الجميع في انتظار القصاص، حيث القضية التي قلبت الرأي العام المصري، واعتبره المواطنون ووسائل الإعلام عملًا غير إنسانيًا، الحاجب يعلو صوته بقول: "محكمة"، يقف الحضور في انتظار دخول المستشار معتز الحناوي، رئيس محكمة جنح شبرا الخيمة، يطالبهم بالجلوس، وبعدها يتلو حكمه بحبس المتهمين 3 سنوات مع الشغل والنفاذ بعد جلستين فقط من بدء المحاكمة.. مشهد لم يكن للقصاص لثائر هدر دمه في ساحات الميادين، أو حكمًا على الفاسدين، أو المحرضين على العنف، بينما كان يقتص من معذبي وقتلة "كلب". "آه يا بلد دم الكلب فيكي أغلى من دم البشر".. كلمات جسدت الواقع المصري اليوم، بعدما أصدرت محكمة جنح شبرا الخيمة، برئاسة المستشار معتز الحناوي، حكمها بحبس المتهمين بتعذيب وذبح كلب الأهرام بشبرا الخيمة 3 سنوات مع الشغل، وأطفأت نار صاحب الكلب "ماكس"، بينما أمهات شهداء الثورة سئمت من المطالبة بحقوقهن بالوقوف على أبواب محكمة أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، في انتظار القصاص لأبنائها لتبرد نارها التي اشتعلت بمجرد فقدانه في ثورة خرج فيها الشهداء للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لكن الأقدار شاءت أن يطول أمد حق الشهيد غائبًا، لعدة أسباب من بينها "خناقات المدعين بالحق المدني المدافعين عن الشهداء"، وضعف الأدلة المقدمة. "العدالة الناجزة".. كلمات لطالما طالب بها الثوار مرارًا وتكرارًا للقصاص، لكنه كان الكلب "ماكس" صاحب النصيب الأوفر من ذلك الطلب، بعدما اقتص القضاء من قاتليه بعد جلستين من الحكم وما يقرب من شهر من مقتله، فيما استمر رموز مبارك قيد المحاكمة التي تطول لسنوات، ليخرجون براءة في القضايا المتهمين بها، وتترك ساحة القضاء القضية معلقة، قضايا قتل المتظاهرين، حكمت محكمة جنايات القاهرة ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه من كل التهم الموجهة إليهم، والتي تشمل قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير، ليمثل قبلة الحياة لدولة مبارك وأعضاء وقيادات الحزب الوطني.