تمر اليوم الذكري الأربعين لوفاة عملاق التمثيل الفنان الراحل علي الكسار، تحدي جميع العقوبات لكي يحقق أحلامه وبالفعل عمل بجد وقدم العديد من العروض المسرحية والأفلام السينمائية الناجحة، وأستطاع الفنان الراحل خلق شخصية مصرية خاصة به وهي شخصية "عثمان عبد الباسط" هذا الرجل النوبي الأسمر الذي قدمه في العديد من أعماله. نشأته ولد الفنان القدير علي خليل سالم، 23 يوليو عام 1887، في حي "السيدة زينب" وأستمد شهرته بأسم علي الكسار، من والدته السيدة زينب علي الكسار، التي كان يدين لها بفضل كبير في تربيته وتنمية موهبته ومساندتها له بعد وفاة والده. حياته لم يحظ "الكسار" بقسط كبير من التعليم حيث أمضي سنوات قليلة في أحد الكتاتيب، وفي البداية عمل بمهنة "السروجي" وهي ذات المهنة التي امتهنها والده لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل بالطهي مع خاله، وفي تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم، في عام 1907 كون أول فرقة مسرحية له وأطلق عليها أسم "دار التمثيل الزينبي" ثم انتقل إلى فرقة "دار السلام" بحي الحسين. بدايته الفنية أنضم في عام 1916 إلي فرقة "الأوبريت الشرقي" التي كانت تقدم عروضها في شارع عماد الدين، وكان يرأسها مصطفي آمين، وبعد أنضمامه اليها تحول أسمها إلي "مصطفي آمين وعلي الكسار"، بعد ذلك تمكن من تكوين فرقته الخاصة مع أمين صدقي، وبدأ يقدم عروضه علي مسرح "الماجستك" في عام 1919 وبدأ بمسرحية "ليلة 14" وأستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير. عمله في السينما وفي منتصف الأربعنيات من القرن الماضي تراجع مسرحيآ بعد أن مر بالعديد من الأزمات المالية التي ظهر آثرها في عدم أنتظام عروض الفرقة حتي تم اغلاقها تمامآ بعد أن قدم ما يزيد هلي 160 عرضآ مسرحيآ، آتجه بعدها إلي السينما وقدم عددآ من الأفلام الناجحة أشهرها: بواب العمارة 1935، وهو أول أفلامه غفير الدرك، عثمان وعلي، علي بابا والأربعين حرامي، سلفني تلاتة جنيه، رصاصة في القلب، الساعة 7، يوم في العالي.
رحيله توفى الكسار في 15 يناير عام 1975،عن عمر يناهز ال 69 عامآ بعد صراع طويل مع المرض والفقر، ويحكي ابنه ماجد الكسار، مشهد وفاته قائلا، ذهبت أنا ووالدي إلى مستشفى قصر العيني لإجراء عملية البروستاتا، وبعد أن تهيأت للرحيل فنظر لي وقال: "خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها"، تعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها.