زهران: تميم جاء ليعطى الأمل للإخوان بأنهم "عائدون " سويلم : تميم سيبلغ أمريكا الرسائل التى نريد توصيلها زيادة : أوباما ضغط شخصيا لإجبار تميم على مصالحة مصر
ساعات قليلة تفصلنا عن إنعقاد القمة العربية فى مدينة شرم الشيخ ،وهى القمة الأولى التى يقودها المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية. وفى ظل حالات التوتر التى تعيشها الأمة العربية يصبح من الضرورى أن تنعقد القمة تحت عنوان "الأمن القومى العربى"؛ لتناقش ملفات شديدة الخطورة فى مقدمتها مواجهة خطر الإرهاب المزدوج، بوجهيه الشيعى الحوثى فى اليمن ، أو الداعشى الإخوانى فى سوريا والعراق وليبيا ومصر. وفى السياق ذاته جاء الإعلان عن حضور الأمير تميم بن حمد حاكم قطر إلى مصر ، فى هذا التوقيت ليحمل الكثير من علامات الإستفهام ، حول حقيقة إتمام المصالحة بين القاهرةوالدوحة، خاصة بعد طعن هيئة قضايا الدولة على الحكم القضائى الصادر بوقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر. فى البداية قال الدكتور جمال زهران، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن تلك الزيارة ليست رسمية لأنها لا تتعلق بمصر ، وليست للعاصمة ،وإنما تميم يأتى على أرض مصرية للمشاركة فى قمة عربية لها أجندتها المتصلة بالشأن العربى ككل ،لمناقشة عدة قضايا مثارة أهمها الأزمات اليمينة والسورية والليبية ،وقوة الدفاع العربى المشترك. وأضاف زهران إن حاكم قطر يأتى ليرسل عدة رسائل من خلال الزوبعة الإعلامية المثارة حوله ، أبرزها لجماعة الإخوان بأن هناك جهود قطرية لمصالحتهم على الدولة المصرية، وبأن الإخوان عائدون للساحة السياسية ،وهو ما يتلاقى مع التعليمات الأمريكية والرغبة السعودية. ولفت النائب البرلمانى السابق إلى أن مصر لا تستطيع أن ترفض إستقباله لأنه عضو فى جامعة الدول العربية ، والسيسى سيستقبله بكرمه المعهود ليتم الترويج لهذه الصورة إعلاميا على أنها تحقيق للمصالحة ،وربطها بطعن هيئة قضايا الدولة على الحكم الصادر بوقف قناة الجزيرة مباشر مصر. وفى سياق متصل قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والإستراتيجى إذا لم تشترك قطر أوغيرها فى التحالف العربى لمواجهة تحرشات إيران ،وإرهاب داعش فإن هذا يعد خروجا على الإجماع ،ويضع تلك الدولة وحدها فى مواجهة الخطر القادم. وشدد سويلم على أن المصالحة مع قطر مرتبطة بأمريكا ،لأن الدوحة أداة فى يدها ،والقمة العربية ليس مطلوبا منها أن تصنع معجزات ، ولن تؤدى إلا لتحالف عسكرى محدود بين مصر والأردن ودول الخليج ،لمواجهة خطر العنف والتقسيم ،فى ظل التغول الإيرانى فى المنطقة. وإستطرد قائلا أمريكا الأن متوافقة مع إيران ، وبالتالى الدوحة لن تجرؤ على معاداة طهران ، ومن هنا سنرسل لهم الرسائل التى نريد إبلاغها عن طريق تميم نفسه. وعن أمريكا قالت الناشطة داليا زيادة رئيس المركز المصرى لدراسات الديموقراطية الحرة ، إنها عادت لتوها من واشنطن ،ومن هناك علمت أن أوباما شخصيا يضغط على الأمير تميم لكى يصلح العلاقات مع مصر ،ويشارك الدول العربية أيضا فى محاربة الإرهاب . وأضافت زيادة أن العلاقات لن تنصلح بأمر أوباما ولا بحضور تميم ، وما يحدث فى مصر حاليا هو رفض شعبى لممارسات نظام ال ثان، الداعم لجماعة الإخوان الإرهابية ،والتى ثبت تامرها على إستقرار مصر وأمنها ، ولن تتحقق المصالحة إلا بتوقف الدوحة عن تلك الممارسات.