"الأهالي" هم الداعمين لإنهاء الخصومات الثأرية من باب "إصلاح ذات البين" قادرين على اقتحام كافة البؤر الإجرامية بالمحافظة ولا يستعصى علينا مكان "التعامل الحَسَن" و "طيب المعاملة" مع المواطنين، هو شعارنا في المرحلة المقبلة "التوعية" واجب على المسؤولين التنفيذيين والمواطنين لاحتواء المشكلة قبل تفاقمها أكد اللواء عادل عبد العظيم أيوب، مدير أمن قنا، في حواره مع "الفجر"، بعد تقلده المنصب الجديد، أنه سيعمل على حل جميع مطالب المواطنين بقنا، خصوصا وأن "قنا" تعتبر بمثابة "بلده الثاني"، والتي عمل فيها أغلب فترات عمله، مشيرا إلى أنه سيعمل جاهدا على حل مشكلة الثأر ونزع السلاح، مطالبا الأهالي بالتعاون مع الجهات الأمنية لحفظ الأمن والأمان ببلادهم، والحفاظ عليها من الخارجين على القانون.. وجاء نص الحوار كالتالي: *حدثنا قليلا عن مسيرتك المهنية خلال السنوات الماضية ومدى ارتباطك بمحافظة قنا؟ في البداية، أوجه الشكر إلى وزير الداخلية، على تلك الثقة الغالية، وتعييني مديراً لأمن محافظة قنا، تلك المحافظة التي قضيت فيها أطول فترات عملي بها، فلقد عملت في العديد من المناصب، حيث شغلت منصب مأمور مركز شرطة دشنا، وعملت نائبا لمدير الأمن لقطاع الشمال، وبعدها حكمدارا للمديرية، ولذا تعتبر من أكثر المحافظات التي احبها، وأعلم جيدا طباع أهلها.
*خلال الفترة التي قضيتها بقنا.. ما تلك الرؤية التي كونتها حول المشكلات وما هي الحلول التي اتخذتها لحلها؟ بالنسبة للفترة التي عشتها بين أهالي محافظة قنا، كنت ارقب عن كثب المشكلات الموجودة بالمحافظة، والتي كانت على رأسها انتشار ظاهرة الثأر بين أغلب عائلتها، بالإضافة إلى انتشار السلاح بين المواطنين، وهذا ما يؤل إلى ارتفاع نسبة الخصومات الثأرية. وعن آلية العمل، إننا أعددنا خطة محكمة لشن الحملات الأمنية على المناطق والبؤر الإجرامية، والمتخصصة في السلاح، وبها عدد من المطلبين أمنيا، وفي اليومين السابقين ضبطنا العديد من الأسلحة النارية، وآلاف الطلقات الحية، وبالنسبة للخصومات الثأرية، فان لجنة المصالحات هي التي تتعاون مع الأهالي لمنع تيار الدم من السيلان، والعمل على كبح تلك العادات وإنهائها، والأهالي هم الداعمين الأساسين لإنهاء ذلك من منطلق "إصلاح ذات البين"، ولكننا لا نستطيع استباق الأحداث.
