تحتل صورة الممثل البريطاني جنسن أكليس ، مكان صورتها الشخصية على حساباتها كافة على المواقع الإجتماعية، وتلاحق جميع حساباته أيضاً، يرّن هاتفها فتصدح أغنية قف وقاتل من المسلسل الإنكليزي غايم أوف ثرونز . تعترف ضحى، بهوسها بالمسلسل الإنكليزي الذي يملك قاعدة شعبية كبيرة قوامها حوالي 9 ملايين متابع على الأقل على الصفحة الرسمية على موقع فايسبوك ، وتعترف بأنّها من المعجبين بلا شوائب ، وهو مصطلح يستعمله مهووسو غايم أوف ثرونز (صراع العروش)، للدلالة على متتبعي البرنامج الذين لم يقرأوا الكتاب الفعلي، بعكس مصطلح إخوة بلا شعارات الذي يرمز إلى المهووسين الذين قرأوا الكتاب أيضاً. ضحى ليست حالة فردية، فظاهرة مملكة المعجبين (الفاندوم) تنتشر بشكل واسع مؤخراً، وإن لم تكن حالة مستجدة، حول مسلسل غايم أوف ثرونز الذي تدور أحداثه حول قصة خيالية عن التآمرات والصراعات التي تشهدها مملكة الممالك السبع، حيث تتنازع الأسر الحاكمة فيها للاستحواذ على العرش الحديدي، وهو رمز السلطة المطلقة . ويحصد مسلسل هاوس ، الذي يتطرّق إلى يوميات طبيب قاسٍ يضع كل مشاعره جانباً، ولا يتورّع عن استخدام الأساليب الشرسة في معالجة مرضاه، على صفحته الرسمية على فايسبوك أكثر من 44 مليون متابع . ومتتبعو المسلسل أوفياء جداً إلى درجة يستوحون من مواضيع حلقاته حلولاً في حياتهم اليومية، من دون أن ينفي ذلك الخطورة التي قد تنتج عن ذلك الهوس عندما يتعدى الواقع الفردي ليصل إلى المجموعة، كما حصل مع طبيب ألماني استوحى من إحدى حلقات مسلسل الطبيب هاوس الشهير لإنقاذ حياة مريضه. ومن المسلسلات والأفلام الأخرى التي تتصدر قائمة المعجبين هانغر غايمز ، ترو بلود ، بيغ بانغ ثيوري و هاري بوتر و توايلايت . ويعتبر مسلسل شارلوك هولمز أول مسلسل أدّى إلى ولادة مملكة معجبين حيث قام مهووسو المسلسل عام 1893 بالتظاهر احتجاجاً على مقتل البطل في المسلسل . وتتمثل الظاهرة بأن يلجأ مهووسو مسلسل معين إلى تشكيل تجمّعات خاصة بهم. ويتشارك أفراد هذا المجتمع الهوس نفسه بشخصيات المسلسل وأحداثه، ولكن يمكن أن يتحول الإدمان إلى النوع المرضي وتتخطى تصرفات المهووسين مجرد المتابعة والإهتمام بتفاصيل المسلسل. فبعض عيادات الطب النفسي سجلّت حالات مرضية لأفراد يعانون من انفصال عن الحياة الواقعية ويقومون بمقارنة حياتهم الشخصية مع حياة أبطال المسلسلات الأمر الذي يدفعهم لليأس وإلى التعلّق المرضي بالشخصيات إلى حدّ الإستغناء عن أشخاص مقربين في حياتهم . وإذا كانت هذه الظاهرة عالمية، فالمشاهد العربي ينفرد بهوس الأفلام المدبلجة بدءاً من الأفلام المكسيكسة المدبلجة إلى العربية الفصحى وصولاً إلى المسلسلات التركية المدبلجة إلى لهجات محلية تغزو الشاشات بدءاً من عام 2008 مع مسلسل نور الشهير، وامتدّ الهوس ليصل إلى قطاعات الموضة، ديكورات المنازل، وأسلوب العيش .