ولا المكسيك". واعتبر النائب أوروركي أنه، في غياب فهم ما يجري على الحدود بين البلدين، ستستمر المخاوف، حيث كانت في السابق من إيران والقاعدة، واليوم هي من داعش. تكتيك متطور وأشار الموقع إلى أنه في حال صحة وجود صلات بين الجانبين، ستكون العواقب كارثية، إذ أن عصابات المخدرات المكسيكية تتميز بطرق تهريب متطورة، كما أنها تعتمد على تكتيكات حرب العصابات، على غرار تلك المستخدمة بالفعل في الهجمات الإرهابية، كما يمكن أن يسبب التحالف بين عصابات المخدرات المكسيكية وداعش الهرج في مدن الولاياتالمتحدة. يذكر أنه جرى القبض على 976 مشتبهاً في انتمائهم لعصابات بداية أبريل الجاري في أمريكا، وكان 199 منهم ينتمون لجنسيات أخرى.