*شهدت محافظة قنا استشهاد العديد من الضباط وأمناء الشرطة أثناء مداهمتهم البؤر الإجرامية.. ما هي الخطة الموضوعة لتلافي تلك الحوادث؟ نحتسب هؤلاء جميعا عند الله من الشهداء، ولكننا نقوم بشن حملات أمنية مكبرة على تلك البؤر الإجرامية لضبط الخارجين على القانون، والتي تكون مجهزة ومدعومة بالشكل الكافي، وما يحدث من تلك الوقائع هو حادث عارض، وتلك إرادة الله الذي يكتب الشهادة لمثل هؤلاء من شهداء الواجب الوطني، خلال تبادل إطلاق النيران مع تلك العناصر الخطرة المطلوبة أمنيا. *هل تم وضع خطة بالتعاون مع عمد ومشايخ القرى بمراكز المحافظة لمناقشة الحالة الأمنية؟ بالفعل تم الاجتماع بعدد من مشايخ وعمد القرى، من أجل متابعة الاوضاع الأمنية ومعرفة المشكلات التي تواجههم، والعمل على تحديد مواعيد للاجتماع بهم بشكل دوري، ولكن نؤكد على هدوء الحالة بالقرى والنجوع المختلفة بالمحافظة، نظرا لتعاون الأهالي مع العمد والمشايخ من أجل انهاء الخلافات. *ما تعليقك على قرار تقليص فترات راحة الضباط إلى 10 أيام ؟ إن القرار الخاص بشأن تقليص الاجازات إلى 10 أيام فقط، هو قرار وزاري ولا شأن لمديرية الأمن فيه، وهو مطبق على جميع مديريات الأمن بمحافظات الجمهورية، وليس بأمكان مدير الأمن البت في ذلك الأمر. *هل هناك أماكن وبؤر إجرامية بالمحافظة بها مطلوبين أمنيا وخارجين على القانون يصعب اختراقها؟ نهائيًا، لا يوجد مكان بالمحافظة يستعصي على القوات الأمنية اختراقه الوصول إليه، فنحن قادرين على الاقتحام، وضبط هؤلاء الخارجين على القانون، في ظل قيام وزارة الداخلية بضخ كميات من الأسلحة، وتزويدنا بالمركبات المطلوبة، بهدف إعادة الأمن والأمان للشارع القنائي، وإشعار المواطنين بالراحة النفسية خلال سيرهم بالشوارع.
*شهدت محافظة قنا وجود القنابل الصوتية والهيكلية مما تسبب في وفاة مواطنين.. كيف ترى تلك الحادث؟ في الوقت الذي حدثت فيه تلك الوقائع لم أكن في منصب مدير الأمن بقنا، أو متواجدا بالمحافظة، ولكن "القانون" هو الرادع والسيف البتار، لكل من تسول له نفسه العبث وترويع الآمنين. ونتعهد بالعمل على استقرار أمن المحافظة، والذي يعد مسؤوليتي، بالإضافة إلى مسؤولية جميع المواطنين، من خلال الإرشاد عن الأعمال الإرهابية، والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار وترويع الآمنين. *ما هي التوصيات إلى توجهت بها إلى الضباط والأفراد خلال اجتماعك بعدد منهم؟ "التعامل الحَسَن" و "طيب المعاملة" مع المواطنين، هو شعارنا في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى احترام حقوقهم، أولويتنا، ومراعاة الأحوال المعيشية للمساجين، مشددين على نظافة السجون، وتوفير الطعام والنظافة داخل الحجز لكل المتهمين مع الالتزام بالقانون في التعامل مع الجميع. ذلك بالنسبة للمواطنين، أما بالنسبة لهم، فأطالب منهم توخي الحذر خلال الحملات الأمنية على البؤر الإجرامية، بالإضافة إلى عدم الاندفاع حرصا على سلامتهم وأمنهم، بالإضافة إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق الأمن والأمان. *هل هناك رسالة ترغب في إيصالها إلى المواطنين وقيادات المحافظة المحليين؟ بالفعل هناك رسالة يجب على المسؤولين المحليين والتنفيذيين بالمحافظة، ان يعلموها جيدا، الا وهو "الدور التوعوي"، والعمل على احتواء كافة المشكلات قبل تفاقهما، بالإضافة إلى أنه يجب على الأهالي العمل والتعاون مع الجهات المختلفة، ومع الأجهزة الأمنية، من أجل العمل على استقرار الاوضاع بالبلاد. الجدير بالذكر أن اللواء عادل عبدالعظيم أيوب، من مواليد مركز ههيا بمحافظة الشرقية، عام 1957، والتحق بكلية الشرطة وتخرج منها في عام 1979، وتدرج في المناصب الشرطية خلال أكثر الفترات التي قضاها بمحافظة قنا، حيث عمل بها مأمورا لإحدى المراكز الشرطية، وتولى بها منصب نائب مدير الأمن لقطاع الشمال، وحكمدارًا للمديرية مع اللواء محمد كمال، مدير أمن قنا الأسبق، وانتقل خلال الحركة السابقة إلى مصلحة السجون، ليعود بعد عامين إلى محافظة قنا، ليتقلد منصب مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا.