أكد الشاعر والأديب عبد الرحمن الابنودي، مساء الخميس، أن الجيش المصري كان في مأزق مع النظام الحاكم فيما يخص مشروع التوريث، حيث أن جمال مبارك كان ينوى تولي مقاليد الحكم في مصر. ولذا فكر الجيش في القيام بأي عمل لمنع هذا الأمر، إلي أن قامت الثورة المصرية وحلت له هذه المشكلة، ولذا نزلوا وحرصوا الثورة التي قامت دون اتفاق مع الجيش أو مع الثوار أنفسهم.
وقال أن قصيدته الجديدة لا تشعل الفتنة بين الشعب والجيش الذي يكن له كل التقدير والاحترام، ولكن القصيدة تهدف إلي حث الجيش بالالتزام بالوقوف مع صفوف الجماهير، ولا أريد الفرقة بين الشعب وقوته المسلحة، ولابد أن يكون الجيش والشعب يد واحدة.
وبالحديث عن وزارة الدكتور عصام شرف أكد أنها تكونت في عجالة ولم تمتلك اليد المطلقة في تنفيذ مطالب الثورة المصرية، ولذا فنحن بحاجة إلي حكومة ثورية تحقق مطالب الثورة.
وعن الشهداء، أوضح الابنودي انه لم يتم معاملة اسر الشهداء معاملة حسنه حيث انه لقوا المزيد من الضرب التجريح من البلطجية.
وقال أن الإحساس العام يقول أن الثورة المصرية سرقت وهذا إحساس عام يسأل عنه الجيش، وقال أننا كمصريين دائما متهاونين في دماء الشهداء، وهذا ما يؤكده التاريخ، فهل احد طالب بدماء شهداء 1956؟!.
وتابع قائلا: " الدنيا كلها تعرف من الذي قتل شهداء الثورة، فلماذا يتم الصدام بين القضاء وأهالي الشهداء فيما يخص معاقبة قتلة الثوار؟!.
وقال إن المجلس العسكري عليه تقبل الانتقاد طالما يمارس العمل السياسي العام حاليا، كما ابدي اعتراضه علي شعار الجيش الذي يقول "انه يدير ولا يحكم البلاد".
وأضاف أن ما نراه في هذه الأيام مخيف مع سعي القتلة بواسطة السلفيين إلي دفع الدية إلي أهالي الشهداء مع التهديد والوعيد وهذا ما يحول الشهيد إلي قتيل، مما يسلب من الشعب فكرة الشهادة من اجل الوطن.
وشدد علي ضرورة تحقيق الانضباط في الشارع المصري حتى لا يشعر المواطنين بان الثورة سرقها البلطجية الذين يهددون حياتهم في الطرقات العامة، وقال ان السلفيين كانوا لا ينوون الخروج عن الحاكم ولكن بعد نجاح الثورة أصبحوا طامعين في السلطة.
وذكر الابنودي في حديث لبرنامج "الحقيقة" الذي تبثه فضائية "دريم 1" ان الكثير من القوى تقف ضد الثورة، وآخرين يرون أن وظيفة الثورة انتهت بعد تنحي مبارك.
ميدان التحرير وعن حياة المحبوسين في «سجن طرة»، اكد الابنودي انهم يعيشون في عيشة هنية حيث أنهم ينامون علي "السراير" ويلقون الرعاية الجيدة، وتذكر الايام التي عاشها في السجن حيث قال انه كان ينام علي الاسفلت في الشتاء ويرتدي ملابس قديمه موروثة عن المساجين السابقين.
واوضح انه لا يعادي التيار الإسلامي ولكنه يلومه علي ترك شباب الثورة بعد ان بدأت الثورة تفوح عن بودار النجاح، وتم التفريق بين فصائل الشعب وبقينا نتشاجر من اجل السلطة.
وبالحديث عن جماعة الإخوان المسلمين أوضح أنها أصبحت قوة مجزئه فشبابها يعارض قوانينها ولا يتقيد بقيودها، كما انتقد الائتلافات التي تعبر عن الثورة المصرية وقال انه تساعد علي تفتيت الثورة، ويكفي إنشاء 3 أو 4 ائتلافات.
ولم ينكر الابنودي الدور البطولي للإخوان المسلمين، حيث اعترف بدورهم البطولي الذي قاموا به في «موقعة الجمل» فهم قاموا بحماية الثوار ودافعوا عن الثورة.
وعن موقفة من الدستور،ايد إنشاء «الدستور» الجديد للبلاد أولا حتى لا يتمكن الحزب الوطني من معاودة الحياة السياسية مرة أخرى،او يسيطر الإخوان علي الحياة السياسية.
فبدون الدستور لا نعرف لماذا نذهب إلي الانتخابات، وما هو مستقبل مصر، مضيفا انه عندما ذهب إلي التصويت علي استفتاء «التعديلات الدستورية» وجد أن التيار الديني حشد أرائه تجاه «نعم للتعديلات الدستورية».
واختتم حديثه قائلاً: ” أن وضع الدستور الجديد يحملنا إلي شاطئ الأمان، وسوف نحترم السلطة المنتخبة وفقا لهذا الدستور".