كثيراً ما نسمع المثل الشعبي الدارج كُل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس ، ولكن ونحن في بدايات عام 2015 من القرن الحادي والعشرين، أصبحنا نعيش فوضى عارمة في عالم الملابس، وبات كل منّا يرتدي ما يحلو له حتى و لو معجبش الناس متحججًا ب الموضة ، ويُتَّهَم من يرتدِ ملابس تقليدية بأنه شخص من أيام الجنيه الجبس – تعبير شعبي شائع. فاجأنا أحد المواقع الإخبارية تابع لجريدة قومية مُفْتَرَض أننا نحترمها ونُكِنُ لها كل الاحترام، بعنوان مثير للجدل يقول: مكتب وزير الثقافة يرسل للصحف صورة غير لائقة لوزيرة التضامن التى نكن لها كل احترام، ويتناول الخبر كيف لوزير الثقافة د. جابر عصفور ومكتبه الإعلامي يرسلان صورًا لزميلته في الحكومة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعى وهى بملابس خادشة للحياء خلال حضورها حفل افتتاح المسرح القومي بالعتبة، وهو الحفل الذى شهده رئيس الوزراء محلب وعدد من الوزراء والفنانين؛ للاحتفال بعودة نشاط المسرح من جديد عقب احتراقه عام 2008، ورأت الجريدة مشكورة أنه احتراما للتقاليد المهنية لن تُنْشَر الصورة. عنوان مثير حقاً للجدل و البحلقة ، دفعني شخصيًا للبحث عن إيميل – البريد الإلكتروني - مكتب الوزير فى قائمتي البريدية لأجد الصور التي رفض موقعها الإلكتروني نشرها حفاظًا على سمعة الوزيرة، لأفاجأ بأنه تم إرسال عدد كبير من الصور خلال حفل افتتاح المسرح من قِبَل مكتب الوزير ومنها صورة للوزيرة وهى تجلس بجانب أحد الشخصيات العامة بكامل أناقتها ب جاكيت بالطو أحمر اللون يستر كامل جسدها ، وكل ما يظهر من ثنايا الجاكيت ليس بالأمر الفاضح كما زعمت الجريدة، ولا يلفت النظر إلا إذا تم التدقيق فيه ب تمعن . هل تركنا كل مشاكل وزارة الثقافة والعاملين بها وبقصور الثقافة وهيئة المسارح والأدباء والمثقفين، لنهتم إلى ما إن كانت الوزيرة ترتدي ملابس محتشمة أم لا؟، وهل تعمَّد عصفور ومكتبه الإعلامي إهانتها ب سقطة إعلامية تُحْسَب عليهم بمثل هذه السذاجة؟ . وما دخل وزير الثقافة ب لباس الوزيرة الفاضلة - واللباس هنا كما يقول المعجم هو من اللِبْس؛ وهو ما يستر الجسم، أو ما يُلْبَس من كسوة كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز: { يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} . يأتي صدى هذا الخبر فى الوقت الذي تعْقِد فيه اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين اليوم، ندوة بعنوان تراجع المهنية في الإعلام وانعكاساته على المجتمع ، أتمنى أن تقوم النقابة بدورها الفعَّال في تقويم المهنة والمهنية أكثر من ذلك حتى لا يتأثر المجتمع بالسلب، وتذكروا من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بصورة غير لائقة .. وارحموا من فى الأرض يرحمكم الله! .