فاجعة شديدة تعرض لها محبى وعشاق الكرة الإنجليزية حول العالم، بعدما ودع فريق مانشستر سيتى الإنجليزى بطولة دورى أبطال أوروبا، عقب تكرار هزيمته أمام العملاق الإسبانى برشلونة بهدف نظيف فى لقاء الإياب الذى أقيم بينهما مساء أمس الثلاثاء على ملعب "كامب نو"، فى إياب دور ال 16 ليودع السيتيزنز البطولة ويفشل فى بلوغ ربع النهائى. وأسفر دور الثمانية عن تأهل ثلاث فرق من إسبانيا وهم ريال مدريدوبرشلونة وأتليتيكو مدريد، وفريقين من فرنسا وهما باريس سان جيرمان وموناكو، وفريقا ألمانيا وهو بايرن ميوينخ وفريقا إيطاليا وهو يوفنتوس وأخيرا فريقا من البرتغال وهو بورتو، ليخلو ربع نهائى دورى الأبطال من أى فريق إنجليزى فى تكرار لما حدث الموسم قبل الماضى 2012 - 2013. لذلك لم تكمن الصدمة التى تعرض لها عشاق الكرة الإنجليزية فى خروج السيتى من البطولة فقط، ولكن صدمتهم كان سببها أن خروج الفريق السماوى كتب مشهد النهاية للأندية الإنجليزية كافة فى مشوار دورى الأبطال الأوروبى لهذا الموسم، بعد توالى خروج مخترعى كرة القدم من البطولة، وكذلك خروج ناد إنجليزى آخر وهو توتنهام من بطولة الدورى الأوروبى، ليصبح الدورى الأقوى على مستوى العالم ليس له ممثلا فى كبرى البطولات الأوروبية. البداية كانت مع توتنهام الذى ودع بطولة الدورى الأوروبى على يد فيورنتينا الإيطالى الذى قاده النجم المصرى محمد صلاح لإقصاء السبيرز من دور ال 32 بعد أن تعادل الفريقان فى إنجلترا بهدف لكل منهما، قبل أن يفوز الفيولا بهدفين نظيفين فى إيطاليا وقع صلاح على أحدهما بطريقة رائعة، ليقصى توتنهام من البطولة. المفاجأة الأكبر كانت فى خروج تشيلسى من دور ال 16 بدورى الأبطال، على يد باريس سان جيرمان رغم عدم هزيمته فى لقائى الذهاب والإياب إلا أن تعادله ذهابا فى فرنسا بهدف لكل فريق وتعادله فى لندن بهدفين لكل فريق فى لقاء الإياب، منح الأفضلية للفريق الفرنسى، الذى لب اللقاء الثانى مفتقدا جهود أبرز نجومه السويدى زلاتان إبراهيموفيتش بعد تعرضه للطرد بعد أول نصف ساعة، ليقدم بعدها الباريسيين عرضا رائعا، ويحرجوا البلوز أمام كل متابعيه فى العالم ويخطفوا بطاقة التأهل لربع النهائى فى عقر دار الإنجليز. وكانت الفاجعة الثالثة بخروج آرسنال على يد فريق فرنسى آخر وهو موناكو، الذى انهى مواجهة دور ال 16 لصالحه منذ لقاء الذهاب الذى أقيم فى لندن حيث تفوق على المدفعجية على أرضهم ووسط جمهورهم بثلاثة اهداف لهدف، فى مفاجأة لم يتوقعها أشد المتشائمين للجانرز، ولكن المثير أن الفريق الإنجليزى أحرز هدفين فى لقاء الإياب وكان على بعد خطوات قليلة من تسجيل هدف ثالث ومن ثم التأهل لربع النهائى، إلا أن صلابة مدافعى موناكو وأستبسالهم فى الدقائق الأخيرة من أجل الصعود لربع النهائى للمرة الثالثة فى تاريخهم حالت دون تأهل آرسنال وساهمت فى إقصائه من البطولة وعدم لعبه مع الثمانية الكبار. واختتم مانشستر سيتى صدمة الكرة الإنجليزية بعدما ودع البطولة مساء أمس من دور ال 16 أيضا بعد هزيمته ذهابا وإيابا أمام برشلونة الإسبانى، الذى فاز فى اللقاء الأول بهدفين لهدف، وأنهى المقابلة الثانية بهدف نظيف بعد أن قدم أداءاً رائعا وبالأخص فى لقاء الأمس الذى ظهر فيه لاعبى السيتى مستسلمين للغاية للهزيمة باستثناء الحارس جو هارت الذى تصدى لما يقرب من 10 فرص محققة من أقدام لاعبى البلوجرانا، لينهى الفريق السماوى أمل الكرة الإنجليزية فى المنافسة على لقب دورى الأبطال لهذا الموسم. ولم يتبق للإنجليز سوى فريق إيفرتون الذى ما زال ينافس فى بطولة الدورى الأوروبى، حيث وضع قدما فى دور الثمانية بعد تغلبه فى لقاء الذهاب بدور ال 16 على دينامو كييف الأوكرانى بهدفين لهدف، فى إنتظار لقاء العودة الذى سيقام اليوم بأوكرانيا. السؤال الذى يطرح نفسه بشدة فى الوقت الحالى أين ذهبت هيبة الكرة الإنجليزية؟، وكيف تكون بطولة الدورى الأقوى على مستوى العالم ليس لها من يمثلها فى كبرى البطولات الأوروبية، فى الوقت الذى ظهرت فيه قوى جديدة مثل الكرة الفرنسية التى يمثلها ناديين فى ربع نهائى دورى الأبطال بعد السيطرة التى كانت تفرضها أندية إنجلترا على هذه المرحلة، حيث شهد ربع نهائى موسم 2010 - 2011 تواجد ثلاث فرق إنجليزية، كما أن مانشستر يونايتد تأهل وقتها للمباراة النهائية قبل أن يخسرها أمام برشلونة. وما زاد من صعوبة الأمر هو أن آخر مرة توج فيها أحد الفرق الإنجليزية بدورى الأبطال كانت فى موسم 2011 - 2012 عندما فاز بها تشيلسى على حساب بايرن ميونيخ، ومنذ ذلك الحين لم تتذوق أندية البريميرليج طعم البطولة. فهل يواصل صناع كرة القدم، وواهبيا للعالم أجمع ابتعادهم عن المراحل النهائية من البطولات الأوروبية، واكتفائهم بالمنافسة المحلية الأقوى على مستوى العالم. ولكن لو ألقينا نظرة على مستوى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى وعقدنا مقارنة بينها وبين الدورى الإنجليزى، فقد نجد الحل لهذا السؤال حيث أن البريميرليج تعد منافساته هى الأقوى والأكثر إجهادا للاعبين نظرا لأن كافة أندية البطولة العشرين تقدم مستويات قوية للغاية، وقد تجد فريقا من مؤخرة الجدول يحرج فريقا عملاقا وهو ما حدث بالفعل مع مانشستر سيتى منذ أيام عندما خسر أمام مضيفه بيرنلى بهدف نظيف، وتعادل تشيلسى المتصدر مع ويستهام بهدف لكل منهما ليعثر طريقه نحو التتويج باللقب. فيما يظهر العكس تماما فى بقية البطولات الأخرى والتى تنحصر المنافسة فيها على أندية المقدمة فقط وتظهر مباريات الكبار مع الأندية الصغيرة دون المستوى وهو ما تثبته النتائج الكبيرة التى تفوز بها تلك الأندية، كفوز بايرن ميوينخ على بعض منافسيه بستة أهداف وثمانية أهداف نظيفة، وكذلك فوز برشلونة على رايو فاليكانو بستة أهداف لهدف، وفوز ليون فى فرنسا فى أكثر من مباراة بخمسة أهداف أمام منافسين ضعفاء، هذا فضل عن ابتعاد يوفنتوس فى إيطاليا بصدارة الكالتشيو بفارق 14 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه روما، ووضمانه بشكل كبير التتويج بالأسكوديتو للمرة الرابعة على التوالى. فهل تستعيد الكرة الإنجليزية هيبتها من جديد ونجد أندية البريميرليج تعود للتتويج بدورى الأبطال أو الدورى الأوروبى من جديد؟.