نجمين بحجم محمد سعد، ومحمد رمضان، لو نظرنا إلي بدايتهما سنجدها واحدة، ف سعد، الذي تقمص أدوار الكوميديا وتمثلت بدايته في دور اللمبي، وفيلمه الشهير اللي بالي بالك عام 2003 وتقبله الجمهور بشدة ووجدوا في أداءه الجديد الذي لم تشهده السينما المصرية من قبل، فواصل سعد، تقديم نفس الأداء وربما نفس الشخصيات، وكرر نفسه فأنفه الجمهور وقالوا محمد سعد، راحت عليه . محمد سعد، الذي لم يستفيد من النقد الذي أتي بغرض مصلحته الشخصية أولاً، وظل يؤدي بنفس تعبيرات الوجه والحركات وافتعال الغباء و عوجة البوء ،غاب سعد عن الدراما لفترة بعد مسلسله شمس الأنصاري ، الذي لم يضيف له أي جديد ولم يلقى النجاح المنتظر، فأطل علينا هذا العام في مسلسله الرمضاني فيفا أطاطا ، بقليل من المجهود، مع قليل من الكوميديا، والغرض عمل سبوبة تعوضه عن فترة الغياب. ما الذي أضافه المسلسل للجمهور، ول محمد سعد، كبطل للمسلسل، ولباقي صنَّاع العمل، لقد كرر اللمبي شخصيات، اللمبي، والعجوز أطاطا والذي قدمهم سابقاً في أفلامه، لم نجد معالجة درامية أو خيال في تقديم الشخصيات بشكل جيد، ورغم أن الغالبية تتفق علي أن شخصية مثل اللمبي من الممكن أن تقدم عدة مرات فنره في الفضاء وفي الجيش، وهذه الغالبية كانت تتمنى أن ترى شخص الراحل القدير إسماعيل ياسين، في شخصية اللمبي محمد سعد، إلا أنه خذل الجميع، فما الفائدة عندما يتم تقديم اللمبي وهو يواجه كفار قريش، وعمدة قرية دنشواي، في حلقات لا تسمن ولا تغني من جوع، أتسمت بالمد والتطويل علي حساب وقت المشاهد وليتهم أصابوا المد والتطويل فقد وقعوا في أخطاء إعادة المشاهد في عدة حلقات، أيضاً العجوز أطاطا، لم تبهرنا إلا ببعض القفشات الكوميدية والتي أتت من آنٍ لآخر. محمد سعد، يحتاج لإعادة اكتشاف نفسه مرة أخرى علي يدْ مخرج عبقري يوظفه توظيف صحيح في شخصية جديدة يعود بها للجمهور لأنه بالفعل فقد بريقه سينمائياً عندما كرر نفسه في أفلامه، وعاد درامياً ليستكمل فقدانه لبريقه، لأن محمد سعد، كوميدياناً كبيراً له حالة خاصة ويسيطر علي ملامح وجهه وينتقل بمهارة من شخصية لأخري، فلماذا لا يتم استغلال هذا، بدلاً من الإعتماد علي شخصيات سابقة التجهيز. علي الجانب الآخر، لو نظرنا إلي شخص النجم محمد رمضان، سنجده ترك بصمة لدى الجمهور المصري والعربي بأدائه المبهر وحركاته المتسمة بالموهبة مع الذكاء فتقبلته الغالبية، لكن عندما أصبح نجم سينمائي في الألماني عاد ليكرر نفسه في عبده موتة وبعدها قلب الأسد ، نعم هذه الأفلام نجحت لكنه لم يقدم الجديد، ربما لأنه كان مستسلماً لآل السبكي، إلا أنه سرعان ما تخلص من هذا الاستسلام وسيبدأ في تقديم شخصيات جديدة في السينما. شخصية البلطجي التي ألتزم بها رمضان، ولم يغيرها، اهتمامه بالعشوائيات والطبقة المهمشة، جاءت علي حساب نجوميته فالكثير أنتقده فإحترم نفسه وإحترم الجميع فقام بتغيير جلده، وخرج من عباءة البلطجي وأستوعب درسْ النقد فأطل علينا في أول عمل درامي له من خلال مسلسله الرمضاني إبن حلال ، وفاجأ الجميع فقام بتعرية عوالم ودواخل المجتمع المصري، فظهرت السلبيات بشدة، فوجدنا طبقة المهمشية عمال اليومية من خلال شخصية حبيشة ، الصعيدي، ورأينا الحارة المصرية بكل تناقضاتها وتطوراتها، وأيضاً اللهجة التي أتقنها رمضان بشدة. محمد رمضان، أعتمد في بداياته علي تقديم نفسه بطريقة معينة فحقق إيرادات سينمائية ونجومية أعتمد عليها وسيعتمد عليها أثر خلال الفترة المقبلة، لأنه موهوب وفي جعبته الكثير من الشخصيات التي يستطيع تقديمها، ورغم هذا فأنا أخشى عليه أن يسطر تاريخاً مشرفاً وأراه بعد عشرين عاماً مثل الزعيم عادل إمام، يدخل مشروع درامي استثماري بأقل مجهود ويأخذ الملايين، فلا عليه سوى الاجتهاد وفقط، وكلي تفاؤل في أن أراه مثلما ظهر سمع الانتقاد فتغير فأثبت أنه متعدد المواهب فقدم حبيشة، وفي انتظار تقديم المزيد.