أجابت لجنة أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول مسألة جواز الحج عن شخص مريض لا يستطيع الحج عن نفسه، بقولها : إذا كان المسلمُ غير قادرٍ على أداء الحج بنفسه، فيجوز له أن يستأجر مَن يحج عنه، كما يجوز للمسلم القادر أن يحجَّ عن أقاربه المتوفَّين أو المرضى العاجزين عن الحج بأنفسهم "ويسميه الفقهاء بالمعضوب" إذا كان قد حجّ عن نفسه، أو يُوَكِّلَ غيره في الحج عنهم، بأجرةٍ كان ذلك أو تبرُّعًا مِن القائم به، وذلك عند جمهور الفقهاء. فعن ابن عباسٍ -رضي اللهُ عنهما- قال: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَل يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ! قَالَ: "نَعَمْ"، رواه البخاري ومسلم. ويتحقق العجز بالموت، أو بالحبس، والمنع، والمرض الذي لا يُرجى زواله، كالزمانة، والفالج، والعَمَى، والعرج، والهرم الذي لا يقدر صاحبه على الِاستِمساك، وعدم أمن الطريق، إذا استمرت هذه الآفات إلى الموت. ومَن تحقق فيه العجز عن أداء فريضة الحج بما سبق، وجب عليه أن يُنِيبَ مَن يَحُجّ عنه عند الجماهير مِن العلماء إذا كان عنده مالٌ يكفي أن يعطيه لِمَن يحج عنه مدة سفره، بشرط أن يكون فائضًا عن ديونه وعن مؤنة مَن يعولهم، أو عن طريقِ متطوعٍ بالحج عنه بلا أجرةٍ إنْ تيسَّر له ذلك، ولا يُشتَرَط حينئذٍ وجود المال عند المعضوب، بشرط أن يكون مَن يحج عنه قد حجّ عن نفسه أوَّلًا. وبِناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فما دام الشخص غير قادرٍ صحيًّا على الحج -وهو ما يُسمِّيه الفقهاء بالمعضوب-، فإنه يجوز له شرعًا أن يُنِيبَ مَن يحج عنه مِمَّن يكون قد حجَّ عن نفسه، سواء أكان ذلك بأجرٍ أم بغير أجرٍ، والله -سبحانه- أعلى وأعلم.